مسيحيّو مصر يواجهون الجهاد - مقالات
أحدث المقالات

مسيحيّو مصر يواجهون الجهاد

مسيحيّو مصر يواجهون الجهاد

نينا شيا

يعمل حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان منذ فترة على التحريض على أعمال معادية للمسيحيين على شبكته على الإنترنت وصفحات الفيسبوك. وتدرج إحدى تلك الصفحات في 14 آب قائمة من الاتهامات ضد الأقلية المسيحية القبطية ملقية اللوم عليها وحدها على حملة القمع العسكرية ضد جماعة الإخوان، زاعمةً أن الكنيسة أعلنت "حربًا على الإسلام والمسلمين" وختمت بتوجيه بتهديد "لكل فعل رد فعل". استندت هذه التصريحات على مقال بعنوان "جمهورية تواضروس العسكرية إلى نشر على موقع الإخوان المسلمين في تموز حول رغبة الكنيسة القبطية في "إذلال" المسلمين واستئصال الإسلام.

وسلسلة الهجمات الطويلة، كنيسة القديس جورج، وكنيسة القديسة العذراء، وكنيسة الراعي الصالح، وكنيسة العنصرة في المنيا؛ وكنيسة القديسة تريزا، وكنيسة الإصلاح، وكنيسة الرسل، وكنيسة نهضة القداسة، وكنيسة القديس يوحنا في أسيوط؛ وكنيسة العذراء مريم في القاهرة، كنيسة القدّيسة دميانة، والكنيسة الإنجيلية، وكنيسة القديس يوسف في الفيّوم؛ وكنيسة رئيس الملائكة ميخائيل، وكنيسة المخلص الأنجليكانية، وكنيسة الروم الأورثوذوكس، وكنيسة الفرانسيسكان في السويس؛ كنيسة الفرير ماكسيموس، وكنيسة القديس جورج في الإسكندرية.

واعتبارًا من ليلة الأحد، تم توثيق حوالي 58 كنيسة، إضافة إلى عدة أديرة ورهبنات ومدارس وعشرات البيوت والمحلات التجارية المسيحية حتى جمعية الشبّان المسيحيين على أنها نُهبت وأحرقت أو تعرضت لتدمير آخر على أيدي مثيري الشغب الإسلاميين. ويبقى بابا الأقباط في مخبئه، ولم تُعقد خدمات عبادة كثيرة أيام الأحد حيث لزم العابدون المسيحيون بيوتهم خائفين على حياتهم. وحتى الآن تمّ الهجوم على حوالي 12 شخصًا "مسيحيًا" وقُتلوا لمجرد كونهم مسيحيين.

ولأول مرة في 1600 سنة، أُلغيت صلوات الأحد في دير العذراء مريم الأورثوذوكسي ودير الكاهن إبراهيم في دجلة، في جنوب المنيا، لأن الرعاع دمّروها. وفي القاهرة، راقبت الراهبات الفرنسيسكان الصليب على بوّابة المدرسة وهو يدمَّر ليحل محله علم القاعدة، بينما أُحرقت المدرسة نفسها. وذكرت الراهبة منال، مديرة المدرسة، أن ثلاث راهبات اقتيدت عبر الشوارع كأسرى حرب في حين رعاع الحي كانوا يقذفونهم بكلمات مسيئة على طول الطريق.

وذكر الأب رفيق جريش، المتحدث باسم الأساقفة الكاثوليك في مصر لوكالة أخبار الفاتيكان، فايداس، أن من بين الكنائس المذكورة 14 كنيسة كاثوليكية، بينما تنتمي بقية الكنائس إلى الأقباط الأورثوذوكس، والروم الأورثوذوكس، والأنجليكان، والبروتستانت. ويقول الأب جريش إنه في حين أن الهجمات ضد المسيحيين تحدث في جميع أنحاء البلاد، فإنها تتذكر على نحو خاص في منطقتي المنيا وأسيوط، "لأنه يوجد فيهما مقرات الجهاديين."

شاركت كل مجموعات اليسار والنساء والطلبة والمفكرين ورجال الأعمال والعلمانيين، ناهيك عن الجيش، في حركة التمرد التي دعمت قيام الجيش بطرد الإخوان المسلمين التابعة للرئيس مرسي. لكن المجتمع المسيحي في مصر، والذي تبلغ نسبته 10% من السكان، هو الذي يتحمل عبء الغضب الإسلامي. ويقوم بعضهم بقيادة الإخوان المسلمين والذين ينضم إليهم مجموعات إسلامية متنوعة أخرى برفع أعلام القادة، في حملة شرسة من التطهير الديني، و"التنقية" الإسلامية تجري على قدم وساق في مصر. ومع مجيء الجهاد إلى أكبر بلد عربي، فإن قادة سياستنا الخارجية والإعلام يتجاهلون هذا التحول في الأحداث، والذي يعرّضنا للخطر.

 

نينا شيا مديرة لمركز معهد هدسون للحرية الدينية، ومشاركة في تأليف الكتاب المعنون: "المضطهدون: الهجوم العالمي على المسيحيين.

ناشيونال ريفيو

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث

اتصل بنا

*
*
*