إلى متى يظل الإسلام آلة تدمير؟؟ - مقالات
أحدث المقالات

إلى متى يظل الإسلام آلة تدمير؟؟

إلى متى يظل الإسلام آلة تدمير؟؟

ياسين المصري:

 

إستعمل المسيحيون ديانتهم في بدايتها وحتى القرون الوسطى كآلة تدمير سياسي واجتماعي على أساس أنها ديانة تبشيرية على عكس اليهودية . وبعد عشرات القرون أدركوا أنها آله لا تجدي في شيء ، وأنها بدلا من هداية الناس تدفعهم إلى الإجرام ، فكان عصر النهضة الذي أدخل الديانة بكاملها إلى الكنيسة وفصلها عن السياسة كلية، فأصبحت تدعو إلى المحبة والتسامح.

بينما نجد الديانة الأسلاموية المحمدية المعروفة بـ"الإسلام" وهي ديانة دعوية (تبشيرية) ، مستعصية على الإصلاح لتمترسها خلف نصوص صلبة ومقدسة ، ويقوم على حراستها مجموعات كبيرة من المرتزقة وقطاع الطرق والمجرمين القتلة الذين يستعملونها آلة للقهر النفسي والتدمير الحضاري والثقافي والاجتماعي على كافة المستويات منذ نشأتها قبل ما يقرب من 1500 عام وحتي يومنا هذا !!

فقط، يمكن للإنسان المتأسلم السوي عقليا ونفسيا والذي لا ناقة له ولاجمل في استغلال الدين ، أن يتجنب استعمال هذه الآلة الساحقة الماحقة في حياته ، بأن يختار منها الجانب الإنساني الهزيل، بالرغم من أنه منسوخ شرعا ومن ثم يعيش به وعليه ليلقى وجه ربه راضيا مرضيا. ولكن الأمر برمته ليس بهذه السهولة ، إذ يظل المتأسلم دائماً يتأرجح على الحافة . وكثيراً وليس غالباً ما يمرض عقله وتعتل نفسيته ويصاب بالخلل الأخلاقي و والفصام السلوكي ، فينجرف تلقائيا نحو الجانب الأساسي في هذه الديانة، وهو الجانب التدميري منها.
ما الذي جعل هذه الديانة إذن آلة تدمير شامل ودائم للإنسانية ؟؟!!
ولماذا تمكنت أن تبقى كل هذه الفترة الطويلة من الزمن؟؟!!

بدأت الأبحاث العلمية الموضوعية الرصينة في العديد من جامعات العالم المتحضر تكشف تدريجيا حقائق الديانة الإسلاموية ، وتوصلت حتى الآن وبناء على وثائق تاريخية ومسكوكات وآثار أركيولوجية إلى أن:

1- القرآن تمت كتابته بأيدي أكثر من ثلاثين شخصا من الفرس - غير العربان -. واستغرقت أكثر من قرنين بعد موت النبي. وأن تقسيمه إلى مرحلتين: مكيّة ويثربية (يثرب هي المدينة حاليا) لا أهمية له ولم يكن سوى خدعة أبتدعها الكَتَبة الفرس لإحداث الخلل الأخلاقي والفصام السلوكي في شخصية من يعتنق هذه الديانة.

-2 إسم "محمّد" لم يظهر في النصوص الإسلاميّة بما فيها القرآن إلا في مرحلة متأخرة. فأول إشارة لإسمه نجدها على قطعة نقد معدنيّة جرى نقشها عام 685 في مدينة "بيشابور" الفارسيّة، أي بعد ستين سنة من وفاته. ثم بدأت الإشارة لإسمه تظهر فجأة على قطع نقديّة أخرى تعود إلى عهد الخليفة الأموي عبد الملك، وعلى منقوشات حجريّة، وكذلك على ورق البردى.

وكان الإسم موجودا في النصوص الدينية المسيحية كـ "وصف" للمسيح إلى جانب أوصاف أخرى مثل مقدّس وممجّد ومعظّم. ولم يكن يشير بأي حال من الأحوال إلى نبي جديد يمكن أن يكون مؤسسا لديانة مختلفة عن الهرطقة النصرانية التي كانت شائعة في ذلك الوقت، وكان الأمويون والعربان بوجه عام يعتنقونها.

3- تعبير "الإسلام" نفسه لم يُشَر إليه على أنه إسم لديانة جديدة إلا في نفس الفترة عندما بدأ العربان يعادون النصرانية ويحاولون الانفصال عنها والتنصل منها. ولم تظهر الإشارة الأولى لعبارة "المسلم" أي "الخاضع" إلا في عام 691، عندما نقشت على "قبّة الصخرة". ثم ظهرت على قطعة نقدية معدنية عام 768، وعلى ورق البردى عام 775 في حوليّة تاريخيّة سريانيّة. ومن الواضح أنّها لم تكن تعني أتباع الديانة الجديدة، التي لم ذتكن معروفة في ذلك الوقت إطلاقا.

يتضح مما سبق، أَنَّه لم يعلن "محمد" كنبيّ مؤسس للأسلمة إلا بعد مرور ستين سنة على وفاته. وأن تعبير "الإسلام" لم يكن موجودا قبل هذه الفترة ، وأنّ محمّدا نفسه لم يكن "مسلما"، لأن هذه الكلمة لم تكن موجودة في أيام حياته ، وقد أضيفت كلمتي "إسلام" و"مسلم" بعد هذه الفترة إلى النصوص التراثية والقرآن من قبل أحد الكتاب. (أنظر التفاصيل في مقال الأستاذ موريس صليبا المنشور في موقع الحوار المتمدين بتاريخ 13/8/2014 تحت عنوان "القرآن في مشرحة - اللوغاريتم" وهو عرض لكتاب جديد نشر حديثا في فرنسا بعنوان : "القرآن كما يفسّره نظام الشّفرة" بقلم المهندس "جان - جاك فالتر".
الحقيقة إذن ، هي أن هذه الديانة مفبركة ، فقد قام بإعدادها ورعايتها رهط من الأفاقين والمرتزقة وقطاع الطرق ، لذلك لا يمكن لأي إنسان عاقل على وجه الأرض أن يعتنقها عن قناعته الشخصية الحرة ، وما لم يسلط السيف على رقبته!!

وقد بدأت تتشكل الديانة تدريجيا مع بداية انفصال الأمويين العربان عن الهرطقة النصرانية في أواخر عصرهم ، ولم يكن أحد حينذاك يعرف عن نبيها أو عن حياته أي شيء ، وتذهب بعض الأبحاث إلى أنه شخصية وهمية ليس لها وجود تاريخي ، بمعني أنها - أيضا - شخصية مفبركة.
دامت عملية الفبركة 227 عاما واكتملت في العصر العباسي الثاني الذي بدأ في عام 232ع / 847م، إذ قامت مجموعة من أخبث وأحط البشر على الإطلاق بتوليف كتاب مقدس أطلقوا عليه إسم "القرآن" ونعتوه بصفة "الكريم" ، وحرصوا في توليفه أن يكون كريما بالفعل بحيث يمد كل البشر بما في أنفسهم من خير أو من شر ، تبعا لأهوائهم ورغباتهم ونوازعهم، مع الحرص على أن ينسخ الشرُّ الخيرٓ-;- ويلغيه، بمعنى أن تكون هذه الديانة في مضمونها ونهجها واتجاهها النهائي ديانة كراهية وقتل وسلب ونهب واغتصاب وإذلال للمرأة واحتقار للنفس البشري بكاملها!! الأمر الذي تلتزم به تماما كافة الجماعات الإجرامية على مر التاريخ ، بداية بـ"الخوارج" وليس انتهاءً بـ "داعش" !!

وعندما بدأت مجموعة الملفقين هذه بجمع الأحاديث النبوية المزعومة بعد ما يقرب من مئتي عام من وفاة النبي لم يجدوا في متناولهم سوى شذرات متناثرة هنا وهناك مما يسمى بـ "القرآن" وسيرة مفبركة لنبي الأسلمة كتبها ابن هشام المتوفي عام 768م 101ع ، وزعم فيها أنه اعتمد على سيرة مفقودة لشخص يدعى ابن إسحق المتوفي أيضاً عام 768م ، ولا ندري إن كان ذلك حقيقة أو وهم. و "كتاب المغازي" للواقدي المتوفى عام 822م ،207ع الذي ذكر فيه معارك وغزوات هذا النبي وأطلق عليها إسم "فتوحات" . وقد اشتهر الواقدي هذا بالوضع وأتهم بالكذب والنفاق . بطبيعة الحال تبعهم مؤرخون آخرون مثل ابن سعد المتوفى 845م ، 221ع ليكتب طبقاته، واليعقوبي المتوفي 872م ، 259ع وكان يعمل أمين سر في بلاط العباسيين ، وقد لاحظ المؤرخون أنه تغلب عليه النزعة المعادية للأمويين والموالية للعباسيين ، كما تميزت رواياته بالإفراط في التملق والنفاق والمبالغة في اختلاق الأحداث . ولكنهم اعتمدوا جميعا على سيرة ابن هشام ونقلوا عن بعضهم البعض ولم يضيفوا إليها أي جديد.

وفي غضون جيل واحد (أقل من 50 عاما) قامت مجموعة الملفقين الفرس بجمع ما يزيد عن 600.000 حديث من أحاديث النبي الرائجة على أفواه الناس في الأسواق، وتم اختيار 9000 حديث منها تبعا لما يتفق مع أهوائهم بدعوى صحة إسنادها (أنظر: كتاب تدوين السنة لإبراهيم فوزي ط2 ، ص77 دار رياض الريس للكتب والنشر لندن 1995) ، وأطلقوا عليها "كتب الصحاح" حتى لا يتطرق إليها الشك ، وتحظى بتقديس يتماهي مع القرآن مالم يتفوق عليه بكثير!! ، هي:

البخاري (توفي 870م ، 256ع)
مسلم (توفي 875م ، 262ع)
ابن ماجه (توفى 886م ، 273ع)
ابن داوود (توفى 888م ، 275ع)
التلمذي (توفى 892م ، 279ع)
النسائي (توفي 915م ، 303ع)

ويجب التأكيد مرة أخرى على أن أفراد هذه المجموعة جميعهم من الفرس الموالين للعباسيين العربان ، وأنهم عاشوا جميعا خلال جيل واحد فقط .

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن العربان وحدهم من بين شعوب العالم قاطبة الذين يطلقون صفات "مقدسة" على الأشخاص والكتب التراثية والمدن والمباني الدينية إبتداء برسولهم "الكريم" والخلفاء "الراشدين" ومكة "المكرمة" والمدينة "المنورة" .... وكتب "الصحاح" و ..... إلخ. وجميعها صفات خادعة ومضللة ولا قيمة لها سوى أنها تهدف إلى بناء ترسانات ثقافية محصَّنة حول أولئك الأشخاص والأشياء لحمايتها من النقد أو البحث العلمي الموضوعي !!

أصبحت كتب "الصحاح" إلى جانب قرآن المتأسلمين هي بالفعل كتب الضلال الحقيقي ، إذ تهدف إلى نزع الناس من أي نور وإدخالهم في ظلمات لا نهاية لها. لقد وضعها مجموعة من أخبث البشر ليكون معتنقي هذه الديانة في صراع دائم وشديد مع النفس ومع الآخرين. هذا الصراع كثيرا ما يتحول بالضرورة إلى صراع دموي رهيب .

صحيح ، يمكن إخفاء الحقيقة عن الناس والدفاع عن تجهيلهم وتضليلهم لبعض الوقت ، ولكن لا يمكن إخفاء ذلك طوال الوقت ، فقد انكشف المستور ووضح المسكوت عنه في هذه الديانة الخبيثة !!

ومن ناحية أخرى تفيدنا الكتب التراثية المفبركة أن الفكرة الإسلاموية انتابتها الشكوك ودارت حولها الشبهات منذ بدايتها ، وانبرى "الفقهاء" والعملاء على مر العصور ، في محاولات يائسة ومستميته - بل مميته - للدفاع عنها و"درء الشبهات" الدائرة حولها منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا ، ولكن بأساليب خادعة وملتوية لم تعد تخفي على أقل الناس ذكاء . وكلما انكشف خداعهم والتواؤهم ، كلما ازدادت شراستهم ، وأمعنوا في إرهابهم ، خاصة وأنهم يقتاتون من وراءها ، فهي مهنة من لا مهنة له!!.

كما أن حكام الدول المتأسلمة شرقا وغربا يدركون منذ زمن بعيد - رغم جهلهم المطبق - مدى اهتراء هذه الفكرة الخبيثة، ولكنهم وجدوا في الدفاع عنها وفي مساندة فقهائها وعملائها والمرتزقين ومن ورائها وسيلة ناجعة وفعالة دائماً للمحافظة على سلطتهم ونفوذهم ومصالحهم في المقام الأول والوحيد ، ولكنهم اليوم وقعوا في حالة من الحيص والبيص، فهم من ناحية مازالوا يجدون فائدة كبيرة وضرورية لهم في دعمهم لهذه الفكرة ، ومن ناحية أخري يجدونها تتكشف، ومن ثم تتهاوى تدريجيا، وليس في مقدورهم سوي استعمال العنف في محاولة فاشلة لإيقاف تداعيها وانهيارها في نفوس معتنقيها.

وقد أدرك بعض مشايخ الأزهر المستنيرين مدى اهتراء النصوص الدينية الإسلاموية بما فيها القرآن . فنجد - مثلا - فضيلة الـشيخ عبد المعز عبـد الستار ، وقد قدم في خطابه أمام مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية الـذي عـقده الأزهر تحت عنوان " هذا هو الإسلام " في الفترة من 16 ـ 18 إبريل عام 2002م اقـتـراحـا بأن تحاكم نـصوص الكـتـب الإسلامية المقـدسة ـ بما فيها القرآن ـ فيما تضمنته من أحكام وتوجهات للمؤمنين بها، في موضوعات معينة تطرح الآن على الساحة العالمية، ومنها العـنـف والإرهاب، والاستبـداد الـسياسـي، وحقـوق الإنسان، ووضع المرأة، وقيم الحرية والعدل والتسامح، وقبول الآخر، ومعـاملة المخالف فـي العقيدة، وغيرها من الموضوعات. (أنظر جريدة الأهرام الدولي بـتـاريـخ 11/5/2002 - الـعـدد 42159 فـي باب صندوق الدنيا الذي يحرره الأستاذ أحمد بهجت تحت عنوان "اقتراح وجيه"

وتمر السنوات متوالية وصمت القبور ما زال مطبقا على الجميع ، الأمر الذي دعا الأستاذ الدكتور مصطفى راشد وهو أحد مشايخ الأزهر إلى أن يعترف أخيرا في مقاله المنشور على موقع الحوار المتمدين بتاريخ 2014 / 8 / 21 بأن أكثر من 60% مِن أحَادَيث البُخَارى وغيره غير صحيحة.

وقال : "أخرج البخاري في كتابه الجامع الصحيح والمشهور اليوم باسم (صحيح البخاري) أحاديث كثيرة عن بعض الرواة الذين ووصفوا بالضعف تارة وبالكذب تارة أخرى وبالتدليس والسرقة أو الرواية بالأجر تارة ثالثة". وقال سيادته : "وذكر أن البعض عدهم بسبعة وخمسين راويا".

وأنهى مقاله قائلا : "لذلك تقدمنا وطالبنا منذ أكثر من عشرين عاماً وما زلنا من المؤسسة التى نتشرف بالإنتماء لها الأزهر الشريف أكبر مؤسسة إسلامية فى العالم ، أن تبدأ فى تنقية هذا الكتاب وغيرة من كتب التراث حسبة لله تعالى ، لتطهيرهم مما علق بهم من أكاذيب أو تدليس بقصد أو دون قصد ، لأن هذا الجمع عمل بشرى وهو غير مقدس -- ، دون مجيب -- لكن فى ظل وجود العالم المستنير الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب نُجدد عليه الطلب حسبة لله تعالى" .

وهكذا شهد شاهد من أهلها بأن ثلثي ما جاء في "كتب الصحاح" غير صحيح وملفق ، فما بالنا بالقرآن ذاته؟؟!؟.

* أود أن أنوه إلى أن المزيد في هذا الموضوع في كتابي "الخديعة الكبري ، العرب بين الحقيقة والوهم" المنشور في مكتبة الحوار المتمدن كما يمكن تنزيله مباشرة من الرابط التالي:
http://www.4shared.com/office/n1NOibXkce/______1_.htmll

الحوار المتمدن

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث