كفاح المرأة السوداء فى أمريكا - مقالات
أحدث المقالات

كفاح المرأة السوداء فى أمريكا

كفاح المرأة السوداء فى أمريكا

منار الشوربجي

عاد كفاح السود فى الولايات المتحدة للصدارة عبر بوابة المرأة. ففى أسبوع واحد، كانت اثنتان من أكثر النساء السود مهنية ومعرفة بواشنطن هدفا. الأولى هى نائبة الكونجرس السوداء ماكسين ووترز، وهى من أكثر أعضاء الكونجرس أقدمية، وتحظى باحترام واسع بين زملائها. والثانية هى إيبريل رايان، وهى صحفية مخضرمة تعمل بالصحافة منذ ثلاثين عاما، وهى اليوم، وعلى مدى الثمانية عشر عاما الأخيرة، مراسلة لمحطات راديو مختلفة لدى البيت الأبيض. وقد تعرضت عضو الكونجرس ماكسين ووترز لتهكم يحمل نكهة عنصرية لا تخطئها العين، على شاشات التليفزيون، ومن بيل أورايلى، صاحب البرنامج الشهير المسمى باسمه على شبكة فوكس نيوز. وأورايلى كان هذه المرة ضيفا على برنامج آخر على الشبكة نفسها يقدمه ثلاثة إعلاميين، رجلان وامرأة. وقد عرض ذلك البرنامج مقتطفات من كلمة ألقتها ووترز بمجلس النواب. ثم سئل أورايلى عن رأيه فيما قالته النائبة، فرد قائلا «أنا لم أسمع كلمة واحدة مما قالت. فقد كنت أنظر إلى «شعر جيمس براون المستعار»، فضج الاستديو بالضحك، وتوالت تعليقات تهكمية من الإعلاميين، لولا الإعلامية، التى حاولت وقف المهزلة. لكن الإصرار على الحديث عن الشعر المستعار «لجيمس براون» استمر فى الاستديو. وجيمس براون هو المطرب الأسود، المثير للجدل داخل الجماعة السوداء، الذى توفى عام 2006 وكان يرتدى فى بعض أدائه شعرا مستعارا.

وما قاله أورايلى كان تكتيكا تعرفه المرأة المهنية جيدا. فبدلا من التركيز على مضمون عملها المهنى، يتم التركيز على شىء آخر، وليكن شكلها مثلا، للحط من شأنها. لكن فى حالة النائبة ماكسين ووترز كان هناك شىء إضافى، تعرفه جيدا المرأة السوداء، التى تعرضت دوما لتمييز مزدوج، مرة لأنها امرأة، ومرة لأنها سوداء. فالتعليق على شعر السود عموما، والمرأة السوداء على وجه الخصوص يضرب بجذوره فى عمق ثقافة العنصرية ضد السود فى أمريكا. لكن ما حدث بعد ذلك كان لافتا، فالغضب الذى أحدثه تعليق أورايلى أجبره على الاعتذار. غير أن الأهم من اعتذار أورايلى كان ما قالته ماكسين ووترز نفسها فى حوار تليفزيونى بعد ذلك بأيام، لأنه كان تجسيدا لكفاح المرأة السوداء بأمريكا. فهى قالت «أنا امرأة سوداء قوية، لا يمكن تخويفها ولا الحط من شأنها. ولا يعتقدنّ أحد بأننى سأخاف من بيل أورايلى أو من غيره».

وبالروح نفسها كان رد فعل أبريل رايان، الصحفية، التى اتهمها شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض، بناء على سؤال سألته فى مؤتمر صحفى بأنها «صاحبة أجندة» ثم قال لها بغضب «توقفى عن هز رأسك» اعتراضا على ما قاله لها. ورايان، بالمناسبة، هى نفسها الصحفية التى كانت قد سألت ترامب عما إذا كان سيجتمع بأعضاء الكونجرس السود، فسألها إن كانت تعرفهم، وطالبها بترتيب موعد رئاسى معهم.

ورد فعل أبريل رايان فى المرتين كان بالغ المهنية. فمع الرئيس الأمريكى، ردت «أنا صحفية فقط». أما فى حالة المتحدث باسم البيت الأبيض، فهى حين أثارت كلماته ضجة وسئلت عن موقفها، راحت تحلل ما جرى من حوار بينها وبينه وفقا لوظيفته كمسؤول بالبيت الأبيض ووظيفتها كصحفية! أما النساء السود اللائى يصادفن مواقف مشابهة فى عملهن، فقد رحن يتبادلن الخبرات على هاشتاج أطلقن عليه ببساطة «نساء سود يعملن».

المصرى اليوم

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث

اتصل بنا

*
*
*