د. وجدى ثابت غبريال
"هناك محاولات من البعض، وبخاصة من الدول الغربية تحاول تشويه صورة الإسلام بنسب الأحداث الإرهابية دائمًا للمسلمين وذلك دون تمييز بين الوسطيين والجماعات المتشدده" -
تصريح البابا تواضروس فى الكويت
و كان من الممكن ان يقول ذات العبارة بالنص احمد الطيب او عباس شومان
اعلم ان من امنياتى التى لن تتحقق ان يكف البابا تواضروس عن الكلام بصوت الازهر و كأنه بالع عباس شومان و بيتكلم به من البطن !
التصريح ينطوى على جهل بنظرة الغرب للمواطنين الاوروبيين المسلمين
من قال ان الغرب لا يفرق بين الجهاديين التكفيريين و المسلمين العاديين ؟
هذا ادعاء مغلوط قائم على كلام سمعه البابا من شيخ الازهر الذى لا يعرف شئ عن الغرب. يؤسفنى ان يصبح البابا تواضروس بوقاً للازهر و مردداً لاشياء غير صحيحه يرددها شيخ الازهر دون ان يحيا اى منهما فى مجتمع غربى عاما واحدا ليدرك فساد ما يدعى فى الحياه اليومية .
فى فرنسا مسلمون يقدرون ب ٥ او ٦ مليون لا يمثلون اى مشكله بسبب اسلامهم ذاته و لكن عندما تتعارض تعاليم الاسلام التى يمارسها بعض المتشددين و يحض عليها بعض المشايخ فى فرنسا مع قيم الجمهورية و المبادئ الدستورية و منها العلمانية و مع القانون الوضعى تعلو قواعد الدولة جميعها على اى تعاليم دينية من اى نوع بما فى ذلك تعاليم الاسلام ذاته. و ليس فى ذلك اى غضاضة.
من الكذب اتهام الغرب بالخلط بين المسلمين العاديين و الجماعات المتشدده و لعل باعث الاتهام هو محاولة تصوير المسلمين كضحية و هذا شئ وضيع و حقير فى ذاته لان ضحية الارهاب هو المجنى عليه اى من قتلوا او اصيبوا و اهلهم فقط لا غير
ثم من قال ان "الغرب ينسب الاحداث الارهابية للمسلمين" جميع الاحداث الارهابية المرتكبة اسفرت النحقيقات القضائية فيها عن صلة المرتكبين بداعش او بتيارات اسلاميه جهادية ارهابية اى مسلمين ! مفيش سلطه فى فرنسا نسبت العمل الارهابى لمسلمين ابرياء كما يقول البابا هذا وهم غير صحيح
و من الافتراء ايضاً على المواطن الفرنسي العادى اتهامه بتشويه الاسلام لان هذا ببساطه غير صحيح و لكن عندما يبصر حوله مطالبات اسلاميه تتعارض مع قوانين الدولة فمن حقه ان يطالب طائفة بعينها باحترامها
و من الحق و العدالة ان تتحمل المؤسسات الدينية الاسلامية السنيه مسئولية تشويه دينهم لانه حالياً الدين الوحيد الذى ترتكب باسمه كل هذه العمليات الارهابية و تستند فى ذلك على نصوص صريحه . كم مرة طلب منهم احمد عبده ماهر و اسلام البحيرى التخلص من النصوص الارهابيه فى التراث الاسلامى و الجميع يصر على بقائها؟ طالما يصرون على بقائها فليتحملون النتائج كاملة !
الفرق بين المسيحية و الاسلام انه ايا كانت النصوص فى العهد القديم لا يوجد مسيحى يفجر مسجد او يذبح شيخا. و هذا هو سبب المطالبة بالتنقية فى الاسلام كما فعلت المسيحية و خضعت لقانون الدولة فى فرنسا
فماذا تنتظرون و نحن نعيش تحت ارهاب داعش السنى اذا قرأ احدهم الحديث الصحيح الذى رواه البخارى و مسلم معاً :
" أُمِرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك، عصموا مني دماءهم، وأموالهم...." !
الا يكفى هذا وحده سنداً دون غيره للارهاب ؟
اليس تلك اسانيد القرضاوى فى كتابه عن فضيلة الجهاد و قراه الملايين ؟
هل الغرب الكافر هو الذى دسّ هذه النصوص فى البخارى ؟
ان يردد احمد الطيب هذه الترهات عن تشويه الاسلام متهما الغرب بهتاناً لتجميل صورة شوهتها كتب التراث و اعمال المسلمين انفسهم (فقتلة النائب العام مسلمون من طلاب الازهر و مفجروا الكنائس مسلمون و قاتلوا اقباط العريش مسلمون و داعش ذاتها مسلمون سنيون) فالربط منطقى.
و انما ان يردد البابا تواضروس ترديداً اخرساً بلا معرفة ذات الترهات فمن اجبره على ذلك الهوان ؟ من اجبره ان يمالئ حتى يتهم الغرب بما ليس فيه بدلا من ان ينحى باللوم على من يقدس تراثاً ارهابياً عفناً يستخدم حتى اليوم كسند للقتل و سفك الدماء بغدر و جبن ووضاعة.