القاهرة- عربي21- حسن محمود
في وقت ثار فيه الجدل حول إضافة خانة "ديانات أخرى وغير مبين"، في بيانات استمارات التعداد السكاني، لأول مرة، هذا العام بمصر، زعم أحمد الحرقان، أحد أشهر الملحدين المصريين، أن عددهم بمصر، قد تجاوز العشرة ملايين، مطالبا بعمل إحصائية لعددهم، للتأكد من أنهم قد كثروا، في الفترة الأخيرة، وفق قوله.
وكان رئيس الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، اللواء أبو بكر الجندي، قال، في مداخلة هاتفية ببرنامج "بتوقيت مصر"، عبر فضائية "التليفزيون العربي"، إنه تمت إضافة خانة "ديانات أخرى وغير مبين"، في بيانات استمارات التعداد السكاني، التي يجريها الجهاز، خلال العام الحالي، ليكون اختيار المواطن واحدا من خمسة خيارات، هي: "مسلم أو مسيحي أو يهودي أو ديانات أخرى أو غير مبين".
وأرجع ذلك إلى مطالبة لجنة الإحصاء بالأمم المتحدة بأن تكون خانة الديانة اختيارية للمواطن لأن ذلك يمثل حرية العقيدة، وهو ما أثار جدلا ما بين معارض ومؤيد .
وأضاف الجندي أن التعداد السكاني بمصر حتى عام 1986 كان به ثلاث خانات فقط في الديانة هي: "مسلم ومسيحي ويهودي"، وعلى المواطن أن يختار، ولكن بعدها تمت إضافة خانة "ديانات أخرى وغير مبين"، مشددا على أن إجابة المواطن عن سؤال الديانة في التعداد السكاني "إجابة إجبارية".
وعن رفض إضافة تلك الخانة الجديدة في بقية الأوراق الرسمية للدولة، وإضافاتها في بيانات التعداد فقط، أكد أن ذلك مختص بالتعداد السكاني فقط.
والأمر هكذا، طالب أحمد الحرقان، وهو أحد أشهر الملحدين بمصر، في مداخلة هاتفية ببرنامج "صح النوم"، مع الإعلامي محمد الغيطي، عبر فضائية "LTC"، مساء الأحد، بإنشاء خانة للملحدين في بطاقات الهوية الشخصية، مؤكدا أن هذا سيكون دليلا على التطور.
ودعا إلى أن تكون الخانة الجديدة باسم: "غير ذي دين"، قائلا: "ما فيش خانة تمثلني"، داعيا الملحدين لاختيار خانة "غير مبين" في التعداد السكاني.
وأبدى سعادته بما اعتبره "خروجا يحدث لأول مرة في مصر، على الأديان الإبراهيمية الثلاثة"، وفرصة للملحدين أن يقولوا إنهم غير مبينين".
ودافع عن سخريته من الأديان، والقرآن، والإنجيل، قائلا: "ده ضعف في الأديان، وعدم قوة في طرحها"، مستطردا: "لا يليق مع الأديان، وهذه الأفكار البالية، إلا السخرية".
وادعى أن "الإرهاب الديني في كل الأديان تاريخه معروف ودموي". وأردف: "حاليا عندنا هامش من الحرية يسمح لنا بالكلام بطريقة أوضح، وخلاص مش هيكون هناك تحفظ على نقد الدين"، حسبما قال.
معارضون.. ومؤيدون
ويُذكر أن إضافة الخانة الجديدة، التي فرح بها الملحدون، قد أشعلت جدلا واسعا بمصر بين المؤيدين والمعارضين.
ولدى الإعلان عنها، أدلى الحرقان بتصريحات قال فيها: "فرحت جدا بهذه الخانة، وبدأت حملة لتشجيع اللادينيين على أن يختاروا خانة "غير مبين"، وأن ينشطوا في الأيام المقبلة".
وأضاف: "كنا نختار من خانة الديانة ما لا يعبر عن هويتنا، ولديَّ ثلاثة من الأصدقاء شباب تتراوح أعمارهم بين 13 و15 سنة، وعندما ذهب إليهم الباحثون ليملأوا الاستمارات، قام ذووهم بملئها نيابة عنهم، لخوفهم من ذويهم، وهذا الاستبيان سيظهر الحقائق، وستُفاجأون بأن أعددنا تصل لعشرة ملايين"، وفق زعمه.
لكن أمين سر اللجنة الدينية في "مجلس نواب ما بعد الانقلاب"، عمرو حمروش، قال إن خانة "ديانات أخرى" مزايدة ليس لها مجال الآن، مشيرا إلى أن "هذا الأمر سيعطي، فيما بعد، فرصة لجهات خارجية كي تعبث في عقول الشباب، من منظور الحرية، ثم ندخل في دوامة التمويلات الخارجية، التي تدعم دخول ديانات أخرى للبلاد، ثم دوامة الأقليات، وهكذا ستدخل مصر في أمور يجب أن نتلافاها".
وفي المقابل، قال أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، سعد الدين الهلالي: "إيه المشكلة لما أحط خانة "ديانات أخرى"، الكل معترف بأن هناك ديانات أخرى، ومن ينكر ذلك أشخاص ديكتاتوريون"، حسبما قال.
وأردف، في تصريحات صحفية: "إذا كان ربنا قال "لكم دينكم وليّ دين"، وترك للبشر حرية اختيار العقيدة ثم يكون الحساب يوم القيامة، فهل الأزهر أو الكنيسة يعطي أختاما لمن يدخل الجنة، ومن يخرج منها؟، بحسب تساؤله.
واتفق معه في الرأي، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، النائب عاطف مخاليف، إذ قال إن وضع خانة "ديانات أخرى" لا ضرر منه، ومن حق الدولة أن ترصد تغيرات المجتمع".
وأضاف مخاليف: "وجدنا بعد الثورة طائفة البهائيين، وفوجئنا بالأعداد المنتسبة لهم، لكنني أعترض في حالة إضافة هذه الخانة إلى البطاقة الشخصية"، بحسب قوله.
عربى 21