مش مؤمنة بمحمد..جامعة مصرية تحقق مع طالبة بسبب تعليق على الانترنت - مقالات
أحدث المقالات

مش مؤمنة بمحمد..جامعة مصرية تحقق مع طالبة بسبب تعليق على الانترنت

مش مؤمنة بمحمد..جامعة مصرية تحقق مع طالبة بسبب تعليق على الانترنت

رصيف 22:

 

"

أنا مؤمنة بالله والحمد لله، بس مش مؤمنة بمحمد، وإذا كان محمد هو اللي هيدخلني جنة الدعارة والخمر، فأنا مش عايزة أدخلها. أنا كبنت أتكسف أدخل جنتكم أصلاً. وبالنسبة للحجاب، أنا لبساه عشان المجتمع المتخلف أجبرني ألبسه".

كان هذا التعليق كافياً لإحالة طالبة جامعية في مصر إلى التحقيق، وتعرضها لهجوم شديد عبر الإنترنت واتهامها بـ"ازدراء الدين الإسلامي الحنيف وثوابته" و"سبّ النبي محمد" و"الاستهزاء بالجنة والحجاب"، وهي تُهم قد تؤدي إلى سجن المدان بها.

بدأ الأمر الأحد 12 شباط/ فبراير 2023، حين نشر طالب يُدعى ممدوح من كلية طب الأسنان بجامعة سيناء، عبر حسابه في تويتر الذي يتابعه 19 ألف شخص، "سكرين شوت" يتضمن التعليق المذكور آنفاً، مطالباً متابعيه بإبلاغ إدارة الكلية عن زميلته - صاحبة التعليق - والمطالبة بفصلها من الجامعة، متذرعاً "واجب عليّا كمسلم أدافع عن ديني".

قال الطالب: "البنت دي المفروض من عندنا وزميلتنا في أولى أسنان سيناء، ودا المحتوى بتاعها من فترة. والحوار زاد عن حده. يا ريت حد يوصل الإسكرين دي لعميد سينا، ويا ريت النقابة برده تتدخل. قولاً واحداً البنت دي لازم تتفصل من الجامعة، وياريت مش أي حد يعمل مصيبة يطلع يقول أصل الأكونت كان متهكر"، متابعاً "البنت دي ليها إسكرينات في جروبات ملحدين".

وكان لافتاً أن أشار الطالب الواشي إلى أن "أكثرية صحاب البت (يقصد زميلته) دي تحديداً مسيحيين"، ناصحاً الأهالي "شوفوا عيالكم بيتابعوا إيه على السوشال ميديا. شوفهم بيصاحبوا مين. شوفوا دينهم قبل دنياهم ده اللى هتتحاسبوا عليه يوم القيامة ربنا مش هيحاسبكم على شهاداتهم ولا عدد اللغات اللي بيتكلموها".

ووفق وسائل إعلام محلية، فإن صاحبة التعليق هي طالبة في الفرقة الأولى بكلية طب الأسنان بجامعة سيناء فرع القنطرة، وتنحدر من مدينة الصالحية بمحافظة الشرقية الشمالية.

عانينا، ولا نزال نعاني، من انتشار الجماعات المتطرفة والأفكار المتطرفة، ولذلك نحرص على التصدي لها وتفكيك خطاباتها. شاركونا بما يدور في رؤوسكم حالياً. غيّروا، ولا تتأقلموا!

بعد ساعات، وفي منشور عبر حسابها الرسمي في فيسبوك، قالت "جامعة سيناء": "بالإشارة إلى ما تم تداوله مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي منسوباً إلى طالبة في جامعة سيناء فقد قررت إدارة الجامعة إحالة الموضوع لتحقيق عاجل".

"إرهاب وتشهير"

وعبر السوشال ميديا، دار سجال حاد بين فريقين أولهما يخشى على الفتاة ويرفض "إرهابها" والمصادرة على حقها في حرية التعبير أولاً وحرية العقيدة ثانياً. وفريق آخر يهاجم الفتاة ويطالب بمحاسبتها ليس من قبل الجامعة فقط، وإنما أيضاً جنائياً لمنع ما اعتبره "إساءة للإسلام" و"استفزازاً للمسلمين".

من الفريق الأول محمد أسامة الذي كتب في تويتر: "موضوع البنت بتاعة جامعة سينا ده يخوّف بجد. العيال الإرهابيين جايبين معلومات عنها وعن أهلها وقاعدين يخشوا على أكونتات أهلها يشتموهم. وخلّوا الجامعة تحولها للتحقيق. واضح أنها بنت صغيرة متقدرش تقف قدام الإرهاب ده كله. أتمنى متتأذيش أكتر من كده وتعرف تلجأ لمكان آمن برّا (خارج مصر)".

واعتبر حساب باسم مستعار لفتاة أن "حوار بنت جامعة سيناء ده حارق لي دمي. المشكلة مش مع اللي فاكر نفسه حامي حمى الإسلام واللي زيه، المشكلة لما تبقى الدولة نفسها بمؤسساتها متبنية الفكر الترهيبي ده وبيعرصوا له فبدل ما يحققوا معاه هو وولاد الوس*ة اللي قاعدين ينزلوا أرقام أهلها وأكونتاتهم ع الجروبس (مجموعات فيسبوك)، يحققوا معاها هي".

وانتقد الكثير من الأشخاص الطالب الواشي واتهموه بانتهاك خصوصية زميلته والتدخل في ما لا يعنيه والتحريض عليها. وحذّر البعض من مغبّة تحول المواطنين إلى "مخبرين ومرشدين" يبلغ بعضهم السلطات عن بعض بسبب تعبيرهم عن آرائهم عبر الإنترنت. كتب محمود: "الواد اللي تقمص دور المخبر وبلّغ عن البنت بتاعة جامعة سينا الناس بقوا مخبرين هما كمان وجابوا له التويتات القديمة اللي بيغلط فيها في (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي… جمعية ودايرة".

وتعجّبت الصحافية أميرة أبو شهبة: "هي جامعة سينا دي جامعة أزهر ولا إيه؟! صبغة دينية إيه والعيال الحقيرة دي سايبين شأن دراستهم ومشغولين ببلاغ عن زميلتهم اللي مش مؤمنة بدينهم.. وأنتو مال أبوكو هو! في قانون في الجامعات المصرية بيحقق في عقائد الطلاب؟! ما ترتقوا يا جماعة وكفاية عقليات التسلط ع بعض دي".

وأرجع فريق من هؤلاء لجوء المختلفين مع الفتاة إلى هذا النهج البوليسي للانتقام منها إلى "هشاشة" أفكارهم ومعتقداتهم. قال بيبرس: "كل يوم المتدينين بيثبتوا أن دينهم هش أكتر من بيت العنكبوت وردود أفعالهم على طالبة جامعة سينا هو أحدث دليل. لو دينهم مكانش هش كانوا هيردوا عليها بأدب ويقنعوها أن ‘فكرتها غلط‘" مردفاً "اللي معتقداته/ أفكاره قوية بيعرضها بالأدب والعقل ومبيخافش من المناقشة إنما دول أسلوبهم الوحيد هو الإرهاب والتخويف".

وتابع: "الدين والنظام المستبد بيحبسوا أي صوت مش مطابق للكتالوغ بتاعهم لأنهم مدركين أنهم فشلة خالص لدرجة أن أي صوت ‘غير متفق معاهم‘ كفيل يكشف الفشل والضعف والهشاشة اللي بيحاولوا يخبوها ويوهموا الناس بالعافية أنهم صح".

"مسمهاش حرية رأي"

على الجانب الآخر، اعتبر معلقون أن تعليقات الفتاة مسيئة ولا تمت لحرية الرأي بصلة، لافتين إلى أنه "لو حرية الرأي فيها تعدي أو إساءة يبقى مسمهاش حرية رأي. دي اسمها سفالة وقلة أدب ولازم صاحبها يتعاقب بالقانون. الإساءة لفئة أو مجتمع ومعتقادتهم دون وجه حق تطرف"، منتقدين وجود "مسلمين كيوت أو مسلمين اسماً فقط عايزين يقولوا إن ديه حرية".

في هذا السياق، غرّد أحدهم: "الأمور لازم تكون واضحة في حوار جامعة سيناء. أفكارك بتاعتك فكر زي ما أنت عايز محدش مهتم بأفكارك الجهنمية، إنما فرض عليك تحترم الدين والمقدسات ومش بمزاجك! بالمنظر دا نبطل نطالب الغرب باحترامنا واحترام ديننا!".

واستنكر وليد الشامي: "إحنا بننتفض ونزعل ونطالب الحكومات تاخد موقف لما واحد كافر بدينا ينزل كاريكاتير يسخر فيه من رسولنا ودينا أو واحد يحرق مصحف فى بلد ليس لها علاقة بالإسلام. لكن لما تطلع عيّلة زى بتاعة جامعة سيناء تشتم رسولنا بدون مواربة بتلاقى اللى يدافع عنها وزعلان من تحويلها للتحقيق السؤال".

وبينما طالب معلقون بفصل الفتاة نهائياً من الجامعة عقاباً لما قالته، رأى البعض أن الفصل ليست عقوبة كافية إذ وصفها مغرّدون بأنها "مرتدة وتستحق القتل"، فيما حث آخرون مختلفون مع ما قالته على "احتضانها حتى تعود إلى الإسلام".

أما سيف فقد اقترح: "أعتقد أن حل الفصل لن يجدي نفعاً وبمجرد فصلها هيتم التعامل معاها كصاحبة فكر ومناضلة رغم إن أفكارها هشة والحل الأمثل هو مناظرة في جامعة سيناء يستدعى فيها أقل مفكر من الأزهر والبنت وهنا هتعري الأفكار السطحية للبنت صاحبة الـ18 عاماً وتبقي أضحوكة الجامعة".

الجدير بالذكر أن الطالبة عرضة أيضاً للمحاكمة الجنائية إذ تقوم لجنة خاصة بالرصد والمتابعة في النيابة العامة المصرية بتتبع الأمور التي تحظى باهتمام الرأي العام وتتحرك تبعاً لذلك دون الحاجة إلى شكوى رسمية من أي جهة. وهو ما حدث في حالات مماثلة سابقة.

ويعاقب القانون المصري "بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تجاوز خمس سنوات أو بغرامة لا تقل عن 500 جنيه ولا تجاوز 1000 جنيه كل من استغل الدين في الترويج بالقول أو بالكتابة أو بأي وسيلة أخرى لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الإضرار بالوحدة الوطنية".

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث