علي البغلي:
أصابنا الذهول والصدمة والفرح عند تلقينا خبر تبرع شخص كريم فرنسي الجنسية مسيحي الديانة، بأعضاء كريمته ذات الأربع سنوات لأربعة أطفال كويتيين كادوا أن يفارقوا الحياة، لولا ذلك التبرع الكريم بالكلى والقلب من تلك الطفلة الفرنسية وبطلب من والدها الفرنسي.
وهذه الرسالة نوجهها لأعداء الانسانية بين ظهرانينا، الذين سنوا لنا قوانين ما أنزل الله بها من سلطان، وعلى رأسها قانون عدم تجنيس غير المسلم! ونقول لهم ان مثوى ذلك الانسان المسيحي وابنته وأمها سيكون الجنة بإذن الله. أما أنتم فسنراكم في نيران جهنم مع أقرانكم من بوكوحرام وطالبان وداعش، الذين تقطر أيديهم من دماء الأبرياء لمجرد عدم انتمائهم لأفكار أولئك المتطرفين الدموية، التي ألبسوها ثوب الاسلام، والإسلام منها ومنهم براء الى يوم الدين وبإذن واحد أحد. رحم الله ذلك الملاك الفرنسي المسيحي الصغير، وجازى الله والديه بما يستحقان لرفع لواء الانسانية وإحسان الانسان لأخيه الانسان لتعمير الأرض، لأن هذا ما خلقنا سبحانه وتعالى لأجله.
الإنسانية التي طالما تشدقنا بها ديست منذ أيام عند باب مستشفى الفروانية، حيث طرد أحد كبار السن الآسيويين بعد تعافيه من فيروس كورونا، وتُرك أمام باب المستشفى على كرسي متحرك في تمام الساعة الثانية ظهراً، وظل في مكانه لا يجد من يتسلمه لأن كفيله رفض تسلمه، الى أن ارتفعت حرارته بشده ومات مكانه بعد 4 ساعات. وقد نشرت صحيفة السياسة مشكورة يوم الأحد 4 يوليو الجاري صورته، التي تقطع نياط أي قلب لديه ذرة من الانسانية، وعلقت عليها بصدر صفحتها الأولى بالقول: «أين الإنسانية؟»، ورأينا المسن الآسيوي بالملابس الكويتية، ووجهه راكع بين فخذيه، ورجلاه حافيتان على الكرسي المتحرك، كل ذلك يتم وسط صمت مطبق من وزارة الصحة، التي أصمت آذاننا في الأشهر الأخيرة بقراراتها غير المدروسة والتي تقطر بالمنع، والمنع فقط من كل شيء. فهي منعتنا من الخروج من منازلنا، ثم منعتنا من فتح مكاتبنا ومصالحنا التجارية، ومنعتنا من التهنئة بالعيد والمواساة بالوفاة، ومنعتنا من السفر الذي تعودنا عليه منذ نعومة أظفارنا في هذا الوقت من السنة، وقائمة منع طويلة لم تبرع وزارة صحتنا مؤخراً إلا بها، وهي قائمة لم تقم بها أي هيئة أو وزارة صحة في العالم أجمع!
أحد المواطنين نشر «فيديو» على حسابه في «تويتر» يظهر المسن وقد فارق الحياة على كرسيه وأرفقه بتغريده قال فيها: «إن المسن منع من دخول المستشفى، وظل ساعات طوال في الجو الحار الى أن فارق الحياة، والغريب أن أحداً من المارة لم يستغرب ولم يقدم المساعدة، وهذه علامة دمار المجتمع». وهذا ما قصدته بعنوان المقال، فيا لها من انسانية فرنسية مسيحية مشرفة، ويا لها من إنسانية كويتية مخجلة!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
القبس الكويتية