صباح ابراهيم:

ايها الإخوة المسلمون : اذا وجدنا في التوراة او الإنجيل اسم محمد او احمد ، واذا ثبت لنا ان السيد المسيح قد تنبأ بظهوره وأوصىانا بإتباعه او تأييده ، فسيكون موقفنا قوي بينكم، وسننال الحرية بمساحة اوسع ونحن نعيش بينكم في الدول العربية والإسلامية، ونستمتع بما لكم من حقوق في الشريعة الإسلامية وربما سنتزوج مثلكم مثنى وثلاث ورباع و نحضى بملك اليمين وتكون لنا حقوق مساوية لحقوق المسلمين ونستمتع بالشهوات الجسدية مثلكم على الأرض ونكاح حور العين في الجنة بعد الموت . لكن نقول لكم بكل ثقة ، لا يوجد اسم محمد او أحمد في الكتاب المقدس على الإطلاق لأن المسيح هو آخر الأنبياء والرسل القادم من الله. وقد حذرنا ربنا أنه سيأتي من بعده انبياء كذبة، يأتون بثياب الحملان وهم ذئاب خاطفة، وقال : " من ثمارهم تعرفونهم" . وقد شاهدنا وقرأنا عن ثمارهم وعرفناهم جيدا . فلا يثمر التين شوكا ولا يخرج العنب حسكا .

اما الأدلة التي يتشبث بها شيوخ الإسلام ويدعون انها اشارات تشير الى اسم محمد او أحمد ونبوئته في الإنجيل فهي :

كلمة البارقليط  وباليونانية باراكليتوس ترجمتها العربية (المعزي) وردت في إنجيل يوحنا عن قول السيد المسيح لتلاميذه : " وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم الى الأبد ، روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله ، لأنه لا يراه  ولا يعرفه . أما انتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم ".

" وأما المعزي (الروح القدس) الذي سيرسله الآب (الله) بإسمي فهو يعلّمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم".

" أنه خير لكم أن أنطلق (الى السماء) ، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي (الباراقليط) . ولكن إن ذهبتُ أرسله اليكم . ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي . وأما على بِر فلأني ذاهب الى ابي ولا ترونني ايضا " .

" ومتى جاء ذاك روح الحق (البارقليط) ، فهو يرشدكم الى جميع الحق . لأنه لا يتكلم من نفسه ، بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية. ذاك (البارقليط) يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم "

هذا ما وعد به السيد المسيح أن يرسل الى تلاميذه المؤمنين به ربا والها و مخلّصا بعد صعوده الى السماء حيث كان قبلا قبل مولده .

يدعي المسلمون المتشددون منهم أن المقصود ب (البارقليط) او روح القدس (المعزي) يشير الى محمد نبي الإسلام الذي ورد في القرآن بالاية التالية : "  واذ قال عيسى ابن مريم يا بني اسرائيل اني رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول ياتي من بعدي اسمه احمد " سورة الصف 6

يقول المسلمون ان كلمة (الباراقليط) وباليونانية تلفظ (باراكليتوس) التي ترجمتها المحمود هي المشار اليها بنبوءة عيسى في الإنجيل بأنه الرسول أحمد الذي بشر به.

هذا ما ادعى المسلمون به، اما ردنا المسيحي على هذه الشبهة فهو كما يلي :

في اللغة اليونانية التي كتب بها الإنجيل، كلمة ثانية قريبة في اللفظ مع كلمة باراقليتوس وهي بيركليتوس وهذه تعني (المحمود - المشهور). تختلف في النطق الصوتي وحروف الكتابة عن كلمة باراكليتوس التي تعني المعزي او روح الحق او روح القدس التي وردت في الإنجيل . 

اذا كان باللغة العربية اختلاف الحركات على الحروف يحدث تغييرا في المعنى كما في كلمة (السلام) . فإن وضعت الفتحة فوق حرف السين [ السَلام ] دلت على  [الصلح والوئام] ، وغذا وضعت الضمة فوق حرف السين [ السُلام ] ، تغير المعنى الى عظام الأصابع [ السُلاميات)، وغذا وضعت تحت السين كسرة .[ السِلام ]  تحول المعنى الى (الحجارة)  ونفس الشئ مع كلمة [ الحمّام ] بتشديد الميم اي غرفة [الإستحمام ] و [ الحَمَام ] بفتح الحاء والميم يدل على اسم احد انواع الطيور الداجنة .

إن كانت حركة واحدة على حرف واحد غيّرت معنى الكلمة ، فكيف إن تغير حرفان فيها ؟

فالكلمة الواردة بإنجيل يوحنا تعني المعزي او المحامي ولا تعني المحمود التي يريدها المسلمون ان تكون اسما لأحمد و محمد . فلو وضعنا بالترجمة اسم أحمد مكان المعزي لأختلف معنى العبارة تماما .

الروح القدس او الروح الأمين في القرآن له معاني مختلفة . ويقصد به حسب المفسرين انه الملاك (جبريل) ، بينما في المسيحية يقصد به روح الله القدوس. ولا علاقة للملاك به .

" نزل به الروح الأمين على قلبك، لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين" الشعراء 193 .

وبكل الأحوال الروح الأمين ليس محمد الإنسان . مفسروا القرآن يفسرون كلمة الروح على انها تعني جبريل ، او خلق من الملائكة . او رسول يوحي لمحمد بالآيات .

قال الإمام ابن حنبل : ان القول ان الروح مخلوق بدعة، والقول أنه قديم كفر . [ هو روح عيسى ، هو الإنجيل ، هو إسم الله الأعظم ، أمر الله ]. لم  يقل المفسرون البيضاوي والجلالان والفخر الرازي والطبري والنيسابوري لمعنى الروح القدس او الروح الأمين هو محمد .

البقية في الجزء الثالث