الفاتيكان/ أليتيا (aleteia.org/ar) في نوفمبر 2017، اعترف البابا فرنسيس بالأخت ليونيلا سغورباتي كشهيدة. وغداً، يوم السبت، ستشهد إيطاليا تطويب هذه الراهبة التي قُتلت بعد أن اتُهم بندكتس السادس عشر بانتقاد الإسلام في كلمة ألقاها في ريغينسبرغ، ألمانيا.
قُتلت الأخت ليونيلا في 17 سبتمبر 2006 في مقديشو حيث كانت تعمل في مستشفى للأطفال. حينها، كانت في الخامسة والستين من عمرها، وكانت تعمل في إفريقيا منذ ثلاثة عقود ونيّف. قُتلت بالرصاص أثناء مغادرتها مستشفى الأطفال واتجاهها إلى الدير القريب. كما قُتل حارسها وسائقها محمد عثمان محمود، الأب لأربعة أولاد.
وعلى الرغم من أن وفاتها حصلت في أعقاب كلمة ريغينسبرغ، إلا أن العديد من المسلمين في الصومال أدانوا مقتلها معترفين بالخدمة التي أدّتها في بلدهم منذ سنة 2001. وبحسب أخواتها الراهبات، كانت كلماتها الأخيرة: “أسامح، أسامح، أسامح…”.
يوم الأحد التالي لموتها، ذكرها بندكتس السادس عشر في كلمته قبل ترؤس صلاة التبشير الملائكي في منتصف النهار. قال: “أحياناً، يُطلب من البعض تقديم شهادة الدم السامية، الأمر الذي حصل أيضاً قبل أيام قليلة مع الراهبة الإيطالية، الأخت ليونيلا سغورباتي، التي توفيت ضحية العنف. هذه الأخت التي خدمت الفقراء والبسطاء في الصومال طوال سنوات توفيت وهي تقول: “أسامح”. وهذه هي أصدق شهادة مسيحية، وعلامة تُظهر انتصار الحب على البغض والشر”.
وكانت الأخت أعلنت في مارس 2006 في مقابلة تلفزيونية، في ظل تورط الصومال بصراع أوسع نطاقاً: “أعرف أن هناك رصاصة عليها اسمي. لا أعلم متى ستصل، ولكن، طالما أنها لا تصل، فسأبقى (في الصومال)”.
على الرغم من أن الصخب الذي أحاط كلمة البابا بندكتس السادس عشر ناتج عن سوء فهم، إلا أنه تحول إلى إحدى أبرز القضايا في حبريته. وقد بذل البابا جهوداً حثيثة للكشف عن الوضع، حتى أنه خاطب سفراء الأمم ذات الأكثرية المسلمة المعتمدين لدى الفاتيكان بعد أيام من وفاة الأخت ليونيلا. فأخبرهم أنه يستكمل العمل الذي قام به يوحنا بولس الثاني في إطار المجمع الفاتيكاني الثاني. قال: “أصلي بإخلاص كي تستمر علاقات الثقة التي نمت بين المسيحيين والمسلمين خلال سنوات عدة، وإنما أيضاً كي تنمو أكثر في روح من الحوار الصادق والمحترم، بناءً على معرفة متبادلة أصدق تعترف بفرح بالقيم الدينية المشتركة بيننا وتحترم بإخلاص الاختلافات”.