كلمة مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مارك غرين في المؤتمر الوزاري لتعزيز الحرية الدينية - مقالات
أحدث المقالات

كلمة مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مارك غرين في المؤتمر الوزاري لتعزيز الحرية الدينية

كلمة مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مارك غرين في المؤتمر الوزاري لتعزيز الحرية الدينية

الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية

مكتب العلاقات الصحفية

للنشر الفوري

26 تمّوز/يوليو 2018

المدير غربن: شكرًا لك يا سام. مساء الخير جميعا. إنه لشرف لي أن أكون معكم جميعاً، وإنه لشرف عظيم أن أتمكن من تقديم بعض الأفكار حول أهمية حرية العبادة في عالم اليوم. لقد كنت أفكر في ذلك قبل أيام، حين سمعت قصة رائعة عن لافتة معلّقة في مبنى حكومي هنا في واشنطن، تقول: “في حالة الهجوم النووي، يتم تعليق القيود الفيدرالية المتعلقة بالصلاة في هذا المبنى مؤقتًا”.

أود أن أشكر الوزير بومبيو والسفير براونباك لأنهما لم يجعلانا ننتظر تلك اللحظة للحديث عن هذا الموضوع الهام. وإنني أعتقد أن بعض المراقبين قد يتساءلون لماذا الولايات المتحدة هي التي تستضيف هذا اللقاء الوزاري، ولماذا تستحق الحرية الدينية وقتنا واهتمامنا. حسنا، من وجهة نظري شخصيا، وكقائد للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، هناك العديد من الأسباب. أولاً وقبل كل شيء، بالنسبة لنا هنا في أمريكا، حرية عبادة خالقنا وفقاً لمعتقدات إيماننا الفردية وتقاليدنا هي جزء أساسي من هويتنا الوطنية الذاتية.

وفي النهاية، فإن الممارسة الحرّة للأديان هو ما جلب هؤلاء الحجاج إلى شواطئنا. لقد فرّوا من الاضطهاد في أوروبا، ولكنهم سرعان ما أدركوا، حين وصلوا، أن حرية الإيمان وحدها لن تضمن لهم حياة سهلة. لقد واجهوا صعوبات، وواجهوا مخاطر. لكنهم ثابروا، وبقوا على قيد الحياة. وعلى الرغم من خسائرهم ونكساتهم، فإن استمرارهم في أرض حرّة جديدة عنى الكثير بالنسبة لهم، وقد أورثونا عيدا رائعا: عيد الشكر.

بعد سنوات عديدة، جاء أحد أعظم الرؤساء لدينا، وربما في العصور الحديثة، الأمريكي المثالي رونالد ريجان، ليعرب مرارا عن اعتقاده بأن أمريكا يجب أن تطمح لأن تكون “مدينة على رأس التلّة”، اي المثل الأعلى في الحرية لبقية العالم. العالمية. لقد كان يستعير ذلك من أحد أولئك الحجاج أنفسهم، جون وينثروب، الذي كان يستعير ذلك من من إنجيل متّى من العهد الجديد.

لقد جعل وينثروب تلك الفكرة، تلك الصورة للمدينة على رأس التلّة، موضوعا رئيسيا في خطبته الأولى بعد وصول الهاجرين إلى ماساتشوستس، كلّ ذلك باسم الحرية عموما وحرية العبادة كما نراه مناسبًا. وبعد مرور مائة وخمسين سنة على وينثروب، ما زال الالتزام بقضية الحرية الدينية، التي كان يُنظَر إليها باعتبارها أمرا اساسيا في شخصية أمريكا الشابة آنذاك التي كرّسها مؤسسوها كأول تعديل يطرأ على دستورنا، والذي كان، حرفيا، السطر الأول: “لا يصدر الكونغرس أي قانون خاص بإقامة دين من الأديان أو يمنع حرية ممارسته،”. غالباً ما يطلق عليها “حرية أمريكا الأولى”.
وليس ذلك بسبب ترتيبه فقط، ولكن أيضا لأنه شرط أساسي لكل حرياتنا الأخرى، لجميع الحريات الأخرى التي نعتز بها.

كان هذا الإعلان عن الحاجة إلى فرض قيود على سلطة الحكومة على الفرد وحقه في العبادة هو الأول من نوعه، وهو في الواقع أحد أعظم هبات أميركا للحضارة الإنسانية.

والآن، السبب الثاني الذي أعتقد أنه يعطي أهمية لهذا اللقاء الوزاري هو أن المناقشة التي نتناولها حول الحريات الدينية تذهب أبعد من حدود الولايات المتحدة، كما تعلمون جميعاً. بمعنى آخر، تشعر مليارات الأشخاص في جميع أنحاء العالم بقوة أن معتقداتهم الروحية تعطي غرضًا ومعنىً لحياتهم، متأكّدين أن الواقع عبر التقاليد الدينية يمكن أن تقرب البشرية وإن حماية كلّ منا لحق الآخر في العبادة هو حماية لإنسانية الطرفين.

ونحن، في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، نرى أن حرية العبادة عنصر أساسي في سعينا لإقامة حكومة تتمحور حول المواطن وتكون مستجيبة له. لا يمكن فصل هذه الحرية عن حرية التعبير والتجمع وتكوين الجمعيات والتحرر من التمييز؛ ومع ذلك، فإن ثمّة سببا ثالثا يجعل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تعتقد أن هذا الموضوع جاء في الوقت المناسب ومهم، وهو سبب أكثر عملية. لكي نكون وكالة قادرة على تحقيق أهدافنا الأساسية، مهمتنا الأساسية، سواء كانت في المساعدة الإنمائية أو الإغاثة الإنسانية، فإننا بحاجة إلى الوصول إلى تلك الزوايا في المجتمعات التي لا تستطيع الحكومات الذهاب إليها بشكل فعال أو التي لا تريد تلك الحكومات الذهاب إليها اساسا. يجب أن نكون قادرين على لمس الناس الذين تمّ التخلي عنهم، الناس الذين تم نسيانهم. في كثير من الظروف، فإن إمكانية عقد شراكة مع المجتمعات الدينية، مع المنظمات الدينية، يمكّننا من فعل ذلك تماما.

وغالباً ما يكون شركاؤنا على أسس دينية موثوقين بشكل فريد في تلك المجتمعات المنسية، وهم يستطيعون تسخير الشبكات والموارد والأفكار التي تساعدنا في الوصول على الناس بطرق لم نتمكن من تحقيقها من دونهم. إن مسائل الحرية الدينية مهمة لأنها تمكن الجماعات الدينية من العمل مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وغيرها دون التخلي عن شخصيتها الدينية الأساسية.

السبب الرابع الذي نراه لأهمية هذا اللقاء الوزاري، وربما السبب الأكثر أهمية اليوم، هو أن التعصب غالباً ما كان يقود إلى العنف والقمع، وعلينا أن نتذكر ذلك ونحن نجتمع هنا في هذه المدينة الجميلة. لقد حذَّرَنا القادة مراراً عبر التاريخ، من قورش الكبير إلى توماس جيفرسون، من أن الحاجة إلى اليقظة ضدّ التعصب الديني هي ضرورية في حد ذاتها لاستمرار الحرية.

واليوم في عصر استخدام تكنولوجيا المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي كسلاح، فإن مخاطر هذا التعصب أكبر من أي وقت مضى ومهمّة أكثر من أي وقت مضى. وهذا السبب الأخير هو ما رايته، بصراحة تامة، في معظم الرحلات الأخيرة التي أشار إليها السفير براونباك. فكما ذكر، ذهبنا أنا هو وآخرون، بتوجيه نائب الرئيس بنس، في وفد إلى شمال العراق. كانت مهمتنا هي فهم أفضل للمعاناة التي كان الكثيرون يواجهونها نتيجة للتعصب الشديد. قمنا بزيارة بعض ضحايا داعش: مسيحيون وأزيديون وجماعات أقليات أخرى. كانت القصص التي سمعناها تدمي القلب.

عندما استولى تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة تل أسقف العراقية قبل أربع سنوات، دنس الإرهابيون الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية المحلية وقطعوا رؤوس الرهبان على المذبح. وكانت تلك المذبحة مجرّد حلقة واحدة من الإبادة الجماعية التي شنها تنظيم داعش ضد المسيحيين وغيرهم من الجماعات الدينية الضعيفة على امتداد ما كان يسمى بالخلافة. وقد أدت هجماتهم الفظيعة واللاإنسانية إلى إبادة بعض المجتمعات الدينية القديمة في المنطقة. فقد هرب ما يقرب من 90 في المائة من المسيحيين من العراق في السنوات الخمس عشرة الماضية، مما أدى إلى إفراغ قرى بأكملها ظلت قائمة لأكثر من ألف سنة.

كما تم إذلال الأزيديين، وهم أتباع عقيدة قديمة أخرى، ومهاجمتهم. لقد زار وفدنا كنيسة تعرضت لأضرار بالغة في كارملاش، حيث رأينا قبورا لزعماء دينيين وقد دُنِّسَت. وقد تمّ تدمير الكنيسة إلى حدّ كبير ولكن برج الجرس الخاص بها سلم من التدمير، بطريقة أو بأخرى، كل ذلك خلال الاحتلال الشرير من قبل داعش. بل إن الجرس قد دقّ في الواقع بينما كنا هناك، كما لو أن أنه كان يقول إن الحرية الدينية ليست سهلة التدمير. كما زرنا الناجين من الأزيديين، ولن أنسى أبداً كيف نظرنا في عيون أم في مخيم النازحين. لم تستطع إخبارنا بمصير بعض أفراد عائلتها المباشرة. ثم عرضت لنا الصور كما لو أننا بطريقة ما نستطيع مساعدتها في العثور عليها.

هذا ما يؤدي إليه التعصب الديني المنفلت من عقاله.

لقد قيل إن المقياس الحقيقي لالتزامنا بالحرية الدينية هو الأولوية التي نوليها لحماية أولئك المنتمين إلى ديانات أخرى، من خلال التأكيد على المبدأ القائل بأن الهجوم على عقيدة واحدة هو، في النهاية، هجوم على جميع الأديان. وهذا أحد الأسباب التي جعلت العديد منّا هنا يتأثرون كثيراً بمحنة مجتمع الروهينغا في بورما.

قبل بضعة أشهر، سافرت إلى بورما وبنغلادش لزيارة ما لا يقل عن 700,000 مسلم من الروهينغا الذين فروا من منازلهم في ولاية راخين إلى مقاطعة “كوكس بازار” بسبب الأمن النسبي فيها. وكما قرّرت وزارة الخارجية ومصادر أخرى، فإن الروهينغا كانوا ضحية لا أقل من التطهير العرقي: القتل خارج نطاق القضاء والاغتصاب والتعذيب والضرب والاعتقال التعسفي والتهجير وتدمير الممتلكات – وكلها بدافع التعصب والكراهية الطائفية.

قمت بزيارة مخيم للنازحين بالقرب من سيتوي، في بورما، والتقيت بأشخاص احتجزوا هناك لمدة ست سنوات. لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم أو السفر إلى مكان آخر بدون موافقة حكومية كتابية محددة. وقد تمكنوا من النجاة بفضل الحصص الغذائية التي قدمها المانحون، ولمكن لم يكن لديهم أي رعاية صحية. وكانت اللحظة الأكثر إثارة للقلق في فترة ولايتي كمدير للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية هي حين نظرت في عيني والد شاب مسلم في ذلك المعسكر وهو يقول، في ألم يفطر القلب، إن ابنه لم يعرف سوى الحياة في تلك المستوطنة المحروسة جيدا. لم يكن لديه إمكانية الوصول إلى التعليم وكان الطعام الوحيد الذي حصل عليه من الغرباء. لم يكن لديه آفاق للمستقبل. لم أر أبداً مثل هذا اليأس العميق في أعين أي أحد آخر. أبدا. كل ذلك بسبب إيمانه وعرقه.

ولكن الهجمات على الحرية الدينية لا تأخذ دائماً شكل الصراع ما بين الأديان. ففي بعض الأحيان تكون مجرد تصرفات من قبل نظام استبدادي لمحاولة إخضاع جماعات المؤمنين لإرادتها. محاولة إجبار المجتمع على تسليم شخصيته ومبادئه للأهداف السياسية التي يسعى إليها الطاغية. في الأسبوع الماضي، سمعت مباشرة من زعماء محليين في نيكاراغوا أثناء مروري في ميامي الوحشية والعنف المستمر الذي يحدث في نيكاراغوا في الوقت الحالي وبينما نتحدث الآن. لقد قتل أكثر من 350 شخصا، مع ارتفاع عدد القتلى كل يوم. الكنيسة ورجال الدين، الذين يعتقدون أن دينهم يدعوهم لمحاولة إحلال السلام ومحاولة التوسط، يتعرضون الآن للهجوم بسبب تلك الأنشطة ذاتها. ولأن الكهنة كانوا غير راغبين ببساطة في الوقوف على الحياد أثناء الفظائع التي ارتكبها ذلك النظام، فقد دعا دانيال أورتيغا الكنيسة الكاثوليكية الرومانية نفسها بأنها داعية الانقلاب”.

وأخبرني النيكاراغويون في ميامي أيضاً كيف اقتحمت قوات أورتيغا شبه العسكرية رعية القس غوتيريز، حيث اتصل الأب غوتيريز، وسط وابل من الرصاص، بمحطة إذاعية محلية، وقال قبل أن ينخرط في البكاء: “إنهم يدمرون الكنائس. الحكومة تقتلنا”. وفي تغريدة أخيرة كتبها الأسقف النيكاراغوي بايز، قال: “إن حكومة نيكاراغوا تعبر الحد الذي هو غير إنساني وغير أخلاقي. إن القمع الجنائي ضد المدنيين، ومعظمهم من الطلاب، أمر مدان من كل وجهة نظر. المجتمع الدولي لا يمكن أن يكون غير مبال “. إنه على حق. لا يمكن أن نكون غير مبالين، ويجب ألا نكون غير مبالين، ولا سيما أننا مؤمنون بالحرية الدينية.

لذا فإن سؤال اليوم، والسؤال الحقيقي لهذا اللقاء الوزاري، هو كيف نقدم الأمل؟ كيف نقدم المساعدة؟ الخطوة الأولى، بالطبع، هي عقد هذا اللقاء الوزاري نفسه، وهو الأول من نوعه. إن حضور هذا العدد الكبير منكم القادمين من بعيد والمنتمين إلى أديان مختلفة هو إشارة قوية للعالم، مفادها أن الحرية الدينية مهمة؛ الحرية الدينية مهمة جدا؛ الحرية الدينية هي طموح عالمي، وأن مؤيدي الحريات الدينية ينهضون. التصريحات التي يصدرها هذا اللقاء الوزاري والإعلانات التي نصدرها، والرسائل التي سنعود بها كلنا إلى بلادنا، توفر الأمل في تلك المجتمعات التي تعاني ونحن نتحدث. وبالطبع، لا يكون الأمل كافياً إذا ترك دون مصاحبة الفعل له.

في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، نظرًا لأننا ننظر حقًا إلى حرية العبادة باعتبارها حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان، فإننا ندعم برامج لمعالجة خطاب الكراهية الدينية والنزاع بين الأديان، لتعزيز وإنفاذ القوانين التي تحمي الحرية الدينية وزيادة قدرة المجتمع المدني لمناصرة تلك الحرية. وينعكس ذلك الدعم في المساعدة التقنية و – أجل – الدعم المالي للمجتمع المدني.

ثالثًا، نقوم بإصلاحات لشراكتنا وعملية تأمين الموارد لنسهل على المنظمات، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية الصغيرة وجماعات المجتمع المدني – وهي كثيرة بينكم – المشاركة معنا في عملنا. وسنقوم بالتشاور معكم في وقت مبكر ونأخذ أفكاركم بعين الاعتبار بشكل أكثر فعالية، ونحدّ من التأخير بسبب الأعمال الورقية. سوف نجد طرقًا لتسخير قوتكم وقدراتكم. باختصار، ليس الباب مفتوحًا على مصراعيه فحسب، بل إن اللافتة التي تحمل عبارة “نرحّب بكم” مضاءة أيضا.

رابعا، نحن بحاجة إلى بذل كل ما في وسعنا لمنع أسوأ مظاهر التعصب الديني قبل أن ترفع رؤوسها القبيحة، قبل أن يضروا ويدمروا. فبمجرّد وقوع الضرر يكون الأوان قد فات. لذا، فإننا نعمل أيضًا على تجميع المقاييس لقياس القدرات والالتزام في البلدان التي نعمل فيها. وبعض هذه المقاييس تبدو بشكل محدد في أشياء مثل الديمقراطية الليبرالية، وإمكانية المجتمع المدني وشمولية سياسات الحكومة للجميع. ونعتقد أن تلك المقاييس يمكن أن تكون بمثابة إشارات وتحذيرات خفية عندما يزداد التعصب. أما التدخلات التسلطيةحسنا، نحن ندرك أننا لا نستطيع التنبؤ بها دائما، أو حتى الوقاية منها، ولكن لا يوجد عذر بالنسبة لنا ألا نكون يقظين.

وأخيرا، نهدف في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وبالشراكة مع الآخرين إلى تعزيز وتقوية التعددية العرقية والدينية حيث وجدت تاريخيا. الأمر لا يتعلق بمحتوى الإيمان؛ ولم يكن الأمر كذلك أبدا. إنه يتعلق بتقبل المجتمع لتقاليد الدين المتعددة. إننا نؤمن بأن التعددية الدينية، التي هي جزء من فسيفساء ثقافية، مسألة تستحقّ الحفاظ عليها باعتبارها مسألة تنموية من جانب، وتعبّر عن قيمنا من جانب آخر.

واحدة من أوضح الحالات لهذا العمل في حالة شمال العراق. لذا، فإن معظم العراقيين يشيرون إلى مجموعات الأقليات على أنها “مكوّنات”. ولم أفهم ما يعنيه ذلك؛ لم أفهم المغزى. وجاء إلي أحدهم وقال: “حسناً، هذا له معنى خاص وقوي جداً باللغة العربية. إنه يعني أن المجتمع العراقي غير مكتمل بدون المكونات المسيحية واليزيدية لتلك الفسيفساء القومية”.

عل هذا، يدرك القادة العراقيون ذلك. وعلينا نحن أن نساعدهم على تحقيق رؤيتهم لبلدهم. فبعد كل شيء، كان ذلك موجودا قبل أن يحيق بالعراق حكم داعش الشرير. ولتحقيق هذه الغاية، تعمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على التحرك بسرعة في شمال العراق، حيث تتصدى للتحديات التي تواجه المسيحيين والأزيديين والأقليات الأخرى، فنقدّم الإغاثة والدعم كيما يتمكنوا من العودة إلى ديارهم وإعادة بناء حياتهم ومجتمعاتهم.

منذ تشرين الأول/أكتوبر عام 2017، قدّمت الحكومة الأمريكية ما يقرب من 118 مليون دولار من المساعدات الإنسانية ومساعدة الاستقرار لتوفير الدعم للبنية التحتية والمساعدات لإنقاذ الأرواح، وإعادة إشادة مبان مثل المدارس والمستشفيات ومحطات الطاقة والآبار – ناهيك عن سبل العيش. لا يمكن لهذه الصناديق إعادة بناء الإيمان، بالطبع، ولا يمكنها إعادة بناء المساجد أو الأضرحة أو الكنائس بشكل مباشر. غير أننا إذا ما قمنا بذلك بالشكل الصحيح، إذا ما عملنا أنتم وأنا معاً، فلعلها على الأقل تستطيع استعادة بعض الأمل.

أمامنا أكثر على الطريق. ليس فقط في شمال العراق، بل في أماكن أخرى. سوف ندافع عن الحريات الدينية التي تقع تحت الهجوم. وسأكون مقصرا إذا لم أذكر هنا أن هذا هو المجال الذي لا يمكن فيه الاستغناء عن الشراكات مع المنظمات الدينية. إنها الطريقة الوحيدة التي سيتم فيها إنجاز هذا العمل. هذه هي الطريقة الوحيدة التي سنكون فعالين من خلالها.

وقبل أن أنهي حديثي، وبينما نقترب من نهاية هذه الفعالية اليوم، اسمحوا لي مرة

أخرى أن أشكر الوزير بومبيو والسفير براونباك لاستضافتهما هذا اللقاء الوزاري التاريخي بحق. واسمحوا لي أن أشكر نائب الرئيس بنس لأنه كان مؤيدا قويا لهذه القضية وللعمل الذي نحاول القيام به. قال رونالد ريغان ذات مرة: “الحرية تزدهر عندما يكون الدين نابضاً بالحياة”. اليوم نعيد التأكيد على تلك الرؤية. اليوم، نؤكد من جديد دورنا في حمايتها.

أود أن أشكركم جميعا على وجودكم هنا؛ أريد أن أشكركم على كل ما قمت به. الأهم من ذلك، أريد أن أشكركم على كل ما سوف تفعلونه لاحقا. هذه ببساطة خطوة أخرى في رحلة يجب علينا جميعًا القيام بها. إن الفشل في القيام بذلك، كما حذرنا توماس جيفرسون، وكما حذرنا قورش الكبير قبله، يضع الحرية في خطر. شكرا لكم.

موقع الخارجية الامريكية

 

 

 

 

 

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث