سريلانكا والهجمات الانتحارية - مقالات
أحدث المقالات

سريلانكا والهجمات الانتحارية

سريلانكا والهجمات الانتحارية

إيميلي تامكن:

 

السريلانيكون لم يخترعوا الهجمات الانتحارية، ولكن هذا النوع القاتل من الهجمات كان أسلوباً مروعاً متداولاً في البلاد لعقود. وهذا النوع من العنف عاد إلى سريلانكا يوم الأحد، حيث يُعتقد أن سبعة مهاجمين انتحاريين نفذوا هجمات ضد كنائس وفنادق أسفرت عن مقتل 290 شخصاً وجرح المئات.
التفجيرات الأخيرة كانت الأكثر دموية في العاصمة كولومبو منذ 1996، وهي السنة التي قَتل فيها انفجار استهدف البنك المركزي السريلانكي 100 شخص تقريباً. ذاك الهجوم كان من تنفيذ «نمور تحرير تاميل إيلام»، المعروفين أيضاً بـ«نمور التاميل» – وهو تنظيم انفصالي حارب لعقود من أجل دولة مستقلة للتاميل، وجعل من الهجمات الانتحارية علامة مميزة لمعركته.
«نمور التاميل» قاتلوا لأسباب إثنية وقومية، وليس لأسباب دينية، بل إن بعض «نمور التاميل» كانوا مسيحيين. وإذا كان نمور التاميل قد ركزوا على الدولة والمجتمع السريلانكيين، فإن بعض انفجارات أمس وقعت في فنادق، ما يوحي بأن السياح الأجانب كانوا هدفاً.
تكتيك تحويل بشر إلى سلاح استُخدم منذ أيام الإمبراطورية الروسية على الأقل. ففي 1881، كان إيغناتي غرينيفيتسكي، وهو عضو منظمة «إرادة الشعب» الإرهابية، قد خطط برفقة زميل له لرمي قنبلة على القيصر ألكسندر الثاني. تلك القنبلة ألحقت أضراراً بالعربة، والرجل الآخر تم توقيفه، ولكن غرينيفيتسكي استطاع أخذ قنبلة بالقرب من ألكسندر، قاتلاً الزعيم الامبراطوري ونفسه.
وخلال الحرب العالمية الثانية، وبطريقة أكثر تنظيماً بكثير من «إرادة الشعب»، استخدمت اليابان الإمبراطورية المهاجمين الانتحاريين المعروفين باسم «الطيارين الكاميكازي» لتحطيم طائراتهم عمداً في سفن الحلفاء.
ولكن الهجمات الانتحارية لم تبدأ حقاً كظاهرة سوى في ثمانينيات القرن الماضي في لبنان. ففي 1983، قاد انتحاري شاحنة وصدم بها قاعدة لجنود المارينز الأميركيين في لبنان، ما أسفر عن مقتل 241 عسكرياً أميركياً. والحقيقة أنه كان ثمة عدد من «نمور التاميل» الذين كانوا يُدربون في معسكرات «حزب الله» الإرهابية في لبنان وقتئذ. وبعد أربع سنوات، في يوليو 1987، تم محاكاة هجوم لبنان، حيث قاد شخص، يعرف بـ«كابتن ميلر»، شاحنة محملة بالمتفجرات وصدم بها قاعدة عسكرية في سريلانكا. القاعدة كانت في الأصل مدرسة بالقرب من نيليادي، في منطقة التاميل، وكان «نمور التاميل» مصممين على استعادتها من القوات السريلانكية. ويعتقد أن نحو 20 إلى 40 شخصاً قُتلوا في الهجوم، الذي توج «كابتن ميلر» في النهاية بطلاً للتاميل.

واشنطن بوست

الاتحاد

 

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث