السعادة ومشايخ الإسلام - مقالات
أحدث المقالات

السعادة ومشايخ الإسلام

السعادة ومشايخ الإسلام

رعد الحافظ

مقدمة:

عام 1922 (أي قبل 95 عام) كانت شهرة ألبرت آينشتاين آخذة بالتصاعد بعد نيلهِ جائزة نوبل للفيزياء قبل بضعة أشهر من ذلك التأريخ نظيرَ خدماتهِ للفيزياء النظرية،وإكتشافه القانون الخاص بالتأثير الكهروضوئي!

في تلك الأثناء حَلَّ ضيفاً على اليابان ليقدّم جولة من المحاضرات في العاصمة طوكيو،وقد اُسكنَ في (إمبريال هوتيل)!

كان فرحاً سعيداً عندما طرقَ باب غرفتهِ رجل البريد لتسليمه طرد أو رسالة.

لا ندري هل رَفضْ اليابانيين فكرة أخذ الإكراميّة،أم أنّ آينشتاين نفسه لم يكن يحمل (فكّه) يمنحها للرجل.المهم أنّه قام بإعطائهِ بدل (البقشيش) ورقتي ملاحظات تحمل شعار الفندق كان قد كتبَ عليها بخطّ يدهِ (بالألمانيّة) مايلي:

الملاحظة الأولى:

[ستجلبُ حياةٌ هادئة متواضعة سعادةً أكبر من السعي وراء النجاح والقلق الدائم الذي يتبعه]!

الملاحظة الثانية:

[حيثما تكون الإرادة،ستكون الحلول]!

ثمّ قال للرجل:ربّما لو كنتَ محظوظاً ستكون لهاتين الورقتين يوماً قيمة أكبر من البقشيش العادي!

وفعلاً تحقّق ذلك بحيث بيعت تلك الورقتين مؤخراً في مزاد في أورشليم القدس

إسمه The Winner`s Auction House  بمبلغ محترم (1.56 مليون دولار)!

السعادة والنسبيّـة!

السعادة والتعاسة،الفَرح والحُزن،الجَمال والقُبح،اليقين والشكّ،الشجاعة الكرم اليأس الإحباط الألم،كلّها وأغلب ما يعتبره الدوغمائيّون حقائق مُطلقة،هي في الواقع أشياء نسبيّة لا مُطلقَ فيها،تتغيّر مع تغيّر ظروف الزمان والمكان والمزاج وتقدّم العُمر والثقافة والعلوم التي ينهل منها الإنسان!

المُطلق موجود في الرياضيّات وقوانينها وبعض النظريات العلميّة التي لم تعد موضع أدنى جدل أو شك، كنظرية التطوّر والإنتخاب الطبيعي لداروين،أو نظرية دوران الأرض حول الشمس لكوبرنيكوس!

فيما يخصّ السعادة مثلاً ليس من المفترض أن تكون جميع الأشياء ونتائج الأعمال رائعة متكاملة كي نغدو سعداء.ممكن تحقيق النجاح في بعض المجالات والإخفاق في مجالات اُخرى!

أنا (على الصعيد الشخصي) مثلاً،تكفيني حالة صحيّة مُستقرة (لا بأس من بعض الآلام البسيطة هنا وهناك) وأخبار جيّدة من أبنائي ومعارفي وإستقرار في عملي ومرتّبي لأكون سعيداً!

لو نشرتُ بعض المقالات العِلميّة النافعة ونالت بعض الإعجاب من القراء الكرام ولو تحققت بعض العروض الرائعة  لريال مدريد وباقي فرقي المُفضلة سيكون ذلك أمراً إضافيّاً رائعاً.

لكن هذا ربّما لا يكفي غيري (ممن هم بمثل ظروفي)،فقد يبحث بعضهم عن منصب رفيع أو ثروة أو شهرة أوعلاقات عاطفيّة دائمة مستقرة،أو ربّما جولة حول العالَم وسوى ذلك!

على الصعيد العام يكفيني إختفاء الإرهاب بجميع أشكالهِ وتحقق المساواة بين البشر على إختلاف النوع والجنس والثقافة.بينما (السعادة المؤقتة) تتحقق حتى بضحكة وفرحة طفل أو محتاج أو إنتصارٍ لمظلوم!

***

مشايخ الإسلام والحقيقة المُطلقة!

هؤلاء المشايخ حوّلوا الدين الى مَطيّة لرغباتهم المريضة.إعتبروا هرائهم السخيف هو الحقّ المُطلق القادم عن طريق الوحي الإلهي الذي لا يأتيهِ الباطل!

لم يكتفوا بذلك بل أضافوا من عندياتهم فتاوي حقيرة يعرفها الجميع يندى لها جبين البشرية.كما إعتبروا كلّ مُخالف لهم،كافر يستحق القتل والتقطيع والفناء!

الدكتور (شوقى علام) نفسه وهو مفتى مصر ونشرت هذا الكلام جريدة المصري اليوم في 1 إبريل 2017 قال:

[إنّ دار الإفتاء تعاملت مع الفتاوى التى تصدر من المتشددين بحق غير المسلمين بالردّ والتحليل،مُشيراً لدراسة  حول 3 آلاف فتوى تحرّض على هدم الكنائس]!

على كلٍ فيما يخص الضحك والفرح والسعادة وأشياء الجمال الأخرى،كنتُ قد رصدتُ بعض الآيات والأقوال الإسلاميّة التي تحذّر من ذلك في مقالٍ سابق بعنوان:الضحكُ ومكانته عند العرب والمسلمين / رابط 2!

بالطبع المَرَح والضَحك والسُخريّة والتنكيت وحتى التهكّم هي حالات إنسانيّة جالبة للسعادة،مُفيدة للتسليّة والصحة والنفس،نافعة في حالتي الدفاعِ والهجوم!

كذلك هي أسلحة بشريّة مَشروعة للنقد والمعارضة إذا ما قورنت بالأسلحة المعروفة.لذا قال مرّة الكاتب الأمريكي الساخر(مارك توين) :

إنّ البشر يملكون سلاحاً فعّالاً وحيداً هو الضحك!

إستمراراً في هذا المجال سأرصدُ لكم الآن بعض الآيات والأقوال التي تنتقد وتحذّر من الفرح سواءً كان فرحاً شديداً،أو حتى مجرد فرح عادي!

1 / حتى إذا فَرِحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً ـ الأنعام 44..(طب ليه كده؟)

2 / حتى إذا كنتم في الفلك وجرينَ بهم بريحٍ طيّبة وفرحوا بها جاءتها ريحٌ عاصف ـ يـونس 22 … يـا للعجب!

3 /  إذ قال له قومه لا تفرح إنّ الله لا يُحبّ الفَرحين ـ القصص 76.. يا للهول!

4 / لا تحسبنّ الذين يفرحون بما أتوا ويحبّون أن يُحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنّهم بمفازةٍ من العذاب ـ آل عمران 188.. أكييد يستاهلوا!

5 / كلّ حزبٍ بما لديهم فرحون ـ الروم 32.. ولاد كلب!

6 / ليقولنّ ذهب السيئاتُ عنّي إنه لفرحٌ فخور ـ  هود 10

(سؤال لغوي منطقي خارج عن السياق:لماذا ذهبَ وليس ذهبت السيّئات؟)

7 / وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها ـ آل عمران 120.. سفلة!

8 / ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق ـ غافر 75.. بلاها فرح!

وهناك العديد من مثل هذه الأفكـار!

***

الخلاصة!

أنا على يقين تام وليس نسبي (هنا على سبيل المُبالغة فقط) بوجود ردّ لدى المشايخ الشرفاء داحض لكلّ حالة ممّا وردَ أعلاه!

لكن مهما تذاكوا ونافقوا وتراقصوا على حبال الدَجَل والشعوذة،ففي ظنّي كلّه بكوم ويمكن النقاش والحوار في نصّهِ وظروفه،ومقطع (إن الله لا يُحّب الفَرحين) لوحدهِ بـ (دوت كوم)!

لماذا الإله الرحيم لا يُحبّ الفرحين ويتوّعدّهم بالعذاب؟ أموت وأفهم السبب!

أنا مازلتُ على رأيي بأنّ كلّ إنسان عاقل مُحترم يمكنه تفهّم ومعرفة أنّ برنامج الكاميرة الخفيّة الكندي على سبيل المثال (للضحك فقط)  Just for laugh

هو في الواقع أنفع للبشرية من كلّ معاهد وجامعات الأديان في جميع أرجاء العالَم بما فيها الأزهر الشريف والنجف الأشرف!

لسببٍ بسيط أنّ الضحك يجلب السعادة والمحبّة والصحة ويُطيل عُمر الإنسان.

بينما الأديان تجلب التعاسة والكراهيّة والحروب والبؤس والشقاء والقلق الدائم حتى لحظة الموت!

[لقد إبتكرنا السعادة،يـقول البشر الأخيرون ويغمزون بأعينهم]

هكـذا تكلّـمَ زرادشت / نيتشه!

***

الرابط 1 / ملاحظات آينشتاين عن السعادة!

http://www.bbc.com/arabic/art-and-culture-41744003?SThisFB

 

الرابط 2 / رعـد الحافـظ  ـ الضحك ومكانته عند العرب والمسلمين!

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=848621.msg7538085#msg7538085

رعد الحافظ

28 اكتوبر 2017

مصر المدنية

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث