عائلات بأكملها.. كارثة كنيسة "أبو سيفين" كما رآها أقارب الضحايا - مقالات
أحدث المقالات

عائلات بأكملها.. كارثة كنيسة "أبو سيفين" كما رآها أقارب الضحايا

عائلات بأكملها.. كارثة كنيسة "أبو سيفين" كما رآها أقارب الضحايا

وليد إسماعيل - القاهرة:

 

 

"فقدت 6 من عائلتي في دقائق معدودة، أمي وشقيقتي وأبناء أختي الثلاثة توفوا مختنقين في الحادث، لا أعرف كيف يمكن أن ينتهي الحزن الذي نشعر به فلم نفق بعد من الصدمة".

هكذا تحدث مينا عاطف لموقع "الحرة" عن الكارثة التي حلت بعائلته إثر الحريق الذي نشب في كنيسة أبي سيفين في القاهرة، الأحد.

كان مينا في عمله بينما كانت أسرته كلها في الكنيسة، فهم معتادون على الذهاب كل يوم أحد لأداء الصلاة، سلم عليهم مبكرا وغادروا معا إلى الكنيسة، ولم يكن يعرف أنها المرة الأخيرة التي سيراهم فيها.

يقول مينا "ما أن علمت بنشوب الحريق في الكنيسة حتى انتابني شعور بالخطر فتوجهت إليها مسرعا، وطول الطريق كنت أحاول معرفة الأخبار، حتى وصلت إلى الكنيسة ومنها إلى المستشفى لأصدم بوفاة أمي وشقيقتي والأطفال، الثلاثة تباعا فلم أعرف ماذا يمكنني أن أفعل".

ماجدة حبيب، وإيريني عاطف وميرنا عاطف، والأطفال مريم وبارسينا وإبرام أبناء إيريني، هم أفراد أسرة مينا الذين توفوا من جراء الدخان الذي حاصرهم في الكنيسة أثناء الحريق، وحسب مينا فقد" توفوا داخل الكنيسة قبل أن يتم نقلهم للمستشفى مع باقي الضحايا.

وتابع: "نتلقى العزاء ولا يمكنني إلا أن أحمد الله في كل الأحوال وأدعوه أن يكتب لي ميتة طية، وأنا أصلي كما ماتت أمي وإخوتي وأبناء أختي".

مأساة عائلة مينا ليست الوحيدة بين ضحايا حادث الكنيسة، فقوائم الضحايا تضم مجموعات من المتوفين من عائلات واحدة بينهم أطفال صغار لم يكملوا العاشرة من أعمارهم، فعائلة أمين فقدت أطفالها مهرائيل ويوسف وفلوباتير ،وهم ثلاثة توائم توفوا مختنقين، وعائلة إدوارد فقدت أطفالها نادي وجومانة وماري.

وعلى بعد كليومترات قليلة من الكنيسة التي شهدت الحريق، يرقد محمد يحي أول من دخل الكنيسة عندما اندلعت فيها النيران مصابا باختناق وكسر في الساق وكدمات في أنحاء متفرقة من جسده.

وفي حديث مع موقع "الحرة" قال محمد "كنت في شرفة منزلي ورأيت ألسنة اللهب والدخان يخرج من نوافذ الكنيسة، فنزلت مسرعا وحاولت الدخول لكن الباب الحديدي كان مغلقا.. ساعتها تجمع بعض الجيران ليتمكنوا من فتح الباب ووجدت سلما بالقرب مني فاستخدمته للقفز والدخول لكن دخانا كثيفا أعاق رؤيتي حين صعدت عبر السلم المؤدي للأدوار العلوية، وحاولت التغلب عليه بالقماش المبلل على وجهي وساعتها سمعت صوتا ينادي علي لإنقاذه، ووجدته رجلا مسنا يمسك بي لأخرجه من الدخان فحملته حتى خارج الكنيسة وتركته حتى يوصله غيري للمستشفى وعدت إلى داخل المبنى".

يصف محمد الوضع بالطابقين الثالث والرابع بالمرعب، وكان مشهد الأطفال والعجائز المختنقين مفزعا، خاصة في ظل عدم وضوح الرؤية، لكنه ورفاقه كانوا يتحسسون الرؤوس ليمسكوا بهم لإخراجهم خارج المبنى.

أنقذ محمد 5 أطفال، استطاع إخراجهم من الدخان واحدا تلو الآخر قبل أن يشاهد جورج، الذي كان يعرفه، أسفل أحد التكييفات في الطابق الرابع فجرى ناحيته لإنقاذه، لكنه حين حمله سقط به بسبب الوزن على السلم فأصيبا معا وأنقذهم الأهالي ونقلوهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.

المشهد بعد الفاجعة

وفي كنيسة أبي سيفين بدا المشهد قاتما بعد ساعات من رحيل 41 من أبنائها الذين توفوا في الحادث غير أن بعض أعمال الترميم بدأت كما يقول القمص داوود راعي كنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل القريبة من كنيسة أبي سيفين.

وقال داوود لموقع "الحرة" إن الكنيسة سيتم ترميمها سريعا حتى تعود لاستقبال المصلين وتبدأ الإجراءات بعد الانتهاء من مراسم العزاء، الذي يقام اليوم الاثنين في إحدى مطرانيات الجيزة.

وعلى صعيد آخر، ما زالت النيابة المصرية تجري تحقيقاتها في الحادث وأسبابه للوصول إلى كيفية اشتعال النيران التي أدت لاختناق الضحايا ووفاتهم.

وقال مصدر قضائي إنه" بعد مناظرة جثامين الضحايا من قبل فريق المحققين فإن الدلائل تشير إلى أن جميع الضحايا توفوا بسبب الاختناق الناتج عن اشتعال النيران، وليس هناك أي دلائل تشير إلى غير ذلك.

كما أن المحققين استمعوا لعدد من المصابين والشهود الذين نقلوا للمستشفيات وانتدبت خبراء فنيين لموافاتها بتقارير حول سبب اشتعال النيران في مبنى الكنيسة".

الحرة

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث