إخراس اليمين المتطرف ومُروّجي الإسلام السياسي لضمان حقنا في المواطنة في أوروبا - مقالات
أحدث المقالات

إخراس اليمين المتطرف ومُروّجي الإسلام السياسي لضمان حقنا في المواطنة في أوروبا

إخراس اليمين المتطرف ومُروّجي الإسلام السياسي لضمان حقنا في المواطنة في أوروبا

أحلام أكرم:

 

مقالتي هذه ليست دفاعا عن تصاعد اليمين المتطرف وخطره على المواطنين المسلمين.. وليست تأييدا لتصاعد الإسلام السياسي في أوروبا حاملآ ومؤمنا بأجندته الخفية بأسلمة المجتمعات الغربية.. ولكنها رسالة لمسلمي أوروبا بمسؤوليتنا عن الأمن للجميع وبكيفية إخراس كلاهما.. وللحكومات الأوروبية بأننا مواطنون ملتزمون بالقيم الغربية وإعلاء القيم الإنسانية التي تربط بيننا كبشر في هذا العالم نتشارك الآمال والأمان والمستقبل كأحد أهم القيم في عبادتنا للخالق الواحد...

سيدي القارىء

عمق الإحساس بأننا ضحية.. وترسيخ نظرية المؤامرة في الذهنية العربية.. أعمانا عن الموضوعية في بحث وتحليل الكثير من الأمور التي تمس حياتنا في الغربة.

ذهلت حين قرأت لأحد أشهر الصحفيين العرب.. وفي مقالة أخرى في الـ "بي بي سي" العربية في سبتمبر تحليلهما المتصل بإقدام مواطن فرنسي بإطلاق النار على مجموعة من الأكراد بالقُرب من المركز الثقافي الكردي في باريس، ممّا أدّى إلى مقتل رجلين وإمرأة وإصابة ثلاثة آخرين أحدهم في حالةٍ خطيرة.. متخذين من ذلك إثبات آخر لتصاعد اليمين المتطرف والخوف على المسلمين من عواقب وصول اليمين المتطرف.. غاضاضين الطرف أن هذا اليمين يهدد القيم الأساسية التي ساهمت في نجاح الغرب الحضاري والعلمي.. وكما أكد البابا فرانسيس أنه يهدد القيم الإنسانية المستوحاة من المسيحية.. والأهم من ذلك أن هذه دول مؤسسات وليست دول مزاجات فردية...

تحليلهما لخطورة ما حدث وتداعياته على المسلمين.. لم يُبين الوجه المعاكس لتصاعد اليمين المتطرف. ألا وهو تصاعد الإسلام السياسي في أوروبا والذي يهدد الغرب وكل الدول العربية.. ممثلا بالوجود القوي للإخوان المُتأسلمين. ومُتناسيين عدد وضحايا العمليات الإرهابية التي قام بها مسلمون مواطنون في أوروبا؟؟؟؟؟.. تحليلهما وبث الخوف في نفوس أغلبية المسالمين المسلمين.. أعجزهما عن محاولة إيجاد الحلول للأزمة الإقتصادية التي لا تفرق بين المواطنون الأوروبيون سواء مسلمين أم مسيحيين وغيرهما من الأقليات...

كنت في مستهل عمري حين سمعت المثل من قريبة لي.. "لا جود إلا من موجود"!!!! وبقي المثل عالقا بذهني.. خاصة وأنا أعيش جزء من الأزمة الإقتصادية التي تمر بها أوروربا.. والتي بدأت قبل الحرب الأوكرانية.. وبالتحديد بعد خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي.. ولكن الأزمة الديمقراطية التي تعيشها القارة كلها بما فيها بريطانيا بدأت حتى قبل ذلك.. وزادها طوفان المهاجرون.. أزمة الهجرة لبريطانيا بالتحديد كانت من أول أسباب بريكست.. ومن أهم الأسباب التي دعت كل الحكومات الأوروبية لإعادة النظر في مبادئها الديمقراطية.. كلا الأزمتين الإقتصادية والهجرة المفتوحة ساهمت في تصاعد عامل الخوف.. خاصة في ظل وجود الواقع الحالي من إنعزال المسلمين.. ومحاولاتهم المستمرة في فرض وجودهم برمزيات دينية لا زالت تحت الجدل.. تستفز الشارع الغربي.. إضافة إلى الواقع الذي يؤكد محاولاتهم المستمرة لفرض قوانينهم. وفرض الهوية الإسلامية في ثقافة منفتحة وحريات لا تخضع إلا لقوانين علمانية موضوعة...

جماعات اليمين المتطرف في أوروبا نجحت في أن تصبح جزءا من العملية السياسية.. بعد أن غيّرت خطابها وتخلصت من صورتها التي إرتبطت بالنازيين الجدد. وحرّمت العنصرية في خطابها للناخب وقدّمت نفسها ضمن إطار الهوية.. والديمقراطية.. فضمن إطار الهوية.. إستندت إلى تحدي مسلميها الذي زرعه الإسلام السياسي في موضوع الحجاب.... بما أكد وجود تهديد ثقافي من وجودهم.. وأكدت على ضرورة الحفاظ على الهوية الوطنية المنفتحة والليبرالية والتي أكد رفضها المسلمون في إنعزالهم وإستعلائهم... والتي روّج لها الإخوان كرمز للنقاء آملآ في أسلمة المجتمع...

الإسلامافوبيا ولدت من رحم الإسلام السياسي الذي عمل بأجندة خفية مفادها أسلمة العالم.. وإستعمال حجاب المرأة المسلمة لإثبات العفة كمثل آملآ بالإحتذاء به.. وغفل النظر أنه يتحدى القيم الأصيلة في المجتمعات الغربية التي تحترم حقوق المرأة وحريتها في إختيار الملبس وإختيار الشريك وغيره من الحريات..

"الإسلاموفوبيا"، ولدت من رحم إنعزال المسلمين.. ومن رفض الإندماج خوفا على بناتهم من عدوى الحريات؟ ناسيت ومتناسين أن تمكين المرأة بالتعليم أفضل طريقة لحمايتها الإقتصادية..

سيدي القارىء.. نحن المسلمون المتنورون والذين هربنا من قمع حكوماتنا والمحسوبية فيها. لضمان إحترام كرامتنا ولضمان لقمة عيش والأهم ضمان مستقبل آمن وزاهر لأولادنا علينا مسؤولية إخراس كلا الطرفين.. التغيير المظهري البسيط.. الإنخراط المجتمعي مع من حولنا والحرص على أمان هذا المجتمع الذي إحتضننا.. كلها أشياء بسيطة لمساعدة الحكومات في قمع وإخراس كلا الطرفان..

لقد دخلت أحزاب اليمين المتطرف في الحكومة النمساوية وفنلندا وإستونيا وإيطاليا. ومن المحتمل أن تتبعها إسبانيا التي تتجه نحو صناديق الإقتراع هذا العام 2023.. معظمها غيّر خطابه السياسي وإن كان موضوع الهجرة المفتوحة لا زال أحد أهم بنود اجندتهم للفوز تغديه الظروف الإقتصادية التعيسة التي تمر بها.. وكما قلت سابقا "لا جود إلا من موجود".. ولكن هذه الدول حاربت العنصرية في السابق ولن تتخلى مؤسساتها السياسية عن حقوق الإنسان.. الأمر الذي أجبر هذه الأحزاب على تبني شعارات تتناغم مع المبادىء الأساسية.. الله، الوطن، العائلة،.. فلماذا نُصّر على الإختلاف.. هل نختلف في أن الله واحد.. ألم نتخذ هذه الدول أوطانا لأننا حُرمنا من مبدأ المواطنة في أوطاننا.. هل يختلف إرتباطنا مع عائلاتنا عن ترابط الآخر؟؟؟؟

أسئلة أطرحها على القارىء العربي... وأتمنى التعقل في التعليقات لآن الهدف واحد.. السلام والتعايش والحريات.... المبادىء التي ضربت فيها السعودية المثل الأصح محليا وعالميا..

إيلاف

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث

اتصل بنا

*
*
*