منى الهاشمي
»إيلاف» من الرباط: نددت فيدرالية رابطة حقوق النساء بالمغرب بحملة التضامن التي تقودها مجموعة من الفعاليات و الهيئات الحقوقية المغربية مع المفكر الإسلامي طارق رمضان المعتقل بفرنسا من أجل قضية تتعلق بالإغتصاب.
وقالت الفدرالية في بيان، أصدرته الخميس، تلقت « إيلاف المغرب »نسخة منه إنها تدين هذه الحملة التي أطلقتها مجموعة من الجمعيات وبعض المثقفين المغاربة لمساندة رمضان المتهم و المتابع بشبهة الإغتصاب ضد بعض النساء في أوروبا . واعتبرت الفدرالية أن هذا التضامن هو محاولة لشرعنة ثقافة الإغتصاب و تأثير على العدالة، خصوصا و أن القضاء الفرنسي لم يقل بعد كلمته في الملف، وهو ما وصفته الفدرالية ب «المخجل و المشوه لصورة المغرب » .
وكانت مجموعة من الجمعيات المغربية المحسوبة على التيار الإسلامي (جمعية المسار، جمعية أنوار، جمعية الحضن، جمعية فضاء الأطر…)، بالأضافة إلى بعض المثقفين، أطلقوا حملة تضامنية مع رمضان، معلنة تنظيم تظاهرة تواصلية مفتوحة مع الجمهور لما أسمته « الدعم المعنوي و التعريف بقضيته ومساندته في محنته ».
من جهتها ، اعتبرت زهرة صديق عضو مكتب فدرالية رابطة حقوق النساء بالمغرب أن ما قامت به تلك الهيئات يشوه صورة المغرب، الذي انخرط منذ سنوات في المسار الحقوقي وحقق عددا من المكتسبات في هذا المجال.
وانتقدت الناشطة الحقوقية مثل هذه المبادرات التي تخرج بها في كل مرة هيئات محسوبة على التيار الإسلامي و التي تعتبر أن رمضان لمجرد أنه مفكر ذو توجه إسلامي ينبغي مناصرته ضدا على القانون، وهو ما وصفته ب «غير المشرف بالمرة لصورة المغرب».
وتساءلت صديق كيف لجهة ما أن تمنح نفسها الحق في الدفاع ونصرة شخص يوجد بين يدي العدالة كيفما كان توجهه و انتماؤه، مؤكدة أنه لا ينبغي التدخل في القضاء إلى أن يقول كلمته.
من جهته ، اعتبر الكاتب و الباحث في الشؤون الإسلامية وعضو حركة «ضمير» سعيد لكحل أن التضامن مع شخص متهم بالإغتصاب أمر مرفوض أخلاقيا، كما أنه يعد تدخلا في دولة أخرى لها كامل السيادة، وقضاؤها مستقل، في إشارة لفرنسا.
و وصف لكحل المبادرة ب «السفاهة »، مشيرا إلى أن الإسلاميين بشكل عام يؤمنون بمقولة « انصر أخاك ظالما أو مظلوما».
وقال لكحل إن ما حدث ليس غريبا على التيار الإسلامي، إذ سبق لرئيس الحكومة السابق عبد الإله ابن كيران أن أعلن أنه لن يسلم القيادي في حزب العدالة و التنمية عبد العالي حامي الدين للقضاء المغربي الذي استدعاه، اخيرا ، في قضية قتل الطالب اليساري بنعيسى أيت الجيد، « كما لو أنه ينصب نفسه فوق القانون » , يؤكد لكحل.
وعن ورود إسم الناطق الرسمي السابق للقصر الملكي حسن أوريد ضمن المشاركين في الندوة، و إعلان هذا الأخير عدم معرفته بالموضوع وتبرئه منه، قال لكحل إنه كان يجدر ب "أوريد" أن يستنكر الحملة و يبدي موقفه منها، وليس أن يكتفي فقط بكونه لا علم له بهذه الحملة و لا يعرف من وضع إسمه ضمن المشاركين.
إيلاف