واشنطن – بيير غانم
كشف استطلاع جديد لمركز "بيو للأبحاث" انقساماً حاداً بين الأميركيين والجمهوريين بشأن الفلسطينيين والإسرائيليين، وأشار في دراسة نشرها في العاصمة الأميركية إلى أن الجمهوريين يؤيّدون إسرائيل بنسبة 79 في المئة فيما يؤيّد الديمقراطيون إسرائيل بنسبة 27 في المئة.
تغييرات الأربعين عاماً
هذه الأرقام تعبّر أيضاً عن تغيير عميق في توجهات الحزبين الأميركيين على مرّ العقود، فقبل 40 عاماً كانت النسبة متقاربة وتتراوح بين 49 في المئة تأييد الجمهوريين لإسرائيل و44 في المئة لدى الديمقراطيين، فيما يؤيّد المستقلون إسرائيل بنسبة 45% ونستطيع القول إن هذا التقارب في النسبة كان يمثّل مجتمعاً أميركياً متناسقاً في مواقفه.
لكن تأييد الجمهوريين لإسرائيل بدأ بالتصاعد منذ عقدين، أي خلال ولاية الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش ووصل إلى قمّته في عهد الرئيس الحالي دونالد ترمب، في حين أن تأييد الديمقراطيين لإسرائيل بدأ يتهاوى بداية هذا العقد ووصل إلى أدنى مستوى له هذا الآن.
المثير أيضاً في نتائج هذا التقرير أن تأييد الديمقراطيين للفلسطينيين والإسرائيليين بات متساوياً فهناك 27 في المئة من الديمقراطيين ممن يؤيّدون إسرائيل فيما يؤيّد الديمقراطيون الفلسطينيين بنسبة 25 في المئة وهي نسبة أعلى قليلاً من نسبة تأييدهم للفلسطينيين في العام 2001.
الليبراليون يحبّون الفلسطينيين
بعض البحث في نتائج الاستطلاع يشير إلى أن الفلسطينيين يحظون بتأييد عال لدى الديمقراطيين الليبراليين، حيث تصل نسبة التأييد لدى هذه المجموعة من الحزبيين إلى 35 في المئة، فيما تنحدر نسبة تأييد الديمقراطيين الليبراليين لإسرائيل إلى 19 في المئة وهي نسبة أقل بـ 30 نقطة عن ما كانت عليه في العام 2001 عندما كان الليبراليون يؤيّدون إسرائيل بنسبة 48 في المئة ويؤيّدون الفلسطينيين بنسبة 18 في المئة فقط.
ظهر هذا التأييد أيضاً في استيعاب حملة برني ساندرز المرشح الديمقراطي في العام 2016 لمجموعات كبيرة من الفلسطينيين الذين أيدوه في السباق الرئاسي ضد منافسته هيلاري كلينتون ومن رموز هذه المجموعات ليندا صرصور وهي سيدة أميركية فلسطينية وترتدي الحجاب.
فيما عيّن ساندرز جيمس زغبي المؤيّد للقضية الفلسطينية عضواً في كتابة البرنامج السياسي للحزب الديمقراطي قبيل انعقاد المؤتمر العام الذي رشّح رسمياً هيلاري كلينتون.
"المسيحيون الإنجيليون"
كشف استطلاع "بيو للأبحاث" عن بعض أسباب الهوة الواسعة بين الديمقراطيين والجمهوريين في موقفهم من إسرائيل وفلسطين، حيث أشار الإحصاء إلى أن المسيحيين الإنجيليين البيض يؤيّدون إسرائيل بنسبة 78 في المئة، فيما يؤيّد غير المنتسبين دينياً إسرائيل بنسبة 26 في المئة ويؤيّد 29 في المئة آخرون الفلسطينيين.
يمكن القول إن الانتماء المذهبي، أي الانتماء إلى طائفة المسيحيين الإنجيليين، يؤثّر بشكل مباشر على تأييد الأميركيين لإسرائيل فيما يصبح التأثير أقل لدى إلغاء العامل المذهبي لدى الأميركيين.
هذا الاستطلاع جاء في اليوم الأخير من زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إلى إسرائيل وبعد أسابيع من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الولايات المتحدة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
بحسب الاستطلاع يعتبر 30 في المئة من الأميركيين أن الرئيس الأميركي منحاز إلى جانب إسرائيل، في حين اعتبر الأميركيون في العام 2010 وبنسبة 7 في المئة فقط أن الرئيس الأميركي حينذاك باراك أوباما كان منحازاً لإسرائيل.