حمد السلامة - منذ بدء الخليقة والحياة مليئة بالأمراض والعلل والمصائب والأحزان والمتاعب، وفي الماضي ابتُليت البشرية بأوبئة حصدت ملايين الأرواح، مثل داء الكوليرا وغيره، وفي الكويت لا تزال سنة الطاعون ماثلة في ذاكرة الرعيل الأول، وتتناقل الأجيال أيضاً سنة الهدامة، حيث تسببت السيول في إغراق البيوت وهدمها.
تواصلت الأوبئة في الكويت والعالم، من أنفلونزا الخنازير إلى الطيور فجنون البقر مرورا بوباء سارس، وصولاً إلى فيروس كورونا، ومن هنا توجهت القبس بسؤال إلى شيوخ دين ودعاة: هل هذه الأوبئة عقاب إلهي للبشرية؟ وأجمعت آراؤهم على أنها بالفعل عقوبة للكافرين، وابتلاء من رب العالمين للمسلمين تستوجب الصبر والشكر وبذل الأسباب.
واكدوا لـ القبس أن التضرع لله من اهم سبل رفع البلاء، مشيرين إلى ان كورونا اختبار للعباد، ويجب ان يتقرب المسلمون الى الله تعالى، وان يتبعوا كل التعليمات لاجتيازه.
واعتبر رئيس لجنة الافتاء والاحوال الشخصية، د. محمد الطبطبائي، أن الأمراض العامة والاوبئة ابتلاء من الله عز وجل، حيث قال تعالى:«ونبلوكم بالشر والخير فتنة»، مشيرا إلى أن للأمراض مقاصد وحكم لا يعلم مداها إلا الله تعالى، وهي ليست شرا محضا، فالشر المحض منزه عن الله تعالى.
وبين الطبطبائي لـ القبس ان البلاء هو كذلك رفع درجات للمؤمنين بصبرهم واحتسابهم، وانذار وعقاب للعصاة على ذنوبهم وتجاوزهم حدود الله تعالى.
ولا شك أن العودة إلى الله تعالى والتضرع إليه من أهم الأسباب في رفع البلاء، إضافة الى بذل الأسباب المادية من تداو وتجنب مخالطة المرضى.
خوف وهلع
من جانبه، أكد الداعية الشيخ ناظم المسباح أن مرض كورونا يعتبر بلاءً من الله للناس، والدليل ان الجميع يخرج وسط هلع وتخوف ولبس الكمامات.
وقال المسباح: لنتذكر جميعا أن الأوبئة والكوارث ابتلاء من الله وتكون عقوبةً للكفار، وموعظةً للعصاة ورفعة لدرجات الصالحين، وعلينا جميعا التوبة إلى الله والالتزام بذكر الله وأحكام شريعته فهي الحصن الحصين بإذنه تعالى.
وثمّن المسباح جهود مؤسسات الدولة لمواجهة فيروس كورونا، مناشداً الجهات المسؤولة القيام بدورها بمراقبة الاسعار والخدمات، ومنع اي استغلال للظروف الراهنة ورفع الأسعار.
أما أستاذ الفقة المقارن والدراسات الاسلامية وامام وخطيب وزارة الاوقاف، د. داوود بن عيسى، فأشار إلى ان ما نعيشه في هذه الايام وما يحدث في العالم من اصابة البعض بفيروس كورونا، قد نسمع من الغير انه غضب إلهي، او بسبب الآثام، لكن اذا رجعنا الى المسألة شرعاً نجد ان لله تعالى جنودا يعاقب بهم قوماً بسبب أمر أو حكمة معينة.
وقال بن عيسى: ليس كل ما نراه نقول انه عقاب، لانه امر غيبي عند الله،ولا شك ان الانسان يبتلى ابتلاء أعم من دائرة العقاب او العذاب، ويجب ان نفرق بين وقوع البلاء على المؤمن والكافر، لأن المؤمن اذا أصيب بالبلاء فهو من الله تعالى وعليه الصبر واتخاذ الأسباب.
وأضاف: يجب على المسلمين تحصين انفسهم بالتقرب الى الله والطاعة واتخاذ الاسباب حتى لا يقع الانسان في أي مشكلة صحية.
اصبروا واحتسبوا
بدوره، ذكر الداعية الشيخ حاي الحاي أن الله يبتلي عباده للاخبتار او العقاب بشتى أنواع الابتلاء من مرض أو أحزان أو أوجاع، مؤكدا أن المسلم يؤجر حتى بالشوكة التي يشاكها إذا صبر واحتسب.
وبيّن الحاي أن كورونا او الطاعون او الفيضانات او الحوادث او الموت، قد تكون عقوبة بسبب ذنوب العباد، وقد تكون عقوبة من الله عز وجل او تكون خيرا او زكاة للعباد، والعقوبات قد تتعدد وليس بالضرورة أن تكون شراً.
وقال الحاي ان الامراض تكون احياناً كفارات او رفع درجات او ابتلاء، ويؤجر المسلمون اذا صبروا وتابوا واحتسبوا.
القبس الكويتية