صباح ابراهيم:
كثيرا ما يتفاخر المسلمون بالحضارة الإسلامية وماضيهم التليد، وقد قال الخليفة عمر بن الخطاب يوما: " كنا قوما أذل الناس، فأعزنا الله بالاسلام " والعز والغنى جاء من نتائج الغزوات والغنائم والأسلاب التي نهبها المسلمون الغزاة للبلدان والشعوب التي غزوها بالسيف، ظاهرها نشر الاسلام بين الناس وباطنها سلب الغنائم وتحويلها الى بيت المال في المدينة وسبي النساء واغتصاب الجميلات منهن وتحويلهن الى ملك يمين وإمات للاستملاك و العبودية والجنس .
كان الخليفة عمر بن الخطاب يلحّ على قائد جنده الذي غزا مصر و احتلها اللقيط عمرو بن العاص، ان يزيد في ارسال الاموال من دافعي الجزية من اقباط مصر ودافعي اموال الزكاة والضرائب الاخرى الى بيت المال . ولما لم يشبع الخليفة عمر من تلك الأموال المنهوبة من مصر ويريد المزيد معتقدا ان قائد جنده حاكم مصرلا ينفذ اوامره، عزله عن الحكم والجباية المالية وحدد مهمته بقيادة الجند فقط وعين بديلا عنه لجباية الأموال . فقال عمر بن العاص قولته الشهيرة اثر عزله وتعيين بديلا عنه لجمع الاموال والجزية وسرقة ثروات البلاد : " انا من يمسك البقرة من قرنيها وغيري يحلبها ". البقرة الحلوب هي مصر وثرواتها واموال شعبها القبطي المسيحي المستعبد .
بتلك الغنائم والامول شعر عمر بن الخطاب بالعز بسبب سرقات صعاليك الاسلام نتيجة الجهاد في سبيل النهب والسلب وامتلأت خزائن بيت المال بالاموال المنهوبة من الشعوب المغلوبة على أمرها في العراق وبلاد الشام و مصر وشمال افريقيا ولهذا شعر خليفة اللصوص بالعز.
ما الذي جلبه الغزاة من حضارة الى البلدان الفتوحة، هل جلب الغزاة معهم العلوم والفنون والترجمة والهندسة وفن البناء والعمارة؟ ام جلبوا الخراب والدمار والقتل والاغتصاب. احرقوا المكتبات العامرة بأنفس المخطوطات العلمية والأدبية واستخدموا كتبها ومخطوطاتها وقودا لنيران الحمامات العامة للتخلص من قذارة اجسادهم ورد القمل الذي يملأ رؤسهم . لو كانوا اصحاب حضارة وثقافة هل كانوا يفرطون بنفائس الكتب والمخطوطات و حرقها ؟
لقد حرموا الشعبَ السرياني من استعمال لغته الأصلية التي كانت تُستخدم في الثقافة و ترجمة الكتب والطب والهندسة . وامروا بقطع لسان كل من ينطق بالسريانية من الشعب السرياني المسيحي في بلاد الشام . حتى انقرضت هذه اللغة الأصيلة من البلاد .
حولوا الكاتدرائيات والكنائس الفخمة والكبيرة الى مساجد واصبحت ساحاتها اصطبلات للخيل تنتشر فيها روائح براز الحيوانات وبولها. وكاتدرائية القديس يوحنا المعمدان في دمشق شاهد الى اليوم علي جريمة اغتصابها، حيث حولوها الى المسجد الأموي، وطمسوا كل معالمها المسيحية وفنونها المنقوشة على الجدران . كذلك فعلوا بكاتدرائية آيا صوفيا الفخمة في اسطنبول ، وحولوها الى مسجد اسلامي وازالوا كل الصور المنقوشة على الجدران التي ترمز الى السيد المسيح و مريم العذراء والقديسين من جدران وسقوف الكاتدرائية .
ادخلوا الشعوب المسيحية في العراق والشام ومصر الى ظلام الإسلام بقوة السيف، وارهقوا من رفض دين الاسلام بدفع الجزية، ومن يرفض دفع الجزية اوقبول الاسلام دينا بديلا يُقطع راسه بالسيف . تحولت بلاد فارس بعد الغزو والاحتلال الى بلاد اسلامية، كذلك غزوا القسطنطينية مركز المسيحية المشرقية في تركيا الحالية، وحولوها الى بلد تابع لأمبراطورية اللصوص وشعب اجبر على تغيير دينه بالسيف تابع لدولة الخلافة الاسلامية وبدلوا اسمها الى اسلامبول.
يتباهى المسلمون بالحضارة الإسلامية التي انقرضت واندثرت، بينما مَهد الإسلام بلاد جزيرة العرب بلاد صحراوية جرداء خالية من اي اثار حضارية ومعالم الثقافة والعمران، فمن اين جاءت الحضارة الإسلامية ومن هم رجالها وعلمائها ؟ انها نتاج جهود علماء السريان والفرس والعجم وليس العرب الذين اسسوا تلك الحضارة التي سرق العرب اسمها والصقوها بهم تحت مسمى الإسلام، إن احصينا العلماء العرب لم نجدهم اكثر من عدد اصابع اليد، والباقي معظمهم علماء اعاجم مثل ابن خلدون والفارابي و الكندي و سيبويه وابن خلكان والبيروني والبتاني وابن سينا و غيرهم . حتى كاتب احاديث الرسول الذي يعتبر المسلمون السنة كتابه يأتي بالمرتبة الثانية بعد القرآن هو فارسي من بخارى في ازبكستان الفارسية ويدعى هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدِزبَه(2) الجعفري البخاري.
كل الحضارات العالمية كانت تسمى حسب موطنها كالحضارة الفرعونية والحضارة السومرية والبابلية والحضارة الاغريقية والفارسية وحضارة شعب المايا، ماعدى المسلمون الصقوا اسم الدين بما ادعوه من حضارة فاسموها ب الحضارة الإسلامية ولا ندري ما علاقة الدين بالحضارة والثقافة والفنون. رغم أن الإسلام يحرم الفنون الجميلة مثل الرسم والنحت والموسيقى والغناء .
كما يتفاخر العرب بحضارة بلاد الأندلس الغابرة وكانهم جلبوا المهندسين والبنائين والنقاشين والعلماء من صحراء نجد والحجاز لتعمير الأندلس وبناء الحضارة والعمران فيها . ونتسائل لماذا ازدهرت الحضارة والعمران وبناء القصور الفخمة في الأندلس وليس في مكة والمدينة أن كان فيها حضارة إسلامية ؟
الجواب معروف، وهو ان المحتلين والغزاة المسلمين سخّروا المهندسين والبنائين المهرة من شعب اسبانيا المحتلة وألأمازيغ في شمال افريقيا في بناء وتشييد القصور والساحات والطرقات وليس العرب المسلمين من قام بالتشييد والعمران . لأن فاقد الشئ لا يعطيه .
لقد كان الحكام المسلمون في الشام يصدرون اوامرهم للولاة العاملين تحت امرتهم في الأندلس لإرسال الاف الصبيان والفتيات الجميلات من الشعب الأسباني اليهم في الشام كجواري للاستمتاع الجنسي في قصورهم . الاموال والنساء هي غاية الحكام المسلمين في البلدان العربية والاسلامية . هذه هي خلاصة حضارتهم الإسلامية.
الفن ممنوع في الإسلام كالموسيقى والرسم والنحت والتمثيل . الكتب يحرقونها لأن القرآن كتاب يحوي كل شئ، فما حاجة المسلمين لكتب آخرى غير كتاب النكاح والقتل، هذا ما اقره الخليفة عمر بن الخطاب عند اصداره امرا بحرق مكتبة الأسكندرية .
ان كان للاسلام حضارة فلماذا انقرضت تلك الحضارة ولم يبق منها شيئا يدل عليها ؟
لماذا الدول الغربية وصلت الى قمة الحضارة والتقدم والصناعة والاختراعات والاكتشافات وارتياد الفضاء، وتصنيع الطائرات والصواريخ وصناعة الدواء . والمسلمون لازالوا يقتلون بعضهم بعضا في العراق واليمن وليبيا والسودان والصومال وافغانستان وينتشر بينهم الفقر والامية والتخلف والنقاب وتنتشر الازبال والحيوانات السائبة في شوارعهم وتعم الامية بين نسائهم ؟
هذه هي مخلفات الحضارة الإسلامية ؟
فاقد الشئ لا يعطيه .