سبع وصايا لعلاج الإرهاب - مقالات
أحدث المقالات

سبع وصايا لعلاج الإرهاب

سبع وصايا لعلاج الإرهاب

د إميل شكرالله

 

في البدء عزيزي القارئ لا تنزعج من مصطلح الإرهاب الإسلامي كما انزعج السيد اردوغان عندما نطقت بهذا المصطلح المستشارة الألمانية ميركل في لقائها معه في تركيا في الثاني من شهر فبراير 2017. في اعتقادي أن انتفاضة السيد أردوغان وانزعاجه لم يكن إلا شو إعلامي ليظهر بمظهر السلطان حامي الإسلام والمسلمين. وإلا كيف نفسر ما نقرأه عن الجهود المضنية والأموال الطائلة  التي تنفقها تركيا من أجل زعزعة استقرار الدول التي فشلت في تدميرها مؤامرات ما يسمى بالربيع العربي؟ 

وهل يمكن للإنسان العاقل أن يفهم أن قتل الأكراد المسلمين في سوريا ومساعدة الجماعات المتطرفة في ليبيا هو في صالح الإسلام والمسلمين. دعونا ننتظر نتائج التحقيقات فيما يتعلق "بسفينة الموت" التي توجهت إلى ليبا!

العجيب أن السيدة ميركل عادت وكررت نفس مصطلح "الإرهاب الإسلامي" خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم لعل الأخير يفهم. وأضافت في رد غير مباشر على أردوغان، أن هذا المصطلح لا يهدف إلى الاشتباه في مجمل المسلمين.

في اعتقادي أن سبب انزعاج اردوغان أنه سمع الحق وهو يعلم أنه الحق ولكنه لا يملك الشجاعة ليؤكد أنه الحق فربما كان هو نفسه من يدعم هذا الإرهاب بالتعاون مع دول أخرى معادية للعرب والمسلمين. ولذلك لم يستوعب أيضاً المغزى من زيارتها له وكيف أنها تجلس بجواره وتتحدث إليه وتسمعه. ولعرف أيضاً أنها لا تقول إن كل المسلمين إرهابيين ولكن القصد إن هناك من يستند إلى تفسيرات بعض فقهاء التطرف والى بعض كتب الفقه والتراث الإسلامي التي لا تصلح للمكان والزمان ويستثمرها رؤساء دول من أجل تحقيق مكاسب سياسية أو حتى شخصية.

في الواقع أن العالم الآن يعاني من مرض الإرهاب الإسلامي الذي ظهر كنتيجة حتمية لخطب وفتاوى شيوخ الإسلام السياسي وجماعات الإخوان المسلمين والسلفية الجهادية في المساجد والزوايا والكتب التي تمتلئ بها المكتبات والأرصفة في كل مكان لتفرخ وتولد الأفكار الإرهابية والايدولوجيا المعادية للإنسانية والتي تحول الإنسان المسلم السليم إلى إنسان مريض نفسيا وعندما يشتد عليه الوباء يتحول إلى قنبلة ينتحر بها ويقتل بها أناس أبرياء مسالمين هم في الواقع خليقة الله الذين لا ذنب لهم ولا شر عملوه. على أية حال لنبدأ بأول الوصايا:

الوصية الأولى:

عدم تمويل المؤسسات الدينية في كل البلدان العربية ومن يريد إن يبني مسجدا فعليه بجمع التبرعات وان يتولى هو دفع فواتير الكهرباء والمياه والضرائب العقارية مثله في ذلك مثل كنائس المسيحيين ودور العبادة الأخرى ...يعني بجهودهم الذاتية.

الوصية الثانية:

خصخصة جامعة الأزهر وبيعها للقطاع الخاص لتحويلها إلى جامعات أهلية للعلوم الطبيعية والهندسية والطبية فقط بدون العلوم الدينية فمن غير المعقول إن يدرس طالب الطب في جامعة الأزهر كتاب فقهي عن حكم نكاح المرأة والبهيمة مثلاً وبعد ذلك نتوقع منه أن يكون طبيبا ناجحا!!!

الوصية الثالثة

إذا ما سمحت الدولة بوجود كليات دينية إسلامية أومسيحية أو ربما فرعونية أو بوذية وغيرها من الأديان فيجب أن تكون لتدريس العلوم الدينية أو اللاهوتية فقط. على ان يسمح لجميع الجنسيات من مختلف الأجناس بالالتحاق بها، وأن تخضع لإشراف وزارة تسمي وزارة الأديان. تشرف على مدخلات ومخرجات العملية التعليمية للتأكد من أنها ترسخ قيم الانتماء للوطن وتعلم القيم الإنسانية والأخلاقية التي اكتسبها الإنسان على مر السنين مثل محبة الآخرين ومساعدتهم وحب العمل والإتقان وتعمير الأرض من اجل أن يكون لبني الإنسانحياة أفضل.

الوصية الرابعة

إلغاء مادة الدين ـ أي دين ـ في المدارس والجامعات من الحضانة إلى الجامعة واستبدالها بمادة الأخلاق أوالتربية الوطنية وأن يضع محتويات هذه المقررات علماء متخصصين في علوم النفس والتربية والسلوكيات الحضارية. فيتعلم التلميذ منذ نعومة أظافره إن كل البشر سواسية فلا يتعالى أحدهم على الأخر أو يحتقر معتقداته مهما كانت.. لأن الإيمان هو في الواقع إيمان بغيبيات وليس علماً تجريبياً يخضع لمبدأ الخطأ والصواب... وحتى يتعلم الطلاب ـ أيضاً ـ عدم إخضاع العلوم الطبيعية للإيمانيات الغيبيات لأن النظريات العلمية تتغير وفي حالة تطور مستمر ومن الممكن أن تظهر نظريات جديدة أخرى معاكسة لمفاهيم سابقة بعكس الإيمانيات التي لا تتغير مع حركة الزمان والمكان.

الوصية الخامسة

لا يسمح بإنشاء مدرسة أو جامعة إلا بعد التأكد من وجود ملاعب للكرة على الأقل لكرة القدم وكرة السلة وغرفة لتعليم الموسيقى وغرفة لتبني المواهب الفنية من رسم ونحت ومسرح وسينما وخلافه وتشجيعها من ميزانية وزارت التربية والتعليم، والتعليم العالي، والثقافة.

الوصية السادسة

يمنع منعا باتا ترك العمل في المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية من اجل تأدية فروض الصلاة لأن العمل عبادة. ويمكن إعطاء ساعة راحة في وسط النهار لمن يريد إن يذهب لدور العبادة المجاور أو إن يذهب للجيم كل حسبما يريد ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.

الوصية السابعة:

على الدول التي تريد نهضة حقيقية ورخاء وتنمية بشرية واقتصادية وثقافية لشعوبها أن تمنع أو على الأقل تحارب الفكر المظلم بالفكر المستنير وأن تمنع كل الكتب التي تحض على الكراهية.. كراهية الأخر.. كراهية الأوطان، كراهية الحضارة.. فهل يعقل أن نترك لأطفالنا كتباً تعلمهم أن "وما الوطن إلا حفنة من تراب عفن" كما جاء في كتاب معالم في الطريق ـ سيد قطب؟؟؟؟ ألا تتناقض هذه الفكرة مع أرادة الله الخالق في أن يكون للإنسان وطن ينتمي إليه.. وطن يحبه ويحميه ويعمل على تقدمه وازدهاره... استيقظوا يا عرب فقطار الحضارة لن يرحم أحدا.

ايلاف

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث

اتصل بنا

*
*
*