وجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان انتقادات شديدة للحصار الخليجي على دولة قطر واصفا إياه"بالمخالف لتعاليم الإسلام".
وفي خطاب في البرلمان أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم، قال إردوغان: "ما يجري ضد قطر خطأ قاتل، فحصار شعب بالكامل عمل غير إنساني ومخالف لتعاليم الإسلام وقيمه، إنه بمثابة إصدار حكم بالإعدام ضد قطر".
وأضاف "لقد أظهرت قطر موقفا حازما ضد تنظيم الدولة الإسلامية جنبا إلى جنب مع تركيا، ومحاولة استهداف قطر وتشويهها بهذه الحملات الدعائية لن تحقق أي هدف".
وأكد إردوغان إنه سيعقد اجتماعا ثلاثيا عبر الهاتف مع كل أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمناقشة التطورات الجارية في هذا الملف.
كما أوضحت الخارجية التركية أن إردوغان سيناقش الأزمة في الخليج مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
خطوط ملاحية بديلة
وأعلنت قطر تدشين خدمة نقل بحري مباشر مع موانئ في سلطنة عمان لاستقبال البضائع في محاولة منها لتجاوز الذي يفرضه جيرانها عليها.
وقالت سلطة الموانئ القطرية إن خطين للخدمة البحرية سيسيران من ميناء حمد القطري إلى مينائي صحار وصلالة في عمان، وستفرغ حمولة سفن البضائع الكبيرة القادمة إليها في سفن أصغر تتوجه مباشرة من عمان إلى الدوحة.
وقد وصلت أول سفينة شحن إلى ميناء حمد القطري، الذي يبعد عن ميناء صحار ب 420 ميلا بحريا وعن ميناء صلالة ب 1131 ميلا بحريا.
وكانت سفن الشحن المتوجهة إلى قطر تتوقف سابقا في دبي في الإمارات العربية المتحدة التي انضمت إلى السعودية والبحرين في مقاطعة قطر وقطع كل وسائل النقل معها في محاولة للضغط عليها بعد اتهامها بدعم "الإرهاب".
وتعد دولة قطر أكبر منتج ومصدر للغاز المسال في العالم، بيد أنها تعتمد اعتمادا كبيرا على استيراد المواد الغذائية والمواد الأولية الأخرى.
ويقدر محللون أن نسبة 40 في المئة على الأقل من التجهيزات الغذائية في قطر تُنقل إليها عبر حدودها مع السعودية.
وقد أغلقت الرياض الأسبوع الماضي حدودها البرية مع قطر مما أثر كثيرا على واردات قطر من المواد الغذائية والأولية التي تحتاجها في مشاريع البنى التحتية استعدادا لبطولة العالم لكرة القدم في عام 2022، المقدرة قيمتها 200 مليار دولار.
وقد أعلنت وزارة الخارجية المغربية أيضا أن الرباط تعتزم إرسال طائرة محملة بالمواد الغذائية إلى قطر.
وقالت إن هذه الخطوة لا علاقة لها بالنزاع السياسي حول علاقات الدوحة المزعومة بالارهاب.
وأضافت الوزارة فى بيان أن الخطوة تأتي تماشيا مع "تعاليم الدين الإسلامي وما يستوجبه -وخاصة في شهر رمضان- من تكافل وتآزر وتضامن بين الشعوب الإسلامية".
وفي وقت سابق، عرض العاهل المغربي الملك، محمد السادس، الوساطة بين الطرفين بعد أن علق المغرب رحلاته من وإلى الدوحة.
ووصف وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس الأزمة بأنها "وضع معقد للغاية" ومجال يجب التوصل فيه إلى تفاهم.
وقال ماتيس أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب إن أمير قطر ورث تركة صعبة وأنه يتحرك في الاتجاه الصحيح.
في هذه الأثناء، أصدرت هيئة الطيران المدني الإماراتية بيانا قالت فيه إن الحظر الجوي يقتصر على الطائرات المسجلة في قطر أو التي تسيرها الخطوط الجوية القطرية.
وأصدرت السعودية والبحرين بيانان مشابهان أوضحا أن الحظر سار على الطائرات التي تسيرها شركات قطرية حيث تمنع هذه الطائرات من المرور في الاجواء الإقليمية للدول الثلاث أو الهبوط أو الانتظار "الترانزيت".
"حصار جوي"
ويقول خبراء في شؤون الطيران إن الحصار الجوي الذي فرض على قطر يهدد مكانة الخطوط الجوية القطرية التي حولت الدوحة إلى مركز عالمي لرحلات الطيران، ودورها كناقل جوي كبير في منطقة الشرق الأوسط.
وكانت الخطوط الجوية القطرية تسيطر على نسبة جيدة من النقل الجوي في المنطقة إلى جانب نظيرتيها في دولة الإمارات: الخطوط الجوية الإماراتية في دبي وطيران الاتحاد في أبو ظبي.
وقد تسببت الإجراءات في إلغاء عشرات الرحلات اليومية للخطوط الجوية القطرية ولشركات نقل أخرى من البلدان الخليجية، وأجبرت الطائرات القطرية على تغيير مساراتها لمسافات طويلة لتجنب المجالين الجويين للبحرين والمملكة العربية السعودية.
ويتحدث محلل شؤون الطيران، أديسون شونلاند، من مؤسسة ايرلنسايت في الولايات المتحدة عن التأثير السيء لذلك "بسبب زيادة الزمن الذي تستغرقه الرحلات الجوية إلى قطر وبالتالي كلف هذه الرحلات، ويضيف "ومع تشديد القيود في هذه المجالات الجوية ضد الطيران القطري فإن المشكلة باتت اسوأ بكثير".
وكانت الطائرات القطرية تعبر من المجال الجوي البحريني الذي يغطي جزءا كبيرا من مياه الخليج أو المجال الجوي السعودي الواسع في رحلاتها المتجهة إلى بقية دول الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا الجنوبية.
وبات على هذه الطائرات أن تستخدم المجال الجوي الإيراني الآن في رحلاتها المتجهة إلى أوروبا.
وقد أرسلت إيران، يوم الأحد، خمس طائرات محملة بالمواد الغذائية إلى قطر، فضلا عن ثلاثة سفن تحمل 350 طنا من المواد الغذائية ستتوجه من الموانئ الإيرانية إلى الدولة الخليجية.
وتعد دولة الكويت، التي تقود جهود وساطة لرأب الصدع بين الفرقاء الخليجيين في هذه الأزمة، وعمان الدولتين الوحيدتين في مجلس التعاون الخليجي اللتين لم تتخذا أي إجراءات ضد قطر في ما وصف بأسوأ أزمة دبلوماسية في منطقة الخليج منذ سنوات.
كانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطعت العلاقات الدبلوماسية مع قطر في خطوة منسقة الاثنين الماضي واتهمتها بدعم جماعات إرهابية والتدخل في شؤون تلك الدول.
وقد أغلقت الدول الخليجية الثلاث المجال الجوي والبحري والبري مع قطر وأمهلت الزائرين والمقيمين القطريين أسبوعين للمغادرة.
بى بى سى