الفرق بين التطرف الدينى المسيحى و التطرف الاسلامى فى مصر - مقالات
أحدث المقالات

الفرق بين التطرف الدينى المسيحى و التطرف الاسلامى فى مصر

الفرق بين التطرف الدينى المسيحى و التطرف الاسلامى فى مصر

د. وجدى ثابت غبريال

اكره الكلام المُعَمَىَ لانه يقود الى تعمية الحقائق. و أميل الى التحديد الدقيق.

هل من سوء النية ام من الحهل ام من انعدام الوعى ان تردد ترديداً أبكما بلا فهم مقولة زائفة مبتسرة مفادها ان " التطرف موجود فى كل الاديان فى الاسلام و المسيحية"ثم تصمت ؟؟؟؟ !!!!

نقطه و من اول السطر .

هكذا و هكذا فقط يمكنك ان تساوى فى مصر بين دين و اخر فى نوعية و درجة التطرف و التشدد و ما يبقاش حد احسن من حد ، و بتلك الحيلة الشيطانية تخلط بين الجانى و المجنى عليه و بين المسئول و الضحية حتى تنجو بنفسك و تنأى بها عن المراجعة و تستمر فى التطرف او يستمر غيرك فيه دون اراقة ماء وجهك من الخجل و العار، كما لو كان مرض غيرك منذ قرون يعفيك انت و اهل بيتك من العلاج من الوباء الذى يهلك القبيلة كلها .

و الرأى عندى ان هذا غباء قبيح ! لان هذا المنطق العاثر المتعثر يعنى التقاعس عن النظر الى اختلاف جوهرى فى الطبيعه و الدرجة بين تشددك و تشدد غيرك و هذا العمى المقصود مرده الوحيد هو اعتزازك المريض بكبريائك الزائف و تعاليك الاجوف وعنجهيتك الكاذبة و ذاتك التى تعانى من التضخم حتى الانفجار.

فمطالعة الواقع ، كما هو ، تجبرك على الاعتراف بالاتى :

١. مفيش مسيحى واحد فى مصر لبس حزام ناسف و راح فجر نفسه فى مسجد اثناء الصلاه لقتل اكبر عدد ممكن من المسلمين

٢. مفيش مسيحى راح حرق جامع او زاوية فى مصر

٣. مفيش مسيحيين سحلوا سيدة عجوز عمرها ٧٠ سنة فى المنيا

٤. مفيش مسيحيين خطفوا بنات و اجبروهم على الزواج و تغيير دينهم

٥. مفيش مسيحى ذبح طفل عمره ١٥ سنه و هو راجع من الدرس عشان مسلم

٦. مفيش مسيحى ذبح مسلم فى محل تجارى لانه مسلم

٧. مفيش كاهن مسيحى واحد بيطلب من ربنا فى صلاة الاحد ما يطلبه شيخ الاسلام فى قلب مكة بان يهلك اليهود و النصارى و ييتم ابناءهم

٨. مفيش مسيحى واحد بيطلب ان يشفى الله مرضى المسيحيين فقط كما يطلب المشايخ شفاء مرضى المسلمين

٩. مفيش مسيحى يطلع فى التليفزيون يقول دم المسيحى حرام زى ما زوجة الارهابى قالت دم المسلم حرام

١٠. باختصار التشدد القبطى ليس متعدى القصد و انه هو لازمٌ نفسه و خصيصٌ بذاته و ليس عمومياً بصفته. و من هنا فسد القياس و بطلت المقارنه و سقم منطق التبرير بفُحش الاخر .

و استطيع ان اسرد المئات من الوقائع المرتكبة فى مصر كل يوم فى حق اقباط و لم يرتكب مثلها اى قبطى فى مصر فى حق اخرين

و هذا هو الفرق. فلا معنى لتلك التسوية بين الاديان من حيث التشدد الا من اجل تسكين ضميركم العفن لان المسيحى لا يستخدم العنف فى المجتمع المصرى حتى فى اوج تشدده الدينى

و هل هذا ينفى وجود التشدد دينى عند الاقباط ؟

لا ينفيه قطعا ولكن ليس له لا ذات الطبيعه و لا ذات المحتوى و لا ذات المعنى .

التشدد الدينى عند مسيحيين مصر ياخذ صورة الانغلاق فى تفسير النصوص الداخلة فى اطار علاقة المسيحى بالله و الكنيسه و طقوسها و التفسيرات الكتابية و لا علاقة له البته بحرية المسلمين فى الاعتقاد او فى حقوقهم فى الصلاه و تولى المناصب الى اخر ذلك من الحقوق الدستورية الاساسية.

التشدد الدينى عند المسيحيين لا يحمل على العنف و يكاد يكون محصوراً فيما بينهم بين ارثوذكس و كاتوليك و بروتستانت و يرد على الانتماء الى تعليم كنسي دون تعليم كنسي اخر و لكن فى جميع الاحوال لا يقع ضحيته المسلمون و لا تعانى منه حريتهم فى الاعتقاد و الصلاه و ممارسة شعائرهم الدينية و لا حقهم فى الحياه .

فى كلمة واحدة و بوضوح التشدد القبطى المزعوم لا يعرف العنف المادى ضد الديانات الاخرى على نقيض التطرف الاسلامى المحَمّل بالكراهية و العنف و مقصود بالعنف هنا القيام بواجب الجهاد ضد الكفار و استباحة ما يحدث لهم من وبال على سبيل العقوبة لهم على ما هم فيه من كفر.

و تأتى هنا الايات و الاحاديث لتقدم الاساس الشرعى للاداء الاجرامى الارهابى و على سبيل المثال لا الحصر :"أُمِرتُ ان أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله الا الله و ان محمداً رسول الله ... " الى اخر الحديث الوارد فى البخارى و مسلم و هو حديث صحيح من الدرجه الاولى

كنت اتمنى ان يواجه شيخ الازهر زاعم الوسطية و المبشر بها و معه المسلمون الذين يصفون انفسهم بالمعتدلين بتلك الحقائق على سبيل النظرة الموضوعية للامور و الا ففكرة الاعتدال و الوسطية نفسها تحتاج مراجعة اذا كانت تحملها حمية الجاهلية و التحزب المريض.

صفحة وجدى ثابت

 

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث