أسفار الكتاب المقدس و الترجمات المعتبرة - مقالات
أحدث المقالات

أسفار الكتاب المقدس و الترجمات المعتبرة

أسفار الكتاب المقدس و الترجمات المعتبرة

محمد سعيد:

 

هناك كتب قانونية بالنسبة لطوائف مسيحية، وكتب غير قانونية بنسبة لطوائف أخرى، وهذا ما سنعرف به.

فما هي الأسفار القانونية حسب الطوائف المسيحية؟

تختلف الكنائس المسيحية فيما بينها بعدد الأسفار المقدسة التي بين دفتي كتابها، فالكنيسة الكاثوليكية ومعها الأرثوذكسية تؤمن بثلاث وسبعين سفراً مقدساً، بينما الكنيسة البروتستانتية تؤمن بست وستين سفراً مقدساً فقط، وترفض ما زاد عن ذلك من أسفار، وأما الكنيسة الإثيوبية فتؤمن بإحدى وثمانين سفراً مقدساً، كذلك فإن بعض الأسفار المقدسة تختلف عن بعضها البعض بحسب كل كنيسة، فمثلاً سفر دانيال لدى الكنائس البروتستانتية ينتهي عند الإصحاح الثاني عشر، بينما الكنائس الكاثوليكية تضيف عليه الإصحاح الثالث عشر والرابع عشر، وتتمة للإصحاح الثالث وهي عبارة عن 67 عدداً تقع بعد العدد 23 من الإصحاح نفسه، ويطلق عليها "تسبيحة الفتية القديسين الثلاثة"، كذلك الحال بالنسبة لسفر إستير فهو يضم مقاطع بحسب الطبعة الكاثوليكية لا وجود لها بالنسخة البروتستانتية، منها: حلم مردخاي وتفسيره ورسالتين لأحشويرش (الملك الفارسي)، وصلاة مردخاي وصلاة استير، ورواية أخرى لدخول إستير على الملك، فكل هذه المقاطع لا وجود لها بالطبعات البروتستانتية بكل اللغات.

والسؤال الذي يتبادر لدهننا بكل حيادية، هو -لماذا حذف البروتستانت والإصلاحيون المسيحيون هذه الأسفار؟

تتلخص الأسباب التي من أجلها لم يعترف البروتستانت وغيرهم بهذه الأسفار بالكتاب المقدس في الأتي:

1- يقول البروتستانت أن هذه الأسفار لم تدخل ضمن أسفار العهد القديم التي جمعها عزرا الكاهن لما جمع التوراة سنة (534 ق.م).

2- يقول البروتستانت أنها لم ترد ضمن قائمة الأسفار القانونية للتوراة التي أوردها "يوسيفوس" المؤرخ اليهودي بكتابه "ضد إيبون agoinst abion" الفصل الثامن.

3- يقولون ان لفضة "أبوكريفا" التي أطلقت على هذه الأسفار، تعني الأسفار المختبئة والمشكوك فيها، وكان أول من استعملها هو "مالتون" أسقف مدينة "ساردوس" (ساردس) بالقرن الثاني الميلادي، إذا فالشك في هذه الأسفار قديم.

4- يقولون ان بعض الاباء اللاهوتيين القدامى والمشهود لهم، خصوصا منهم "أورجانيوس" (185 – 254) و erasmus roterdamus (1466 -1536) لم يضمُوا هذه الأسفار بقوائم الأسفار القانونية للعهد القديم، بل إن "إيرونيموس" الذي كتب مقدمات لأغلب أسفار التوراة وضع هذه الأسفار المحذوفة في مكان خاص، باعتبارها مدسوسة ومشكوك في صحتها.

* طبعات وترجمات الكتاب المقدس المسيحي.

إن الحديث عن طبعات الكتاب المقدس هو حديث لا يمكننا سبر غوره إلا عبر دراسات وقراءات للمتن الكتابي الإنجيلي، وذلك لتعدد المترجمين وتعدد مدارسهم وخلفياتهم اللاهوتية، لكنني سأحاول هنا أن أعطي مقاربتي والتي لا تعدو سوى حجم مصغر للكتابة في هذا الموضوع المتشعب وذو الخلفيات العديدة.

من المعروف أن الكتاب المقدس كان مكتوباً أول الأمر باللغة الارامية، ثم ترجم للاتينية بالنسبة لاورباً و الشرق الأدنى و مصر، و هناك أيضاً ترجمات لهذه الترجمة باللغة اليونانية، والتي غالباً ما تأخذ كنص مرجعي لجل المترجمين و المنقحين للنسخ الكتابية، فقد كانت أول طبعة ظهرت بهذه اللغة (اليونانية) هي للعالم الهولندي dizideiruoche irazamois،كانت طبعته الأولى لنص يوناني رئيسي للعهد الجديد، و قد طبُعت الطبعة الأولى ببازل ( سنة 1516 م) قبل بدأ الإصلاح البروتستانتي بألمانيا، وتوالت الطبعات التالية فيما بعد (1519 م) و (1522م) و (1527 م) و (1535 م)، إذ كان في متناول "إيريزاموس" عدد قليل فقط من مخطوطات أعد بواسطتها نصه الرئيسي، فصار نص irazamois اليوناني المحقًق الأساس لترجمات أفضل بعدة لغات بأروبا، وجعل ذلك من الممكن إنتاج ترجمات تفوق تلك التي تُرجمت عن "الفولغات" اللاتينيةً، و كان أول من استعمل نص irazamois هو "مارثن لوثر" (1483 – 1546) الذي أكمل ترجمته للأسفار اليونانية سنة (1522 م)، ثم تبعه عالم اللاهوت "وليم تندل" (1494 – 1538) من انجلتراً بترجمته الإنجليزية من النص اليوناني، فكانت هذه الترجمات فاتحة عهد لترجمات عديدة، و أصدر أيضاً "استفانوس" (المحًرر و الطبًاع) عدة طبعات للعهد الجديد اليوناني، وكانت مؤسسة بالدرجة الأولى على نص irazamois مع تصحيحات استنادا إلى الكتاب المقدس "الكمبلوتي" المتعَدًد اللغات لسنة (1522 م) و خمسة عشر مخطوطة متأخرة بالأحرف المتصلة من القرون السابقة، و طبعة "استفانوس" الثالثة لنصه اليوناني بسنة (1550) صارت في الواقع textus receptus (العبارة اللاثينية التي تقابل "النص المقبول") الذي اعتمدت عليه ترجمات إنجليزية أخرى للقرن السادس عشر، و ترجمة الملك جيمس لسنة (1611 م) لاحقا.

لقد أنتج علماء اليونانية على نحو متزايد نصوصا محقًقة، وكان البارز منها النص الذي أنتجه "ج.ج غريسبخ" الذي كان سهلاً عليه الوصول إلى مئات المخطوطات اليونانية التي صارت متوفرة نحو نهاية القرن الثامن عشر، وقد نُشرت أفضل طبعة للنص "غريسبَخ" اليوناني الكامل في (1796 - 1806 م)، وكان نصه الرئيسي الأساس لترجمة sharb الإنجليزية لسنة (1840 م)، والذي نشر كاملاً أولاً بسنة (1864 م)، و قد أنتج اللسانيين "قسطنطين فون تشندروف" (1815 – 1874) و عالم الأشوريات "هرمون فون سودن" (1908 – 1996) نصين ممتازين أخرين للكتاب المقدس، هذا و قد برز stephen كطباع و محرر بالقرن السادس عشر بباريس، و لكونه محرراً، رأى الفائدة العملية لاستعمال نظام الإصحاحات و الفقرات من أجل مرجع سريع، فأدخل هذا النظام بالعهد الجديد اليوناني - اللاتيني في (1551 م)، والتقسيمات إلى فقرات ابتكرها masoreth أولاً للأسفار العبرانية، و لكنً الكتاب المقدس الفرنسي لاستفانوس لسنة (1553 م) هو الذي أظهر أولاً التقسيمات الحالية بكاملها، وأتًبع ذلك في الكتب المقدسة اللاحقة باللغة الانجليزية، وجعل من الممكن إنتاج فهارس كلمات للكتاب المقدس كالذي وضعه "ألكسندر كرودن" سنة (1737 م) وفهرسَي الكلمات الشاملين للترجمة المرخصة للكتاب المقدس الإنجليزي - فهرس "روبرت يونغ" الذي نُشر أولاً في "أدنبره" سنة (1873 م) و فهرس "سترونغ" الذي نُشر في (1894 م) new york.

 

 

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث