صحافيو إيلاف:
بيروت: في خطوة مثيرة، قبّل البابا فرنسيس أقدام زعماء جنوب السودان المنقسمين بعد خلوة روحية في الفاتيكان ودعاهم لتعزيز اتفاق السلام الذي يهدف لإنهاء الحرب الأهلية.
وحضّ البابا فرنسيس رئيس جنوب السودان سلفا كير، ونائبه السابق الذي تحول زعيما للمتمردين ريك مشار، وثلاثة نواب آخرين للرئيس، على احترام الهدنة والتزام تشكيل حكومة وحدة الشهر المقبل.
والزعماء الستة مسيحيون، كما أن أكثر من نصف سكان جنوب السودان مسيحيون. وتعتبر جنوب السودان أحدث دولة في العالم.
ووصف الفاتيكان الاجتماع بأنه "خلوة روحية"، وأضاف أنه يزيد من فرص قيام البابا بزيارة إلى جوبا.
وحث البابا رئيس جنوب السودان ونائبه السابق على احترام الهدنة والوفاء بالتزامهما بتشكيل حكومة وحدة وطنية في مايو المقبل، وفقا لاتفاق السلام الموقع بين أطراف الصراع في جنوب السودان في سبتمبر الماضي.
وقد وصل وفد رفيع من جنوب السودان إلى الفاتيكان للمشاركة في لقاء روحي خاص نظمته أمانة دولة الفاتيكان ومكتب رئيس أساقفة كانتربري جاستين ويلبي (الزعيم الروحي للكنيسة الإنجليكانية)، من أجل دعم المصالحة في هذا البلد.
وكان الفاتيكان أعلن الثلاثاء أن رئيس جنوب السودان وزعيم المتمردين وكذلك السلطات الدينية في جنوب السودان سيشاركون الاربعاء والخميس في "خلوة روحية" في مقر البابا فرنسيس.
وأوضح الفاتيكان في بيان أن "الكنيسة تريد عبر ذلك تقديم فرصة ملائمة للتأمل والصلاة وكذلك للقاء والمصالحة" بين قادة جنوب السودان الذين يعلمون من "اجل مستقبل سلام" في هذا البلد الذي يشهد حربا أهلية.
وعبّر البابا فرنسيس عدة مرات عن قلقه إزاء الوضع في جنوب السودان. وكرر في منتصف مارس التعبير عن رغبته في زيارة هذا البلد كمؤشر على "تشجيعه عملية السلام"، وذلك في ختام لقاء مع كير.
وبحث البابا ورئيس جنوب السودان آنذاك "مسائل تتعلق بتطبيق الاتفاق الذي توصلت إليه مؤخرا الجهات السياسية المختلفة لإيجاد حل نهائي للنزاعات وعودة اللاجئين والنازحين وتنمية البلاد"، بحسب بيان صادر عن الفاتيكان.
وكان البابا أعلن مطلع عام 2017 عن رغبته في زيارة جنوب السودان مع أسقف الكنيسة الانغليكانية جاستن ويلبي الذي سيكون حاضراً في هذه الخلوة بعدما شارك في التحضير لها، وفقاً للفاتيكان.
وغرق جنوب السودان في حرب أهلية في ديسمبر 2013 عندما اتهم كير وهو من الدينكا، مشار نائبه السابق وهو من النوير، بالتخطيط لانقلاب. ومشار المنفي في الخرطوم ينوي العودة إلى جوبا في مايو في إطار تطبيق اتفاق السلام.
ووقع الجانبان في سبتمبر اتفاقا لتقاسم السلطة يدعو إلى تدريب وتوحيد قوات الفصائل الرئيسية في جيش وطني قبل تشكيل حكومة وحدة الشهر القادم.
لكن ذلك لم يحدث، وألقت الحكومة باللائمة على نقص التمويل من المانحين.
وقتل نحو 400 ألف شخص ونزح أكثر من ثلث سكان جنوب السودان، البالغ عددهم 12 مليون نسمة، بسبب الحرب الأهلية التي تخللتها العديد من جولات الوساطة التي كان يتبعها تجدد القتال.