القاهرة- ياسر خليل
شهدت مصر سجالاً واسعاً بعدما أصدر عالمان أزهريان فتاوى جنسية غريبة ومثيرة للدهشة، مع قول الدكتور صبري عبدالرؤوف، أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إنه يجوز للرجل ممارسة الجنس مع زوجته بعد وفاتها، وإعلان الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية للبنات في جامعة الأزهر، إن الفقهاء أجازوا للرجال معاشرة_البهائم، كما أكدت أن استخدام الأدوات الجنسية أمر تبيحه الشريعة الإسلامية.
وأثارت آراء العالمين الأزهريين حالة من الدهشة والغضب، والنقد اللاذع ضدهما، واعتبر البعض أن هذه الآراء هي التي تشوه صورة الدين الإسلامي، وهاجمها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بصورة مكثفة، كما أنها كانت موضوع الحديث والتندر في بعض مجالس المصريين على المقاهي وفي الشوارع.
مضاجعة الزوجة المتوفاة
وبدأت القصة، خلال اليومين الماضيين، حين استضاف برنامج "عم يتساءلون" الذي يقدمه الإعلامي أحمد عبدون، على قناة LTC التلفزيونية، الدكتور عبدالرؤوف، وسأله عن رأيه في فتوى للشيخ عبدالباري الزمزمي المغربي، تقول بجواز مضاجعة الرجل لزوجته بعد الوفاة، وهو ما يسمى بمعاشرة الوداع. فأكد له الدكتور عبدالروؤف أن هذا الفعل حلال، ولا يعد زنا، ولكنه أشار إلى أن النفس البشرية تعفه.
نكاح البهائم
وفي حلقة تالية، استضاف البرنامج نفسه سعاد صالح، وناقش معها فتوى معاشرة الزوجة بعد وفاتها، فأكدت أنها محرمة، وهاجمتها بقوة، وقالت إنه بموت الزوجة تنقطع العلاقة، وتعد الزوجة أجنبية عن زوجها، وقالت أن الدليل أنه من المعروف، بإجماع العلماء والفقهاء، أنه بالموت ينقطع التكليف، وتنقطع الصلات. إلا أن أستاذة الفقه المقارن فجرت مفاجأة أثارت دهشة أكبر لدى المشاهدين، فقد أكدت أن الفقهاء أجازوا معاشرة البهيمة، باعتبار أنه لا تكليف عليها، وقالت أن هذا يسري على أي نوع من الحيوانات.
الأدوات الجنسية
وقال مقدم البرنامج للدكتورة سعاد إن الدكتور عبدالرؤوف أباح استخدام الأدوات الجنسية المساعدة خلال العلاقة الحميمة بين الرجل وزوجته، فأكدت العالمة الأزهرية على أنها مباحة شرعا باعتبارها مثل الأدوية، فهي تساعد على تقوية العلاقة وجعلها أكثر إمتاعا للزوجين.
إحالة للتحقيق
وقررت جامعة الأزهر إحالة الأستاذين على التحقيق بعد الفتاوى التي اعتبرتها الجامعة مخالفة للمنهج الأزهري. وأكد أحمد حسنى، عضو لجنة التحقيق مع أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، اليوم الاثنين، استدعاء الأستاذين للتحقيق، فيما نسِب إليهما من أقوال وفتاوى تخالف المنهج الأزهري، مشيرا إلى أن الإجراء المتبع هو مثولهما أمام اللجنة في غضون 72 ساعة، وفقا لما نقله موقع "اليوم السابع" عنه.
وبعد الضجة التي أثيرت حول الفتوى، نفى الدكتور عبدالروؤف أن يكون قد أجاز مضاجعة الزوج لامرأته المتوفاة، وقال "يا عالم حرام عليكم، بتعملوا في العلماء كده ليه... حسبي الله ونعم الوكيل". ومن جانبها قالت صالح إنها لم تصدر فتوى، ولكنها كانت ترد على سؤال حول ما قاله أستاذ الفقه المقارن، مؤكدة أنها لن تتراجع عن موقفها، وإذا ثبت أنها أخطأت فسوف تعتذر، فالجميع يخطئ ويعتذر حتى صحابة الرسول. وهذا وفقا لما نسبته وسائل إعلام محلية لهما.