واجه رئيس كتلة الاتحاد المسيحي البرلمانية انتقادات واسعة بسبب تصريح صحفي، في الوقت الذي قال فيه ما هو في الحقيقة بديهي. فأعضاء مسلمون يتحملون منذ مدة المسؤولية داخل الحزب.
عدد الكلمات كان 16 كلمة، والكثير من المحافظين منزعجون. فوكالة الأنباء البروتستانتية سألت رئيس الكتلة النيابية للاتحاد المسيحي، رالف برينكهاوس هل بإمكان مسلم أن يتقدم في عام 2030 للمستشارية. "لمّ لا إذا كان سياسيا جيدا ويمثل قيمنا وتصوراتنا السياسية"، رد برينكهاوس. فهذا السياسي البالغ من العمر 50 عاما والكاثوليكي معروف عنه في الحقيقة أنه محافظ، وهو خلف منذ خمسة أشهر لرئيس الكتلة النيابية فولكر كاودر.
برينكهاوس ذكر فقط ما هو صحيح قانونيا، فالقانون الأساسي لا يذكر معايير خاصة لتولي منصب المستشارية الألمانية. آراء الخبراء تؤكد أنه يمكن انتخاب أيّ شخص مستشارا إذا انتُخب أيضا داخل البرلمان الألماني. ويجب عليه أو عليها أن تكون ألمانية وتبلغ من العمر على الأقل 18 عاما، ولا يمكن تجريدها قانونيا من حق الانتخاب، بل لا يُشترط حتى الانتماء للبرلمان الألماني.
لكن برينكهاوس أثار غضباً على النت ـ ولو بشيء من التأخر. وقد نشرت وكالة الأنباء البروتستانتية المقابلة معه في الـ 27 من شباط/ فبراير المنصرم. ووردت مقتطفات من المقابلة في صحف أخرى. ولكن ابتداء من أربعاء الرماد المنصرم، أي بعد أسبوع من النشر تناولت صحيفة "بيلد" الموضوع وكتبت:" رئيس الكتلة النيابية للاتحاد المسيحي برينكهاوس يمكن له تصور مسلم من الحزب المسيحي الديمقراطي مستشاراً".
جلسة للبوندستاغ الألماني (البرلمان) صورة من الأرشيف
وحصل تجاوب مع هذا الخبر في وسائل التواصل الاجتماعي تجاوز صدى أي خبر آخر في ذلك اليوم. وهذا التجاوب سجلته أيضا مجلة "فوكوس" في موقعها الإلكتروني. ولم تتوقف صحيفة "بيلد" عند هذا الحد، بل تساءلت هل بإمكان الحزب المسيحي الديمقراطي أن يقبل بمستشار يقسم بالله وليس بالإنجيل. وتحرك عشرات السياسيين من الحزب المسيحي الديمقراطي من الحرس الثاني، وتساءل بعضهم لماذا تطرق برينكهاوس في الأصل لهذا الموضوع. لكن بعضهم أطلق تصريحات واضحة مثل وزيرة التعليم في ولاية شليزفيش هولشتاين، كارين برين التي قالت:" بديهي أن يصبح مسيحي ديمقراطي مسلماً كان أو هندوسياً أو ملحداً مستشارا عن الحزب المسيحي الديمقراطي"، لأن الحزب لا يفرض التزامات دينية على العضوية في الحزب، إذ أن
" أساس سياستنا هو الإدراك المسيحي بالإنسان ومسؤوليته أمام الرب".
نجدت سافورال، مسلم ألماني من أصل تركي من الحزب المسيحي الديمقراطي ترشح لانتخابات البلديات بضاحية هاربورغ
وفي دائرة هاربورغر يوجد نجدت سافورال مشاركاً في الاستعدادات لجلسة الاتحاد المحلي للحزب المسيحي الديمقراطي. وسافورال رئيس وسيتم انتخابه مجددا. ورجل الأعمال هذا، البالغ من العمر 66 عاماً، ينتمي للجمعية المحلية ومنذ ولايتين انتخابيتين لدائرة هاربورغر. " أعتبر أن هذا الانزعاج ليس في محله. فهذا يسير مجددا في اتجاه الشعبوية والانفصال"، كما يقول. سافورال مسلم وزوجته كاثوليكية يعيشان في سعادة منذ عقود من الزمن. كما أنه شارك في مؤتمر الإسلام الذي دعا اليه وزير الداخلية هورست زيهوفر في خريف 2018.
وخلال المؤتمر الوطني الأخير للحزب المسيحي الديمقراطي بداية كانون الأول/ ديسمبر في هامبورغ ألقت أنغيلا ميركل خطابها الأخير كرئيسة. وكما هو الشأن بالنسبة إلى المؤتمرات الحزبية الأخيرة، ففي الخطبة الختامية تقدم عضو قديم في الحزب من جنوب غرب ألمانيا كخطيب أول وانتقد بقوة ميركل بسبب الكثير من الموضوعات مثل استقبال مئات الآلاف من اللاجئين في خريف 2015. وقلما استمع أحد لهذا الكلام، لأن السياسيين المعروفين يفضلون عدم الإصغاء ويشربون القهوة في الخارج أمام الباب ويدردشون. لكن نجدت سافورال لم يتحمل ذلك وتقدم داخل رواق المؤتمر الحزبي إلى المنصة حيث دافع عن رئيسة الحزب المستقيلة، مشيرا إلى استحقاقات ميركل.
جودة العمل
سافورال يغضبه الجدل حول تصريحات برينكهاوس، وقال ل DW إنّ الأمر يتعلق بجودة العمل السياسي وليس بالتوجه الديني للشخص الواحد. ويفيد هذا الرجل بأن اردوغان المسلم يقوم بأفعال ليس لها علاقة بالإسلام، ويقول بأنه يوجد عدد كاف من السياسيين في ألمانيا، كاثوليك وبروتستانت أو ملحدون لا يفيدون في شيء. وفي المقابل هناك جيم أوزدمير من حزب الخضر الذي يقوم بعمل جيد. فالاعتقاد الديني ليس له علاقة بجودة العمل السياسي، كما يعتقد هذا السياسي المحلي الذي قال في ابتسامة:" سأترشح مستقبلا لمنصب الرئيس"، علما أنه مستوفٍ بجميع الشروط المطلوبة لذلك المنصب.
كريستوف شتراك/ م.أ.م
دى دبليو