ميدان المعركة.. ضد التطرف - مقالات
أحدث المقالات

ميدان المعركة.. ضد التطرف

ميدان المعركة.. ضد التطرف

في نهاية السباق الرئيسي الأميركي الأخير، حذّر دونالد ترامب من أن منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون ستبدأ حرباً عالمية جديدة، قائلاً: «سينتهي بنا المآل في حرب عالمية ثالثة في سورية إذا أنصتنا لهيلاري». ويتضح الآن، أنه لم تكن هناك حاجة إلى القلق من «صقورية» هيلاري، فالحرب العالمية التالية قائمة بالفعل، وهي- كما يرى البعض- حرب دينية، وتواجه فيها الولايات المتحدة الهزيمة، حسبما يعتقد الجنرال «مايكل فلين» الذي يوشك على أن يصبح مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض ما إن يتقلد الرئيس المنتخب دونالد ترامب السلطة رسمياً في شهر يناير المقبل. وحتى الآن، فقد اشتهر الجنرال «فلين» بخطابه الحماسي في «المؤتمر الوطني» للحزب الجمهوري في كليفلاند خلال الصيف الماضي.

وفي كتابه الجديد المعنون: «ميدان المعركة»، يُسلّط «فلين» الضوء على تفاصيل الحرب التي يعتبرها صراعاً حضارياً ومتعدد الأجيال ضد التطرف الإسلامي، ويقول: «إننا في حرب عالمية، لكن قليل من الأميركيين يدركونها، وأقل منهم هم من لديهم أي فكرة عن كيفية الانتصار فيها».

والكتاب، الذي شارك في تأليفه الصحفي المتخصص في السياسة الخارجية «مايكل ليدين»، يعرض رؤية تنبؤية حول الإسلام والتطرف، عازفاً على نفس نغمات ترامب ضد التصويب السياسي، بينما يطمئن القراء حول مؤهلاته التي تمكنه من تولي المنصب. ويستعرض أيضاً رؤيته المثيرة للعالم والتي ربما يتشاركها بالفعل مع رئيسه الجديد.

ورغم أنه يدعو إلى «تدمير الجيوش الإرهابية»، يركز «فلين» على الحرب الأيديولوجية بقدر ما يركز على الهجمات باستخدام طائرات من دون طيار. وفي حين قال ترامب إنه سيسعى إلى «تعزيز العلاقات مع روسيا وفلاديمير بوتين»، يعتبر «فلين» في كتابه أن موسكو جزء من «تحالف عالمي معادٍ» للولايات المتحدة، ويستنتج أن الرئيس الروسي شريك غير جدير بالثقة في المعركة ضد تنظيم «داعش» الإرهابي.

ويكشف الكتاب أن «فلين» لا يبدو قلقاً من احتمال اندلاع «حرب دينية»، مشيراً في هذا الخصوص إلى أن «ذلك النوع من الحروب ليس جديداً على الإطلاق». ثم يضيف: «لا ينبغي أن نندهش إذا ما انطوت على أعمال عنف، فهذا أمر عادي».

ومن خلال عمليات عسكرية طوال العقود الأربعة الأخيرة، من جرينادا إلى أفغانستان، صنع «فلين» اسمه كضابط مخابرات متخصص في تعقب الشبكات الإرهابية، وميّز نفسه على وجه الخصوص كجزء من الفريق الذي «أضعف نشاط القاعدة في العراق». وفي عام 2012، عيّنه الرئيس باراك أوباما لإدارة وكالة المخابرات الدفاعية، لكنه أقيل من المنصب في عام 2014، وذلك على خلفية مخاوف الإدارة من «حماسه الزائد» للحرب على إيران. وعلى الرغم من هذه الوصمة، يبرز «فلين» في كتابه سجله المهني قائلاً: «لقد قاتلت في الحرب ضد الإرهاب، في ميادين المعركة البدنية والإدارية، من أفغانستان والعراق وأدغال أفريقيا، إلى أعلى مستويات المخابرات والمؤسسات العسكرية في الولايات المتحدة». وأضاف: «أعرفُ أعداءنا أفضل من معظم الخبراء، وأخشى بشكل كبير من أننا قد نخسر.. وفي الحقيقة فإننا نخسر بالفعل في الوقت الراهن».

ويحض المؤلف القراء على تحديد العدو وأن يقولوا ذلك بصوت عالٍ، موضحاً: «علينا أن نكف عن الشعور بأدنى ذنب عندما نصفهم بالاسم ونصمهم بأنهم قتلة متعصبون»، ويكرر نفسه بوصف الإرهابيين بأنهم «عصابة قبلية»، معلناً أن «الحرب العالمية يشنها علينا المتطرفون الإسلاميون باسم الدين».

ويحاكي هاجس تسمية الأسماء أصداء الحملة الانتخابية في عام 2016، عندما تعين على المرشحين الجمهوريين كافة تقريباً أن يدينوا «التطرف الإسلامي»، وينددوا بتردد أوباما في فعل ذلك.

ويؤكد «فلين» قائلاً: «لا يمكننا الانتصار في هذه الحرب من خلال معاملة الإرهابيين الإسلاميين على أنهم حفنة من المجانين، ولا بد من القضاء على الأسس الثيولوجية والسياسية لأفعالهم غير الأخلاقية».

أما عن كيفية فعل ذلك، فيشير المؤلف إلى «الحرب الرقمية»، والتي تتضمن كسر القواعد وتعقب اتصالات الإرهابيين، وهي أمور تحدث بالفعل. ويحض القطاع التكنولوجي على المساعدة في فعل ذلك أيضاً، مضيفاً: «لا يمكننا أن نشن حملة مؤثرة ضد الأيديولوجية المتطرفة من دون تعاون شركات مثل جوجل وفيسبوك وتوتير». لكنه يتجاهل تحديد تفاصيل ما ينبغي لهذه الشركات القيام به، باستثناء حديثه عن ضرورة تقديم «رسالتهم الإيجابية بشأن الخير للبشرية».

وائل بدران

الكتاب: ميدان المعركة

المؤلف: مايكل فلين ومايكل ليدين

الناشر: سانت مارتين برس

نقلا عن جريدة الاتحاد

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث