فيدس :
أعلنت الكنيسة الكاثوليكيّة في الجزائر، و"بكلّ أسف"، عن إغلاق جميع الأنشطة والأعمال الخيريّة التي تقوم بها جمعية كاريتاس الجزائر اعتبارًا من 1 تشرين الاوّل 2022. وقد تمّ الإعلان عن الإغلاق "الكامل والنهائي" في بيان صادر عن مكتب رئيس أساقفة الجزائر المطران جان بول فيسكو، كما ورئيس أساقفة الجزائر السابق المطران بول ديفارج.
في البيان الصحفي المكتوب بنبرة جافة وخالية من الاتهامات، يشير إلى أن الإجراء الجذري قد تم اتخاذه استجابة لطلب السلطات العامة الجزائرية. وجاء في النص "بطبيعة الحال، تظل الكنيسة الكاثوليكية أمينة لرسالتها في خدمة الأخوة"، في اتحاد "مع ذوي النيات الحسنة".
واقتبس البيان الكلمات الافتتاحية لوثيقة الأخوّة الإنسانيّة الموقعة من قبل البابا فرنسيس وإمام الأزهر أحمد الطيب: "يحمل الإيمان المؤمنَ على أن يَرَى في الآخَر أخًا له، عليه أن يُؤازرَه ويُحبَّه. وانطلاقًا من الإيمان بالله الذي خَلَقَ الناسَ جميعًا وخَلَقَ الكونَ والخلائقَ وساوَى بينَهم برحمتِه، فإنَّ المؤمنَ مَدعُوٌّ للتعبيرِ عن هذه الأُخوَّةِ الإنسانيَّةِ بالاعتناءِ بالخَلِيقةِ وبالكَوْنِ كُلِّه، وبتقديمِ العَوْنِ لكُلِّ إنسانٍ، لا سيَّما الضُّعفاءِ منهم والأشخاصِ الأكثرِ حاجَةً وعَوَزًا". وجاء في ختام البيان: "تحرص الكنيسة الكاثوليكية على شكر كل من ساهم على مرّ السنين، وبطرق مختلفة في خدمة الفئات الأكثر ضعفًا والشعب الجزائري".
وتمّ إصدار الأمر بإغلاق كاريتاس الجزائر من قبل السلطات دون تقديم أسباب رسميّة ومفصلة لهذا الإجراء إلى أساقفة الكنيسة الكاثوليكية الجزائرية. افترضت المصادر المحلية، التي اتصلت بها وكالة فيدس، أن كاريتاس أصبحت موضوع الإجراءات التقييدية لأنها تعتبر منظمة غير حكومية أجنبية. تضمنت جميع الاتصالات الواردة من وزارة الداخلية إشارات عامة إلى حقيقة أن الكنيسة الكاثوليكية كانت "تتستر" على منظمة غير مصرح بها، متورطة في أنشطة "غير قانونيّة"، دون تحديد إشارات محددة إلى أي مواد قانونية منتهكة.
يميل ممثلو المجتمع الكاثوليكي المحلي إلى استبعاد أن الإجراءات التي فرضتها السلطات الجزائرية تغذيها مشاعر العداء للكنيسة الكاثوليكية ووجودها الناشط في البلاد. وبدلاً من ذلك، يبدو أن القصة مرتبطة بالسياسة العامة للقيود المطبقة في الآونة الأخيرة تجاه المنظمات غير الحكومية الأجنبية. لم تأخذ السلطات الجزائرية في الاعتبار حتى الآن جميع الأسباب الموضوعيّة التي تشهد على الطبيعة الفريدة لمؤسسة كاريتاس كذراع خيري للكنيسة الكاثوليكية، وهي طبيعة تميزها بشكل جوهري و"قانوني" من المنظمات غير الحكومية، بما في ذلك تلك العاملة في مجالات الاعانات والمساعدات الإنسانية.
وتعمل مبادرات كاريتاس الجزائر لصالح الفئات الأكثر ضعفًا من الشعب الذين يعتنق 97 في المائة منهم الإسلام. كما تعاملت الجمعية الخيريّة مع ظاهرة المهاجرين، فساعدت في ضوء النهار، وخاصة المرضى والقصر، بمبادرات إنسانيّة، دون أن تتبنّى أو تدعم حركات سياسيّة.