نعيم الحياة الأخرى بين الإسلام والمسيحية ! - مقالات
أحدث المقالات

نعيم الحياة الأخرى بين الإسلام والمسيحية !

نعيم الحياة الأخرى بين الإسلام والمسيحية !

عبدالله مطلق القحطاني:

 

في القرآن الكريم وبمواضع كثيرة ومواقع متعددة عندما يتحدث عن متاع الحياة الثانية ونعيم الجنة يكثر من ذكرها بسياق ترغيب بأمور جسدية من مأكل ومن ملبس ومشرب !! وبنسق متاع بلذة الجنس لاسيما الأبكار من الحور العين اللواتي عندما تنزع عذريتها وبكارتها ترجع ثانية كما كانت !! نصوص استفاضة وفصلت نعيم جسدي صرف ! بلﻻ-;-فصلت في نوع الأكل من لحم وطير وفواكه وثمار !! وكذلك الملبس من ديباج استبرق وحرير !! يعني أفخم خامة ونوع !! وذهب وفضة ولؤلؤ ومرجان ! وغرف ومنازل ونزل من لؤلؤ وذهب وفضة ومسك وعنبر تفوح رائحتهما !! وكذلك خدم وحشم وأطباق إلخ وكذلك أنهار عسل وأنهار لبن والخمر له أيضا نهره الذي لاينضب !! والخلاصة متاع أكل وشرب وجنس ولذة وذهب وخلافه والسؤال : أين العبادات ؟! أين الذكر والشكر ؟! أين التسبيح ؟! والسؤال الآخر هل أجسامهم كما هي في الحياة الدنيا ؟!!

من المعلوم أن جهنم ستكوى بها الجباه والجلود والأمعاء ستتمزق من شرب حمم ماء ساخن إلخ كما وردت في القرآن الكريم نصوص بهذا الشأن وجهنم في الحياة الأخرى وبالتالي نفس نعيم الجنة بحسب ذلك يقاس جسدا وجسما !! ما الفائدة من الجنس والمأكل والمشرب وثمار وفواكه الجنة وأنهار اللبن والعسل والخمر ؟!! أين غذاء الروح ؟!! أين العلاقة والارتباط بين المؤمن وخالقه ؟!! أم هي رؤية ثم انتهى كل شيئ ؟!!

لو كان نعيم الدنيا جمع بين غذاء ومتع الجسد مع متاع وغذاء الروح وكان على علاقة بخالقه لتقبل عقل البعض مثل هذا النعيم الذي جمع غذاء الجسد والروح معا ؛ لكن أن يكون نعيما جسديا بحتا يغلبه جنس ثم أكل وخمر وذهب ومتع أخرى فإنه يدعو للإستغراب والدهشة !!

لايمكن أن نتصور علاقة بين الإله والمؤمن بعلاقة سرمدي وفي محضره مدارها لذة وشهوة من جنس وأكل وشرب خمر دون رابط روحي واحد ؛ في المسيحية ووفق الإنجيل الشريف فإن النعيم السرمدي في محضر الله فرح وسرور وتسبيح وصلوات وترانيم ليس من متع جسدية ولاتوجد أنهار خمر وعسل ولا توجد طيور ولحوم وجنس وحور عين تعاد بكارتها فور فضها !! أجسام المؤمنين أرواح وأجسام نورانية متعتها الوحيدة التمتع بمحضر الله وحضنه الدافئ وصلاة وترانيم وتسابيح لا تتوقف ؛ والخلاصة أن نوع النعيم الأخروي متناقض تماما بين القرآن الكريم والإنجيل الشريف كما وكيفا وشكلا ومضمونا ونوعا ومذاقا فنعيم الجنة بحسب القرآن الكريم جسدي ولا نعيم للروح ؛ ونعيم الأبدية وفق الإنجيل الشريف روحي وروحاني صرف ؛ ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتقاربا في النوع ولاتنسى صديقي القارئ الكريم أن القرآن الكريم وكذلك وفق الأحاديث تحدثا عن نعيم جسدي دون الروح واستشهدنا بعذاب الجسد وأنواعه لغير المسلم !! وبالتالي قياسا على ذلك فإن النعيم حقيقة وواقعا ووفق تلك النصوص هو أيضا نعيم جسدي خلاف ما قاله الإنجيل الشريف عن أرواح المؤمنين وأجسامهم النورانية بمحضر الله ونوع حياة الأبدية التي تنحصر بالفرح والتمجيد والتسبيح والصلاة والتراتيل والترانيم .

الحوار المتمدن

 

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث

اتصل بنا

*
*
*