كان عام 1979 مفصلا بارزا شهد أحداثا هزت العالمين العربي والإسلامي ولا تزال تأثيراته ماثلة بعد أربعين عاما، بدءا بقيام الجمهورية الإسلامية في إيران مرورا بمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل واحتجاز الرهائن في مكة، وانتهاء بالغزو السوفييتي لأفغانستان .
في 16 كانون الثاني/ يناير، اضطر الشاه محمد رضا بهلوي إلى مغادرة البلاد بعد تظاهرات حاشدة ضد نظامه.
وفي الأول من شباط/فبراير ، عاد آية الله الخميني، رمز معارضة نظام الشاه الموالي للغرب، منتصرا إلى طهران بعد نحو 15 عاما من المنفى في العراق وإقامة قصيرة في منطقة باريس.
اكتمل انتصار الثورة الإسلامية في العاشر من شباط/فبراير مع انقلاب الجيش. وفي اليوم التالي، أكدت الإذاعة الإيرانية "نهاية 2500 عام من الاستبداد".
تم إعلان الجمهورية الإسلامية في الأول من نيسان/أبريل مع دستور وتشريعات قائمة على الشريعة الإسلامية.
وفي الخامس من أيار/مايو، أنشأ الخميني فيلق الحرس الثوري الذي تحول الى جيش النخبة في النظام.
أول معاهدة سلام بين إسرائيل ودولة عربية
في 26 آذار/مارس، وقّع الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن معاهدة سلام في واشنطن، بحضور الرئيس جيمي كارتر، هي الأولى بين إسرائيل وأحد جيرانها العرب.
وتسمح الاتفاقية لإسرائيل بإنهاء حالة الحرب مع مصر التي استعادت في عام 1982 سيناء من إسرائيل بعد أن احتلتها عام 1967.
لكن المعاهدة أثارت عاصفة من ردود الفعل الغاضبة من العرب، لأنها أدت إلى تغيير ميزان القوى في الشرق الأوسط. وتعرضت مصر للعزلة في العالم العربي، ودفع السادات حياته في اعتداء إرتكبه متطرفون إسلاميون ثمنا للمعاهدة بعد أكثر من عامين على توقيعها.
في آذار/مارس، بدأت مفاعيل الثورة الإيرانية بالظهور. فقد ارتفع سعر برميل النفط من 13,3 إلى 14,4 دولارا، ما مهد لصدمة نفطية ثانية.واستمر الارتفاع بشكل متقطع حتى عام 1980 مع وصول سعر البرميل إلى 40 دولارا.
كانت هذه الصدمة النفطية بالنسبة للاقتصاديات الغربية أكثر خطورة من الأولى في عام 1973 عندما رفعت دول في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) الأسعار بشكل حاد في خضم الحرب العربية الإسرائيلية وفرضت حظرا على الدول التي تعتبر مؤيدة لإسرائيل.
في 16 حزيران/يونيو، قتل ثمانين من طلاب أكاديمية حلب العسكرية من الطائفة العلوية في سوريا والتي يتحدر منها الرئيس آنذاك حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي.
بالنسبة لمدبر الاعتداء، وهو ضابط مدرس سني، فإن ما ارتكبه كان احتجاجا على سياسة النظام التي اعتبر أنها طائفية تشجع العلويين.
وكان رد النظام السوري قاسيا ضد جماعة الإخوان المسلمين المتهمة بارتكاب الاعتداء، وقادت جماعة الإخوان انتفاضة مسلحة قبل أن يتم سحقها بوحشية في حماة عام 1982 (بين عشرة آلاف إلى أربعين ألف قتيل، طبقا لمختلف المصادر).
وصول صدام حسين إلى السلطة في العراق
في 16 تموز/يوليو، تسلم صدام حسين، أحد أبرز الوجوه منذ استيلاء حزب البعث على السلطة عام 1968، رئاسة البلاد رسميا وجر العراق إلى نزاعات متكررة وخصوصا الحرب التي دامت ثماني سنوات وبدأت عام 1980 مع إيران. لكن تمت الإطاحة به خلال الاجتياح بقيادة الولايات المتحدة عام 2003.
في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر، اقتحم طلاب إسلاميون السفارة الأمريكية في طهران مطالبين بتسليم الشاه، الذي كان يتلقى العلاج في الولايات المتحدة. واحتجز الطلاب 52 دبلوماسيا رهائن مدة 444 يوما. وأدت الأزمة إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
في 20 تشرين الثاني/نوفمبر، في اليوم الأول من القرن الخامس عشر للهجرة، احتل أكثر من 400 من المتطرفين الإسلاميين بقيادة السعودي جهيمان العتيبي، مدعين ظهور "المهدي"، الحرم المكي.
ونددت المجموعة بتزايد النزعة الغربية في المجتمع. وبعد 14 يوما، شنت القوات السعودية هجوما أوقع 333 قتيلا. وبعد ذلك، شهدت المملكة صعود التيارات الدينية المتطرفة.
في 27 كانون الأول/ديسمبر، غزت القوات السوفييتية أفغانستان دعما لحكومة شيوعية تواجه مشاكل.
في عام 1980 ، تولى أسامة بن لادن سليل العائلة السعودية الثرية تنظيم الدعم اللوجستي للمجاهدين الأفغان بتمويل من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ونظيرتها السعودية.
وكان بن لادن يوجه المتطوعين، ومعظمهم من العرب، قبل أن يصبح مصدر إلهام لجهاد عالمي مناهض للغرب. والجيش الأحمر انسحب من أفغانستان في شباط/فبراير 1989.
أ ف ب