أكثر من 200 مليون امرأة في العالم تعرضت للختان بحسب تقرير جديد أصدرته منظمة اليونيسف في اليوم العالمي للختان، وفي البلدان الـ30 التي تسجل أكبر معدلات لهذه الممارسة، تعرضت غالبية الفتيات للختان قبل سن 5 سنوات. أما في أفريقيا والشرق الأوسط، فتعرضت أكثر من 130 مليون امرأة في 29 دولة للختان بحسب تقرير صدر عن المنظمة عام 2015.
نصف اللواتي عانين من هذه الممارسة يعشن في مصر وإثيوبيا واندونيسيا، وتكاد تكون ممارسة الختان معممة في دول مثل مصر والصومال وجيبوتي، حيث تتخطى نسبة النساء اللواتي تعرضن للختان الـ90%. ولكن المشكلة لا تقتصر على النساء في المنطقة، إذ ارتفع عدد النساء المتعايشات مع الختان أو المتعرضات له من 168,000 في عام 1997 إلى 513,000 عام 2015 في الولايات المتحدة. أما في أوروبا، فيقدر أن مئات آلاف النساء قد تعرضن للختان فيما آلاف البنات معرضات له في المستقبل. وفيما تحاول المنظمات الدولية مكافحة الختان الذي تجرّمه القوانين الدولية، تحل بعض البلدان العربية في صدارة قائمة البلدان التي تتعرّض فيها النساء لهذه العملية. إليكم النسب الخاصة بممارسة ختان الإناث في العالم العربي (النساء بين 15 و49 عاماً).
الصومال: 98%
برغم أن دستور البلاد يحظر ختان الإناث، فإنه يتم إخضاع الفتيات البالغ عمرهن ما بين أربعة أعوام و11 عاماً إلى العملية بسبب تمسك أبناء المجتمع الصومالي، وخاصة النساء المسنات، بعادات وتقاليد اجتماعية يعيدونها عن غير حق إلى الإسلام. وتؤدي هذه العملية في أحيان كثيرة إلى الوفاة بسبب النزف أو الصدمة أو تسمم الدم. وتنظم المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان نشاطات اجتماعية وتعمل مع رجال الدين على تَغيير نظرة المجتمع إلى ختان الإناث.
جيبوتي: 93%
لا تزال أعداد كبيرة من العائلات الجيبوتية تصر على ختان بناتها خوفاً من أن تلحق بها "وصمة عار" إذا ما لم تفعل ذلك، الأمر الذي يعقّد مهمة الجمعيات المكافحة لظاهرة الختان في البلاد. ويهدف المؤتمر المنعقد في اليوم العالمي لرفض الختان، والذي ينظمه اتحاد نساء جيبوتي بالتعاون مع وزارة المرأة والتخطيط العائلي ومنظمة "لا سلام من غير عدالة" واللجنة الأفريقية لمناهضة ختان الإناث إلى تقليص انتشار الظاهرة إلى40 % خلال السنوات الخمس المقبلة.
مصر: 91%
برغم صدور قانون يجرّم ختان الفتيات منذ عام 2008 وإدانة طبيب في محافظة الدقهلية بالسجن مع أشغال شاقة مدة عامين بتهمة إجراء عمليات ختان، تبقى مصر واحدة من أكثر الدول التي تنتشر فيها هذه الظاهرة. ويحذر نشطاء في مجال حقوق الإنسان ومكافحة التمييز ضد المرأة، من صعوبة مواجهة تأييد إجراء عمليات الختان في القرى المصرية التي تربط ممارسة هذه العملية بعادات وتقاليد راسخة في المجتمع.
السودان: 88%
تهدف الخطة العشرية التي أقرتها الحكومية السودانية بالاشتراك مع منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية إلى القضاء على ظاهرة ختان الإناث بحلول عام 2018. ولكن المعطيات مختلفة على الأرض، إذ تنتشر هذه الظاهرة مع غياب إجراءات ملموسة أو برامج تعليمية وتثقيفية مناهضة لها. وتختلف استنتاجات الدراسات حول سبب انتشار الظاهرة في السودان ما بين دراسات تعيد العادة إلى القبائل العربية التي استقرت في شمال السودان في القرن الـ14 وأخرى تقول أن الفراعنة ابتدعوا أول شكل من أشكال هذه الظاهرة. لكن اللافت أن الختان يعتبر من "السنن” في المجتمع السوداني ويشجع عليه بعض رجال الدين الإسلاميين، وخاصة السلفيين.
موريتانيا: 69%
تقف وراء الانتشار الواسع لظاهرة ختان الإناث في موريتانيا جملة من الأسباب، أبرزها اعتقاد المجتمع الموريتاني أن الدين الإسلامي يوصي بختان البنت قبل عمر ست سنوات لتطهيرها وحتى تكون مؤهلة لممارسة الشعائر الدينية، والاعتقاد السائد أن الختان يقي البنت من العقم ويحدّ من الشهوة الجنسية، وهذا ما يساعد على "حصانتها" إذا غاب زوجها فترة طويلة. وفيما يصعب الحد من انتشار الظاهرة لتجذّر هذه الأفكار في المجتمع الموريتاني، إلا أنّ برامج التوعية والخطاب الديني المندد بالختان، أدت إلى تراجع طفيف في انتشاره في السنوات الماضية.
اليمن: 19%
شهد اليمن تراجعاً طفيفاً في انتشار ختان الإناث في السنوات الماضية بفضل عمل المنظمات الدولية والحكومية لمكافحته وحث دار الإفتاء على التوقّف عن تلك الممارسة من خلال نزع الشرعية الدينية عنها. في حين لا يزال الطريق طويلاً أمام محو هذه الظاهرة تماماً، إلا أن هناك جهوداً للحد من انتشار الاعتقاد بأن الختان من السنن الدينية ويحافظ على عفة الفتاة.
العراق: 8%
يتخوف العراقيون من أن الحملات التي وضعت حداً لانتشار ختان الإناث في مجتمعهم تواجه حملات مضادة من المتشبثين بالتقاليد بالإضافة إلى داعش. لاسيما أن التقارير تشير إلى إصدار تنظيم داعش من الموصل فتوى بختان "كل النساء في العراق".