حقوق الانسان على الطريقة العثمانية - مقالات
أحدث المقالات

حقوق الانسان على الطريقة العثمانية

حقوق الانسان على الطريقة العثمانية

سربست بامرني:

 

الذي يسمع تصريحات السيد وزير خارجية تركيا مولود جاويش اوغلو حول حقوق الانسان في ظل النظام الحالي والتي يقول فيها: (ان تركيا لم تتجاوز على حقوق الانسان ولن تتسامح مع اي انتهاكات لهذه الحقوق) قد يتبادر الى ذهنه ان تركيا الحالية هي جنة الديموقراطية والحقوق الانسانية فالسيد الوزير يتجاهل عن عمد وسبق اصرار وفي تغطية فاشلة لما يجري في بلاده والجرائم المنكرة التي ترتكبها قواته ضد المدنيين الابرياء في كوردستان الغربية ويتحدث وكأنما العالم الخارجي لايرى ولا يسمع في استخفاف مثير للشفقة ان لم يكن للتقزز بالرأي العام العالمي الذي يقف موحدا ضد الاطماع العنصرية لتركيا وحربها المجنونة ضد الشعب الكوردستاني.

داخليا: طرد النظام وقطع رزق قرابة (120) الف موظف عمومي بذرائع واهية لا سند قانوني لها وبلغ عدد المعتقلين احتياطيا اكثر من (50) الف مواطن وسجن (112) صحفيا واعلاميا في عام 2018 فقط، وقام باغلاق العشرات من المؤسسات الاعلامية وحتى التعليمية، ناهيك عن وضع (12) نائبا كورديا منتخبا رهن الاعتقال الاحتياطي وغير رؤساء (94) بلدية منتخبين باخرين تابعين للنظام اضافة الى حربه المستمرة ضد شعب كوردستان الشمالية منذ عقود.

خارجيا: ابتداء من تدخله غير المقبول والمرفوض في ليبيا ومصر وعدد من الدول الافريقية لدعم الاجنحة المرتبطة به ومحاولة الاستيلاء على السلطة فيها ومعادات اغلب الدول العربية .....الخ وانتهاء باجتياح سوريا ودعم العناصر المتطرفة واحتلال عفرين والجرائم التي قام بها هناك وصولا الى حربه العنصرية الحالية ضد شعب كوردستان الغربية واستعمال الاسلحة المحرمة دوليا وقتل الاسرى والتمثيل بالجثث وتهجير قرابة (300) الف انسان في محاولة لتغيير الواقع القومي ( وصل 7 الاف منهم الى اقليم كوردستان)، كل هذا واكثر والسيد الوزير يتبجح بتمسك بلاده بحقوق الانسان مع ان العالم المتحضر والمنظمات الدولية المختصة والعديد من دول العالم شجبت واستنكرت تمادي النظام التركي في عدم احترام حقوق الانسان والاستهانة بها وسجلها السئ في هذا المجال.

تصريحات السيد الوزير ليست بغريبة فهو يسير على خطى سيده الرئيس التركي اردوغان الذي صرح قبل ايام بان هذه المنطقة( يقصد كوردستان الغربية) لا تصلح لعيش الكورد!!!! مع انهم اصحاب الارض وسكانها لاكثر من ثلاثة الف عام ( الذين ذكرهم المؤرخ اليوناني زينفون في حوالي 400 قبل الميلاد) ومعهم جيرانهم الارمن الذين تم ابادتهم في مجزرة رهيبة لا يزال العالم المتحضر يذكرها كلطخة عار في وجه منفذيها، وجيرانهم اليونانيين الذين تم التخلص منهم والاستيلاء على ارضهم، هذا بالاضافة ( ومع كل الاحترام للشعب التركي) فان الوجود التركي لا يصل الى (600) عام حيث وصلت اولى القبائل السلجوقية التركية للمنطقة، فلمن تصلح هذه الارض يا سيادة الرئيس، لاصحابها الحقيقين ام الدخلاء المحتلين؟

السياسة العنصرية الغارقة في اوهام العظمة والغرور لم ولن تفلح في تغيير الحقائق على الارض ولن تقنع احد بان تركيا تحترم حقوق الانسان وعليهم فيما اذا كانوا حقا متمسكين بمزاعمهم حول الاسلام ( على الاقل) ان يتذكروا قوله تعالى ( انا خلقناكم من ذكر وانثى شعوبا ووقبائل لتتعارفوا) ولم يقل لتتقاتلوا.

إيلاف

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث

اتصل بنا

*
*
*