إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ ألمانيا وهولندا وحدة الدراسات والتقارير “2”
أدرجت الحكومة البريطانية العديد من الجماعات المتطرفة على قائمة المنظمات الإرهابية، وأكدت على أن تصنيف التنظيمات يرسل رسالة قوية في وجه نشاطات الجماعات الإرهابية في جمع الأموال والتجنيد، وأن أصول المنظمات الإرهابية التي تم إدراجها أصبحت عرضة للمصادرة في المملكة المتحدة،وعززت عملية الإدراج قدرة الحكومة على تعطيل أنشطة هذه المنظمات الإرهابية”.
وأصدرت في ديسمبر 2017 لجنة مكونة من أجهزة الأمن والمخابرات البريطانية تقريرها السنوي الذي يقيّم جهود وكالات الأمن والمخابرات البريطانية ،وكشف التقرير أن “بريطانيا تواجه في الوقت الحالي تهديدا غير مسبوق من قبل الجماعات الإسلاموية الإرهابية”، مشيرا إلى أن “هذا التهديد يعود في الغالب إلى الأنشطة التي يمارسها تنظيم داعش في سوريا والعراق والذي يسعى بشتى الطرق إلى الحفاظ على صورة الجماعة ونجاحاتها في مقابل الخسائر العسكرية”.
وكشف عن “أن التهديد الكلي لبريطانيا يشهد تنوعا بداية من الأفراد الإرهابيين والجماعات الإرهابية المنظمة وصولا إلى الدول والحكومات الفاعلة مثل روسيا والصين وإيران”.
الجماعات المتطرفة في بريطانيا ومراكز نشاطاتهم
جماعة المهاجرون البريطانية
أسسها الداعية الإسلامي المولود في سوريا “عمر بكري” في أوائل التسعينيات ودعا إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في بريطانيا، عقدت الجماعة اجتماعات منتظمة في شرق لندن وكانت تنظم المظاهرات من حين لآخر لمطالبة الحكومة بتطبيق تفسير متشدد للشريعة الإسلامية ،ونفي بكري إلى خارج بريطانيا عام 2005 .
تجمع مجموعة من البريطانيين المتطرفين الدين يدعمون تنظيم “داعش”، وهي مجموعة على علاقة بعدد من العمليات الإرهابية التي يتورط بها حاملون للجنسية البريطانية، وارتبط “المهاجرون” بحوالي نصف العمليات الإرهابية التي يقوم بها بريطانيون في بلدهم ومناطق أخرى.
وصدر قرار بحظر الجماعة بموجب قوانين مكافحة الإرهاب عام 2010،ومنذ حظر الجماعة يعمل أعضاؤها تحت مسميات أخرى مثل ‘اسلام فور يو كيه’ و’مسلمون ضد الصليبيين’، لكن الحكومة البريطانية حظرتها كلها وغيرها بصفتها مسميات مختلفة لتنظيم واحد.
وكشف بحث في يونيو 2017 قام به “رافاييليو بانتوشي” محلل شؤون الإرهاب بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة أنه “قد انضم عدد من أعضاء هذه المجموعة إلى “داعش”، كما حُكم على رئيسها “أنجيم شوادري” بخمس سنوات سجنا بسبب دعوته إلى مساندة “داعش”.
حزب التحرير الإسلامى بريطانيا
أنشئت جماعة “حزب التحرير” في عام 1953 بهدف عودة الخلافة،و يُعد عمر بكري محمد من إحدى أهم الشخصيات الست المؤثرين وهو قائد الفيصل البريطاني لهذه الجماعة في الفترة ما بين 1987 إلى 1996،ويمثله في بريطانيا حاليا “قاسم خوجه”، وينشط حزب التحرير في أكثر من 40 دولة من بينهم بريطانيا ، ألا انه ممنوع في ألمانيا وروسيا وهولندا.
ولايعتبر الحزب بلاد المسلمين اليوم “دار إسلام”، ويعتبر المجتمع الذي يعيش فيه المسلمون مجتمعاً غير إسلامي، ولكنه لا يقول إن مجتمعات العالم الإسلامي مجتمعات “جاهلية” أو “دار كفر” بشكل مباشر،وقد حدّد الحزب طريق سيره بثلاث مراحل:
الأولى: مرحلة التثقيف لإيجاد أشخاص مؤمنين بفكرة الحزب.
الثانية: مرحلة التفاعل مع الأمة لتحميلها الإسلام.
الثالثة: مرحلة استلام الحكم وتطبيق الإسلام تطبيقاً شاملاً وحمل رسالته إلى العالم. ويتعهد الحزب في أدبياته بالتصدي الفكري لعقائد الكفر وأنظمته، وللعقائد والمفاهيم الفاسدة، وبالكفاح السياسي ضد الدول الكافرة المستعمرة، وكشف خططها وفضح مؤامراتها، و”مقاومة حكام البلاد العربية والإسلامية وكشفهم ومحاسبتهم والعمل على إزالة حكمهم الذي يقوم على أحكام الكفر وأنظمته”.
جماعة أنصار الشريعة
تزعمها مصطفى كمال مصطفى الشهير بـ” أبو حمزة المصري”، الذي قدم من مصر إلى بريطانيا عام 1979، واتخذ “أبو حمزة ” مسجد “فينسبري بارك” منطلقا لخطبه النارية قبل طرده منه واعتقاله، تم عزل ” ابو حمزة المصري” من منصبه كإمامٍ للمسجد في 4 فبراير عام 2003، ولكنه استمر على الرغم من ذلك في إلقاء خطبه الدينية بالشارع المقابل للمسجد.
واشتهرت الجماعة بتعاطفها العلني مع زعيم القاعدة “أسامة بن لادن”، وتحاول خلق كراهية بسبب الانتماء الديني”، وتتهم حكام الدول العربية بالكفار ، كما وصفت بريطانيا أيضا في في عامي 1997 و 1998 بالدولة الكافرة،
الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة
مقرها الرئيسى جنوب مدينة”مانشستر” وهى فرع من فروع الحركة الإسلامية المتطرفة العالمية التي تستقي أفكارها من تنظيم القاعدة،وتضم “عبد الحكيم بلحاج” و”خالد الشريف” (حاربا مع القاعدة في أفغانستان) وغيرهما، وترفض “الجماعة الليبية المقاتلة” وصفها بـ”المتطرفة”، لكنها تؤيد إنشاء نظام حكم إسلامي في بريطانيا.
اعتمدت “الجماعة الليبية المقاتلة” على جمعية “سنابل” الخيرية التى تم انشاؤها عام 1991 في مدينة مانشستر بشكل أساسي لجمع التمويل في بريطانيا، إذ تمتلك الجمعية محالاً وممتلكات ومكاتب في مدن “مانشستر وميدلزبروه وبرمنغهام ولندن”،لم تكن الواجهة المالية للجماعة الليبية المقاتلة فقط، بل كانت بمثابة حاضنة للجهاديين في بريطانيا».
وصرحت “تيريزا ماى “فى يونيو2017 بإن “التسامح مع الإرهاب في المملكة المتحدة ذهب بعيدا”، متوعدة بتصعيد الحرب على ما وصفته بإرهاب المتطرفين الإسلامويين “. “.
مؤسسة قرطبة
أسسها “أنس التكريتي”، في عام 2005 وتوجد روابط فكرية وايديولوجية بينها وبين “رابطة مسلمي بريطانيا” و”جماعة الإخوان المسلمين”ووصف رئيس وزراء بريطانيا السابق “ديفيد كاميرون”، مؤسسة قرطبة بأنها “واجهة للإخوان المسلمين”، كما أن قرطبة تعمل على نحو وثيق مع الجماعات المتطرفة البريطانية الأخرى، التي تصبو إلى إنشاء دكتاتورية إسلاموية، أو إقامة دولة الخلافة في أوروبا،ونجحت مؤسسة قرطبة في 2010 في اختراق الاجتماع البرلماني في “ليدز” لمواجهة الإسلاموفوبيا من خلال منظمة تتبعها هي منظمة “إنجادج”.
وأشارت “نيكولا بنيحيى” وهي مستشارة تقدم المشورة لعائلات تعرض أفرادها للتشدد فى مارس 2017 ، إن “المتطرفين الكبار الذين تخطوا سن الشباب يميلون في الغالب إلى تجنيد أشخاص آخرين، إذ لا يرغبون في تنفيذ هجمات بحكم التزاماتهم العائلية”.
لجنة النصح والإصلاح
تزعمها خالد الفواز، وتصفه أجهزة الأمن الأوروبية بأحد أهم ممثلي بن لادن في أوروبا،وكان يعاونه عادل عبد المجيد و وابراهيم عبد الهادي المحكوم عليهما في قضايا عنف إسلاموي.
مجموعة مسلمون ضد الحملات الصليبية
تدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية داخل المجتمع البريطاني،وهدفها البعيد المدى هو إقامة إمارة إسلامية في قلب أوروبا.
خلية الفرسان الثلاثة
خلية إسلاموية متشددة أطلقوا على أنفسهم اسم “الفرسان الثلاثة” تهدف لشن هجمات إرهابية في بريطانيا ، ونشر الفكر المتطرف داخل المجتمع البريطانى
خلية ليستر
تجند وتدعم إرهابيين في بريطانيا ودول أخرى ،وتمول جهاديين في أنحاء العالم والعقل المدبر للعملية “شارلى ابيدو”،تدعم تنظيم القاعدة،وهناك بعض الجماعات الأخرى، معظمها من شمال افريقيا، وفي مقدمتها جزائريون مثل “ابو دوحة او د. حيدر” الذي كان عضوا في الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وعبد الله انس وقمر الدين خربانه من الجبهة الإسلامية للإنقاذ.
ويقول “هاراس رفيق” الرئيس التنفيذي لمؤسسة “كويليام” لمكافحة التطرف فى مايو 2017 ، أن مثل هذه الجماعات المتطرفة ” اعتنقوا وجهة نظر إسلامية متشددة حول ما يجب أن تكون عليه ليبيا، كانوا سعداء لحملهم السلاح وانضمامهم للمجموعات المسلحة وسيطرتهم على الوزارات، علينا أن نسأل: ما الذي اكتسبوه من تجربتهم في بريطانيا؟ هل تعلموا أي شيء عن المجتمع المدني والديمقراطيات والمواطنة”.
شددت الحكومة البريطانية على أنها لا تدعم جماعات وتنظيمات إرهابية ، وقامت الأجهزة الامنية البريطانية باتخاذ بعض الاجراءات ضد المجموعات المتطرفة والإرهابية داخل بريطانيا، وكثفت من آليات مراقبة الجماعات المتطرفة والمتشددين ، و أزالت العديد من المحتوى المتطرف الذى يدعو الى التطرف عل الانترنت ،وزادت من جهود مراجعة الإجراءات المطبقة في السجون البريطانية للتعامل مع استقطاب وتجنيد المتطرفين من قبل الجماعات المتطرفة .
* المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات