إسرائيل: ما معنى الصهيونية إن بقينا ضيوفاً على “هيكلنا”؟ - مقالات
أحدث المقالات

إسرائيل: ما معنى الصهيونية إن بقينا ضيوفاً على “هيكلنا”؟

إسرائيل: ما معنى الصهيونية إن بقينا ضيوفاً على “هيكلنا”؟

بقلم: عميحاي أتالي

 

أحياناً ثمة حاجة لتلخيص هذا من جديد: معنى الصهيونية الأمل في صهيون – أتون صهرنا. لم تكن لأغلبية أوائل الصهاينة العمليين أي صلة دينية، ولكن اختيارهم التضحية بأرواحهم كي يأتوا وليؤسسوا بنية تحتية للدولة هنا، دون أي مكان آخر في العالم، تشهد على أنهم أيضاً شعروا باتصال عميق جداً ببلاد إسرائيل. أساس هذه البلاد هو عاصمتها القدس، وقد اختيرت القدس لأن تكون عاصمة في عهد داود الملك، بالذات بسبب ذاك الجبل الذي بنى عليه سليمان هيكله الأول. لا يمكن شطب هذا، لا يمكن تجاهل هذا.

أما عملياً، فجبل البيت “الحرم” لم يكن من نصيب شعب إسرائيل؛ بمعنى أنه كان ذات مرة ولكن ها هو منذ 1951 سنة، منذ التاسع من آب في العام 70 ما قبل الميلاد حين خرب البيت الثاني، لا يسيطر الشعب اليهودي على الجبل. كان هناك يوم واحد ووحيد سيطرنا فيه بالفعل عليه، وهو قبل 54 سنة، بعد لحظة من نداء موتي غور “جبل البيت بأيدينا”. كان الجبل لنا، ولكن في اليوم إياه أمر وزير الدفاع موشيه دايان بإنزال العلم الذي رفعه المظليون على الجبل، وكان الانسحاب من هناك سريعاً لا مثيل له. ففور انتهاء الحرب، سلم دايان الأوقاف الإسلامية المفاتيح، وما زلنا ندفع ثمن هذه الخطوة حتى الآن.

أنا الصغير لست من أولئك الذين يدعون لأن نقيم الهيكل الثالث بأيدينا، ومن ناحيتي كان يمكن أيضاً السماح للمسلمين بمواصلة الصلاة في جبل البيت. غير أن الوضع العبثي الذي يجعل المكان، الذي هو سبب كل الأسباب لوجودنا هنا، نكون فيه ضيوفاً هو وضع لا يطاق. فرغم التحسن الواضح في إعطاء لليهود إمكانية الحج إلى جبل البيت، فإن كل ما يجري في جبل البيت متعلق بالمسلمين ويشهد كألف شاهد على غياب قدرة حكم دولة إسرائيل.

“من يتحكم بالجبل، يتحكم بالبلاد”، كتب الشاعر أوري تسفي برنبرغ، الإصلاحي الذي فهم أن جبل البيت في نهاية المطاف هو خلاصة وجودنا في بلاد إسرائيل. من لا يفهم هذا حقاً، هم رؤساء وزراء في إسرائيل. في اليمين أيضاً، بيغن وشامير لم يفعلا شيئاً كي يفتحا الجبل. بل إن بيغن ساند دايان في فعلة تسليم المفاتيح. استخدم شارون جبل البيت كي يستعرض قوتنا السياسية ولكنه أيضاً لم يتمكن من إعطاء جبل البيت معناه العميق للجمهور اليهودي. وها هو بنيامين نتنياهو أيضاً يسير بعبقرية في أعقاب كل هؤلاء، وهو رئيس وزراء اليمين منذ 12 سنة متواصلة، وقبلها كان لثلاث سنوات أخرى. نتنياهو فتح نفق المبكى في ولايته الأولى، مما أشعل اضطرابات دموية، ولكنه لم ينجح في احتواء الثمن الذي جبته الاضطرابات، وعوض المسلمين بتوسيع سيطرتهم في جبل البيت. سوغ بأثر رجعي أشغالاً غير قانونية نفذها المسلمون في المكان، ومنذئذ وهم أرباب البيت الحصريون، يبنون ويهدمون آثاراً نادرة خاصة بنا.

وبعامة، أبدى نتنياهو على مدى السنين بضع نقاط ضعف هامة حول جبل البيت، كان آخرها تراجع في مسألة نصب البوابات الإلكترونية لفحص الوافدين إلى الجبل بعد سلسلة عمليات نفذها عرب في الجبل ومحيطه.

في هذه الأيام، عند الحديث عن تشكيل حكومة جديدة يترأسها نفتالي بينيت، يكثر المعجبون بنتنياهو بالتشهير ببينيت في أنه يوشك على تشكيل حكومة يسار. إن مراجعة تاريخ نتنياهو في كل ما يتعلق بجبل البيت تبين أن إسرائيل لم تتحكم قط بالجبل في عهده. وإذا استعرنا أقوال الشاعر الذي كان يفترض أن يرسم طريق الحركة الإصلاحية، ذاك الذي يدعي الليكود اليوم بأنه يسير في طريقه، يبدو أنه لن يتحكم بالبلاد أيضاً.  

 يديعوت 10/5/2021

ترجمة القدس العربى

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث