الشريعة الإسلامية تهدد أمريكا - مقالات
أحدث المقالات

الشريعة الإسلامية تهدد أمريكا

الشريعة الإسلامية تهدد أمريكا

بقلم ديفيد يروشالمي

قبل تسع سنواتٍ، شن المجاهدون الإسلاميون هجومًا آخر من هجمات أخرى دامت عقودًا على الولايات المتحدة والمصالح الغربية. ولم يكن الحادي عشر من شهر أيلول انطلاقًا لتهديد الجهاد لوجودنا، لكن من المؤكد أنه فضح أكثر نقطة ضعف في أمريكا أكثر مما فعله أي هجوم آخر (بما في ذلك الهجوم الأول على مركز التجارة العالمي عام 1993 وقصْف ثكنات المارينز في لبنان قبل عقود من ذلك التاريخ.)

وليست نقطة الضعف الكبيرة "حرياتنا"، كما ادّعى بعضهم. وليس هنالك أي تناقض، كما يقول بعض المعلقين، بين الحرية والأمن. ففكرة وجود تناقض طبيعي بين الاثنين برهان أن الناقد الخبير يتبنّى العدمية أو العبثية بصفتها النظام السياسي "الطبيعي" أو "المفضل"، وينظر إلى كل عمل من أعمال تأمين البلد انتقاصًا من الفوضى الخليعة.

وفي واقع الأمر، لا يرتكز النظام السياسي المبني على تكافؤ المعاملة أمام القانون كما هو مجذّرٌ في دستور أُسِّس على المبادئ اليهودية – المسيحية التي تقول إن المجتمع يتألف من أولًا من أفراد يجتمعون معًا ليشكلوا شعبًا من خلال حكومة تمثيلية، على أكتاف العدميين التحرريين، بل على أولئك الذين يثمّنون النظام السياسي الذي يعطي صوتًا للفرد – لحياته، وحريته، وسعيه إلى السعادة.

لا، فالضعف الأمريكي الكبير الذي فضحه التهديد الوجودي من الجهاد هو الفكرة الحديثة التي تحتقر شعبًا أمريكيًا متحفّظًا وقابلًا للتعريف. أو بتعبير أكثر حداثة، فإن الطليعيين التقدميين لدينا، الذين يسيطرون على النظام التعليمي ووسائل الإعلام الرئيسية، يرفضون الوجود القومي. يحتقر هؤلاء التقدميون أي أثر للسيادة القومية ويسعون إلى تدميرها بتبنّي تجاوز الحدود الوطنية ومصالحها، والذي يجعل السيادة القومية مفارقةً تاريخية في مواجهة الهيئات الحكومية العالمية التي ينبغي أن ننحني لها، على طريقة أوباما، مثل الأمم المتحدة، أو محكمة العدل الدولية في لاهاي.

وباختصار، فإن هذا الضعف الكبير هو العجز عن قبول أن الشعب الأمريكي، كأمة مختلفة عن أية أمّة أخرى، تستحق الدفاع عنها، وهنالك أعداء متحالفون ومصطفّون ضدنا بسبب هويتنا وطبيعتنا على نحو التحديد. وببساطة، فإن أعداءنا يحاربونني بسبب عظمة أمتنا واعتماد العالم على تلك العظمة.

ويعبّر هذا الضعف الكبير عن نفسها في جيشنا، وإنفاذ القانون، والطليعيين السياسيين – ديمقراطيين وجمهوريين على حد سواء – في رفضنا للتعامل مع التهديد الوجودي الذي نواجهه من الإرهابيين الإسلاميين. وهو أمر غير مصدق أن بعد تسع سنوات من 11/ 9 أنه لا توجد أية دراسة حاسمة أو أي تحليل حاسم منشورٍ، حتى في شكل غير مصنّف، يحدد عقيدة تهديد العدو المشترك من الإرهابيين الإسلاميين في العالم.

غير أنك إذا قرأت منشوراتهم الجهادية واستمعت بعناية إلى إعلانات الجهاديين المتنوعين من الشرق الأوسط والناطقين بالعربية – من الإيرانيين الناطقين بالفارسية، والهنود – الباكستانيين الناطقين بالأردية، والأفغان القبليين ولهجاتهم الباشتو، إلى الأفارقة الناطقين بالعربية في المغرب، وصولًا إلى قبائل الصحارى متعددة اللغات – تجد أن كل هؤلاء يعتنقون نظام الشريعة العقدي (نسبة إلى العقيدة) السياسي – العسكري – القانوني – اللاهوتي كأساس لأفعالهم. وبعبارة أخرى، فإن هذه الثقافات المتباينة بشكل صارخ، مع عدم وجود لغة مشتركة أو تاريخ مشترك أو مظالم سياسية مشتركة، تتلاقى معًا للاتفاق على شيء واحد: تربطهم الشريعة الإسلامية في الجهاد مخاطرين بحياتهم في سبيل فرض هيمنة سياسية في جميع أنحاء العالم تسمّى الخلافة على العالم الإسلامي والعالم غير الإسلامي.

يسمَّى المسلمون غير المؤمنين تحت الشريعة مرتدين وينبهون إلى ضرورة التوبة. فإذا لم يتوبوا. فسيُقتلون.. وأمّا غير المسلمين فإنهم يسمّون كفارًا ويعطون الخيارات التالية: أن يتحولوا إلى الإسلام. أو أن يقبلوا أن يحيوا تحت نظام شبه عنصري كمقيمين أذلّاء من الطبقة الثانية تسمّى أهل الذمة، أو أن يكونوا مستعدين للتعرض إلى موت عنيف وفق الجهاد. هنالك حقيقتان قاسيتان جدًا حول القاسم المشترك للشريعة بين المجاهدين الملتزمين تمامًا في العالم والأشخاص المتعاطفين معهم والخطرين مع أنهم أقل تكريسًا والتزامًا – ويصل عددهم إلى مئات الملايين حسب الاستطلاعات في العالم الإسلامي.

الحقيقة الأولى: لا تشكل عقيدة الشريعة التي تدعو إلى قتل المرتدين والجهاد ضد الكفّار انحرافًا ما عن شريعة إسلامية مسالمة.

فالشريعة حسب أحكامها الخاصة عقيدة ونظام شموليان، وهي لا تخضع إلى تقسيم مثل الشرائع الطقسية غير الضارة. فعلى سبيل المثال، يمكن لتلك التي تنظم النظام الغذائي أن تبتر وتكوى من الجزء الأساسي الأوسع الذي يقسّم العالم إلى دار السلام وإلى دار الحرب (ذلك الجزء من العالم الذي يسيطر عليه الكفار في حالة من حرب مستمرة مع العالم الإسلامي كمسألة عقيدة)

الحقيقة الثانية: لم تجرِ أجهزة إنفاذ القانون الأمريكية والمخابرات والجيش والسلطات السياسية دراسة وتحليلًا جادّين للشريعة بصفتها العقيدة المهددة والعدد المشترك.

يعني هذا أن السلطات التي أقسمت على حماية حياة الناس والدستور من أعداء الأمة اختارت بشكل واعٍ ألاّ تشتبك مع العدو بسبب فشلها الإرادي في أن "تميّز العدو"، وهذه هي القاعدة الأكثر أساسيةً في الحرب الناجحة. وليس السبب وراء هذا الفشل الافتقار إلى أدلة عملية لهذه العقيدة المهدِّدة، لكنه الخوف "السليم سياسيًا" من أن تحديد الشريعة بصفتها العقيدة العدو المهدّدة سيجعل مئات من الملايين من المسلمين"المعتدلين" متطرفين وينضمون إلى الجهاد، إمّا فعلًا وإما بالروح عن طريق المساعدات والتشجيع. ولهذا فإننا نحيا في حالة خوف مستمرة واعين بالتهديد الآتي من المسلمين "المعتدلين" الذين جُعلوا متشدين أو متطرفين.

انتهى هذا كله أمس في 15 أيلول 2010 مع نشر "تهديد الشريعة لأمريكا" تحت رعاية مركز السياسة الأمنية، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن – العاصمة، وقد أسَّسه ورأَسَه فرانك جافني في عام 1988. عمل جافني مساعدًا لوزير الدفاع لسياسة الأمن الدولية. وهو منصب رفيع جدًا في وزارة الدفاع مع مسؤوليات عن سياسات تتضمن القوات النووية والعلاقات الدفاعية الأمريكية – الأمريكية في عهد الرئيس ريغان. ويأتي تحليل الشريعة كتهديد من العدو في حجم كتاب بعنوان فرعي، "تمرين في التحليل المنافس"،

Team “B” II تقرير الفريق ب

على غرار الوثيقة المعروفة بعد عام 1976 المعروفة باسم "تقرير الفريق:

“Team B Report”

والذي كان التمرين الأصلي للتحليل المنافس الذي قدمه منافسو وكالة المخارات الأمريكية المركزية الذين تحدّوا تقديرات المخابرات الحكومية الأمريكية السائدة حول نيّات الاتحاد السوفييتي وقدراته السياسية المعروفة باسم "سياسة الانفراج" التي برّرتها تلك التقديرات بشكل جلي.

وببساطة، تتحدى نسخة التحليل المنافس للفريق "ب" مبدأ "السلامة السياسية" المهيمن على دفاعنا، وإنفاذ القانون، وطليعة مؤسسة المخابرات. وبعبارة أخرى، فإن القول إن الإرهاب الذي يجري عبر العالم ضد الولايات المتحدة وحلفائها لا علاقة لها بالإسلام، وبالمدى الذي يقوم به، تحريف كامل للشريعة والعقيدة الإسلاميتين الموجودتين. وكما هو الحال مع المواقف العقدية، فإن قدْرًا قليلًا جدًا من التحليل الموضوعي للأدلة التجريبية يدعم هذه الخرافة "السليمة سياسيًا"، والتي ما زالت بعد تسع سنوات من 9/ 11 تهيمن وتعمي أولئك المسؤولين عن دفاعنا القومي عن معرفة هوية أعدائنا، وأهم من ذلك، معرفة سبب انحيازهم ضدنا في حرب شاملة من الرعب.

الخلاصة الأساسية التي توصل إليها

Team “B” II

هي كما يلي:

- الولايات المتحدة تحت هجوم من أعداء يتحركون صراحة ويستمدون حيويتهم مما يسمّى في الإسلام الشريعة.

- ترتكز الشريعة على القرآن والأحاديث والتفاسير المقبولة. وهي تأمر المسلمين بأن يقوموا بالجهاد إلى أجل غير مسمّى إلى أن تخضع دار الحرب (حيث الشريعة غير مفروضة) لهيمنة دار الإسلام (التسليم أو الإخضاع، (حيث الشريعة مفروضة).

- تُملي الشريعة على غير المسلمين ثلاثة خيارات: التحوّل إلى الإسلام الالتزام بالشريعة، أو قبولهم أن يصبحوا ذميين (مواطنين من درجة ثانية). أو القتل. ولا تعطى الطبقات جميعها الخيار الثاني.

وتأمر الشريعة بنشر كل من الإرهاب الإسلامي و"حضارة الجهاد" قبل العنف (وهي تشار إليها على أنها "الجهاد السري"). وليس هذا مجرد الإرهابيين والعناصر المهيمنة الذين يقال عنهم إنهم "اختطفوا الدين" فحسب، لكنه أيضًا رأي ثقاة إسلاميين كثيرين معترف بهم بشكل واسع بصفتهم التيار الرئيسي والذين يستندون إلى النصوص والتفاسير التقليدية وممارسات الإيمان.

- جماعة الإخوان المسلمين هي الخط الأمامي للجهاد الإسلامي الحديث. وهي مكرسة لنفس أهداف الشمولية المؤمنة بتفوق جماعات (مثل القاعدة وطالبان) التي تشترك معها في التمسك بالشريعة، لكن تؤمن بأن الجهاد العنيف يرجح أن ينتج عنه الهدف المشترك للخلافة العالمية.

- توضح وثائق جماعة الإخوان المسلمين الداخلية أن حضارة الجهاد هي التخريب الذي يُشنّ سرًا بدلًا من العنف إلى أن يصبح المسلمون أقوياء بما يكفي للتقدم إلى الجهاد العنيف من أجل الغزو (الفتح) النهائي.

- ينوي أولئك الذين يعملون على دس الشريعة في الولايات المتحدة أن يخربوا الدستور ويُحِلّون الشريعة محله (وهذا في حد ذاته انتهاك للمادة السادسة) لأنه حسب الشريعة، فإن حرية الدين، والحريات المدنية الأخرى المنصوص عليها في الدستور، وحكم القوانين الموضوعة من الله تتنافى مع الإسلام (الذي يعني "الخضوع").

- يضع العدو المتمسك بالشريعة أولوية "حرب المعلومات" المتجلية في المجتمع الأمريكي كحرب سياسية، وحرب نفسية، وعمليات التأثير، وتخريب مؤسسات الأساسية. ولا تدرك بنية حكومتنا هذه الإستراتيجية لأنها تركز بشكل حصري على الهجمات الحكومية. ونتيجة لذلك، تبقى الولايات المتحدة مشلولة في عجزها عن التصدي لهذا العدد بشكل فعّال على ميدان معركتها الأساسي.

- تستغل جماعة الإخوان المسلمين جو الترهب الذي يخلقه الإرهابيون المسلمون، وبالتالي تغرس في الغرب حاجة ملموسة للتواصل مع "المجتمع المسلم"، والذي بدوره يفتح فرصًا لمواصلة حملة الاختراق السرّي للمجتمعات الأمريكية والغربية. وقد تبيّن أن التأثير المشترك لمثل "حضارة الجهاد" هذه والجهاد العنيف أكثر خطورة بشكل كبير على هذا البلد والمجتمعات الغربية الأخرى من الجهاد العنيف وحده.

نجح الإخوان في اختراق الأنظمة التعليمية والقانونية والسياسية، إضافةً إلى مستويات عليا من الحكومة والمخابرات ووسائل الإعلام والجيش الأمريكي، الأمر الذي يشل عمليًا قدرتنا على الاستجابة الفعالة.

تقيم مؤسسات جماعة الإخوان المسلمين تواصلًا مع الحكومة، وأجهزة إنفاذ القانون، ووسائل الإعلام، والمجتمع الديني وغيرها لسبب واحد، لتدميرها تعزيزًا لهدفها، ألا وهو تنفيذ الشريعة الإسلامية.

لكن يمكن لإستراتيجية مضادة مستنيرة أن تنجح في الدفاع عن الدستور من الشريعة، شريطة تنفيذها على عجل وفي الوقت المناسب بطريقة شاملة، حسب توصيات الفريق

Team B II

رغم أن تقرير الفريق "ب" لن يكون، ولا ينبغي أن تكون الكلمة النهائية حول تحليل العدو وعقيدته المهددة، إلاّ أنه الأكثر شمولًا ودقة وتجريبيةً بين التحليلات التي أُجريت حتى الآن. ولا يسع كل الذين عملوا معنا على تقرير الفريق

Team B II

على مدى شهور كثيرة بلا كلل ولا ملل إلاّ أن يأملوا أن يتحرر الذين في مواضع السلطة الآن من سلاسل طرقهم القديمة من الخوف والإنكار وأن يتصدوا لهذا التحليل التنافسي بجدية. إذ يتطلب قَسَمهم الذي أدّوه لدى تولّي مناصبهم ذلك.

ويشمل أعضاء الفريق

Team B II

الذي شَرُفتُ بأن أكون عضوًا فيه بعضًا من أفضل العقول في مجال الأمن القومي والدفاع والقانون التي يمكن لهذا البلد أن يقدمه، وهم يشملون:

  • Lieutenant General William G. "Jerry" Boykin, U.S. Army (Ret.), former Deputy Undersecretary of Defense for Intelligence
  • Lieutenant General Harry Edward Soyster, U.S. Army (Ret.), former Director, Defense Intelligence Agency
  • Christine Brim -- Chief Operating Officer, Center for Security Policy
  • Ambassador Henry Cooper -- former Chief Negotiator, Defense and Space Talks, former Director, Strategic Defense Initiative
  • Stephen C. Coughlin, Esq. -- Major (Res.) USA, former Senior Consultant, Office of the Joint Chiefs of Staff
  • Michael Del Rosso -- Senior Fellow, Claremont Institute and Center for Security Policy
  • Frank J. Gaffney, Jr. -- former Assistant Secretary of Defense for International Security Policy (Acting), President, Center for Security Policy
  • John Guandolo -- former Special Agent, Counter-Terrorism Division, Federal Bureau of Investigation
  • Brian Kennedy -- President, Claremont Institute
  • Clare M. Lopez -- Senior Fellow, Center for Security Policy
  • Admiral James A. "Ace" Lyons -- U.S. Navy (Ret.), former Commander-in-Chief, Pacific Fleet
  • Andrew C. McCarthy -- former Chief Assistant U.S. Attorney (Southern District of New York); Senior Fellow, National Review Institute; Contributing Editor, National Review
  • Patrick Poole -- Consultant to the military and law enforcement on antiterrorism issues
  • Joseph E. Schmitz -- former Inspector General, Department of Defense
  • Tom Trento -- Executive Director, Florida Security Council
  • J. Michael Waller -- Annenberg Professor of International Communication, Institute of World Politics, and Vice President for Information Operations, Center for Security Policy
  • Diana West -- author and columnist
  • R. James Woolsey -- former Director of Central Intelligence

ديفيد يروشالمي محامي دعاوى قضائية، ويعمل مستشارًا عامًا لمركز السياسة الأمنية. ويعد خبيرًا بارزًا في الشريعة الإسلامية وتقاطعاتها مع الإرهاب الإسلامي والأمن القومي، وكان عضوًا في الفريق

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث