صباح ابراهيم:
يبذل المسلمون في الدول الغربية معركة كبيرة لكسب الشرعية الدينية في أعين وقلوب الغير مسلمين. حيث يشن دعاة الإسلام و شيوخ المساجد هناك حملة مركزة من الدعايات و الصلاة في الشوارع و خارج المساجد ونشر الكتيبات لمحاولة اقناع المسيحيين واليهود أن الإسلام دين سماوي.
إنهم يؤكدون أن الإسلام يؤمن بموسى و(عيسى)، وأن محمد هو استمرار للأنبياء بل هو خاتم الأنبياء جميعا واشرف خلق الله. بل ويدّعون ايضا أن الكتاب المقدس قد تنبا عن محمد.
هل تنبأ الكتاب المقدس عن محمد؟
يستشهد المسلمون بعدة نصوص في كل من العهدين القديم والجديد ليثبتوا به أن محمد قد ذكر عنه في الكتاب المقدس. ولكن بالفحص الدقيق لهذه النصوص التي يستشهدون بها، نجد أنها لا تنطبق على محمد. إنها تشير إما الى يسوع او الروح القدس. واليك أكثر هذه الشواهد استعمالا من قبل المسلمين:
الإستشهاد بآيات من العهد القديم منها:
"يقيم لك الرب الهك نبيا من وسطك من إخوتك مثلي، له تسمعون" "اقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به". تثنية 15:18 و 18
هذه الآيات لا تنطبق على محمد ابدا، فمحمد من نسل إسماعيل، واليهود لم ينظروا الى نسل إسماعيل ابن الجارية المصرية هاجر على انهم (إخوة) لهم. ومن ناحية أخرى فإن يسوع ينطبق عليه التعبير (مثلك) [أي مثل موسى].
فيسوع كان عبرانيا يهوديا مثل موسى ، بينما محمد لم يكن كذلك. يسوع اجرى عجائب ومعجزات كموسى امام انظار الاف الناس في وضح النهار، بينما محمد لم يفعل اي معجزة . والرسول بطرس أعلن بما لا يترك مجالا للشك أن هذه النبوءة تشير الى يسوع.
يستشهد المسلمون ببعض آيات الإنجيل للدلالة على التنبوء بمحمد.
آيات العهد الجديد: "ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا اليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي". يوحنا 26:15
يقول المسلمون أن الكلمة اليونانية (البارقليط) وترجمتها بالعربية (المعزّي) تعني في الأصل "الممدوح" أو "المحمود"، إشارة الى محمد. في الحقيقة أن هناك كلمة في اللغة اليونانية وتكتب بحروف اخرى مشابهة في النطق، وتعني(الممدوح او المحمود)، لكن الكلمة المستعملة في الإناجيل الأربعة مختلفة تماما والترجمة الصحيحة لها (المعزي). وهذا يشير دون شك الى الروح القدس. المعزي (البارقليط) الروح القدس هو روح وليس مادة، بينما محمد كان له جسد مادي.
الروح القدس ارسله الرب يسوع الى التلاميذ بينما محمد جاء بعد 6 قرون من موت التلاميذ. فلو كان المعزي هو محمد، فيكون ان الرب يسوع هو من أرسله، وبذلك يكون اعترافا من المسلمين ان المسيح هو الله الذي يرسل الرسل والأنبياء ومنهم محمد. وهذا لا يتوافق مع الإسلام.
قيل عن الروح القدس انه [يمكث] في التلاميذ، بينما محمد لم يرَ التلاميذ. وقيل ان العالم لم يرَ الروح القدس، بينما رأى الناس محمدا .وهذه الأدلة القاطعة تنفي ان يكون المعزي (البارقليط) هو نبي الإسلام محمد.
يستخدم دعاة الإسلام وسيلة أخرى لمحاولة خلق مناخ من القبول بين الشعوب المسيحية في الدول الغربية، فهم يؤكدون أن هناك تماثل كبير بين المسيحية والإسلام. وفي هذا الصدد يشيرون الى أن الإسلام يؤمن بالكتاب المقدس (الغير محرف)!!، وبالله وبعيسى ولا يعترفون بيسوع. وبالعذراء مريم. لأنهما مذكوران بالقرآن. ويؤمنون بالأنبياء وبيوم الدينونة، وبالجنة.
لكن الحقيقة أن الإختلاف شاسع بين الإسلام والمسيحية، وهو إختلاف لا يمكن التقريب فيه بين الديانتين، وهذه بعض الأمثلة القليلة:
إله الكتاب المقدس ليس هو إله القرآن الذي يحرض على قتل الإنسان وإغتصاب النساء السبايا كمُلك يمين.
الله في الكتاب المقدس هو أب محب الذي مع الإبن والروح القدس هو إله واحد ةليس ثلاثة.
مبدا الله المثلث الأقانيم يعتبر في الإسلام كفرا وشركا. حسب الآية التالية:
"لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة، وما من اله إلا إله واحد" سورة المائدة 73:5
الله في الإسلام متغير يبدل كلامه وينسخ اقواله . بموجب هذه الآية:
"وما ننسخ من آية أو ننسها، نأت بخير منها أو مثلها، ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير" .
سورة البقرة 106:2
إله الإسلام غضوب .بموجب الآية التالية: "ولو شئنا لأتينا كل نفس هديها ولكن حق القول مني لأملئن جهنم من الجنة والناس أجمعين" سورة السجد 13:32
الله في الإسلام ماكر وخير الماكرين. تؤيدها الآية التالية : "ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين". سورة الأنفال 8:30
الله في الإسلام مخيف. بتأييد الآية التالية: "فالله أحق، تخشوه إن كنتم مؤمنين" التوبة 13
يسوع المسيح في الكتاب المقدس ليس هو عيسى في القرآن. يسوع في الكتاب المقدس هو إبن الله الذي مات على الصليب ليخلص العالم. والقرآن أنكر صلب عيسى.
يعتبر الأسلام والقرآن عيسى إنسانا مخلوقا. وليس كلمة الله المتجسد. بموجب الآية التالية:
"إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون". نحن نتسائل: هل كلمة الله مخلوق من تراب ؟ أم بكلمة الله (المسيح) خلق الله كل شئ في الكون كما جاء في إنجيل يوحنا .. "في البدء كان الكلمة وكان الكلمة عند الله وكان الكلمة الله".
في القرآن عيسى مجرد عبد ورسول. حسب الآية التالية:
"يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق، إنما المسيح عيسى إبن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه" سورة النساء 171:4 نتسائل: إن كان المسيح كلمة الله وروح منه فكيف يكون (كلمة الله وروحه) معادلا لآدم بالخلق من التراب؟
عيسى في القرآن لم يصلب. بموجب الآية التالية:
"وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى إبن مريم رسول الله ، وما قتلوه وما صلبوه لكن شبه لهم " سورة النساء 157:4
نتسائل: اليهود الى اليوم لا يعترفون بالمسيح نبيا ورسولا من الله، فكيف يذكر القرآن: انهم قالوا عن عيسى "إنا قتلنا عيسى بن مريم رسول الله "؟ عيسى سيأتي مرة أخرى للأرض ليكسر الصليب! وهذا ما جاء بصحيح البخاري عن حديث لنبي الإسلام محمد قوله: "لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب" !! البخاري حديث رقم 656:3... نتسائل: اي صليب سيكسر عيسى ولماذا، بعد ان صلب ومات وقام من الموت؟
الروح القدس بين المسيحية والإسلام
الروح القدس في المسيحية هو الأقنوم الثالث من اللاهوت. من أعماله أنه يعزى ويبكت، يرشد ويمنح القوة، ويعطي الثمر.
الروح القدس في القرآن والإسلام هو (جبريل) مراسل محمد الذي ينقل القرآن الى محمد.
"فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشر سويا". سورة مريم 17:19 "قل نزله (اي القرآن) روح القدس (الملاك جبريل) من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا هدى وبشرى للمسلمين". سورة النحل 102:19
اخلاقيات الكتاب المقدس تختلف عن أخلاقيات القرآن:
اخلاقيات الكتاب المقدس تبنى على المحبة والغفران والتسامح والمساواة والإرادة الحرة.
أخلاقيات القرآن تعلّم على الإنتقام والقتل والسبي واغتصاب النساء السبايا وسرقة الغنائم.
بقوله: "من أعتدى عليكم فأعتدوا عليه بمثل ما أعتدى عليكم" البقرة 194:2
القرآن لا يساوي في المعاملة بين المراءة والرجل: بدليل: "للذكر مثل حظ الأنثيين"
القرآن يسمح للرجل أن يضرب أمرأته بالوصية التالية: "والتي تخافون نشوزهن فعضوهن وأهجروهن بالمضاجع واضربوهن" النساء 34:4
الإسلام يفرض عقوبات صارمة على الخارجين على تعاليم الإسلام.
السارق يعاقب بقطع اليد. المائدة 38:5
السكير يعاقب بالجلد 80 جلدة. البخاري ج 8: 770
الزاني يعاقب بالجلد 100 جلدة. سورة النور 2:24
دين الإسلام يفرض على الناس قبوله بالقوة إذا لزم الأمر . بقوله "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله" البقرة 193:2
المرتد عن الإسلام يعاقب بالموت بقول نبي الإسلام: "من بدّل دينه فأقتلوه"! البخاري ج 9
الخلاص في الكتاب المقدس يختلف عن الصراط المستقيم في القرآن.
الخلاص الأبدي في الكتاب المقدس مضمون بعمل المسيح الفدائي نيابة عنا على الصليب.
الإسلام لا يعترف بالخطية الأصلية ، ولا يجد ضرورة للصليب. في الإسلام: الله القادر على كل شئ له مطلق الحرية أن يعاقب أو يصفح عن من شاء ومتى يشاء . بقول القرآن:
"فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير" البقرة 284
في الإسلام الأعمال الصالحة تلغي الأعمال السيئة. بقول القرآن:
"إن الحسنات يذهبن السيئات" سورة هود 114
في الإسلام الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء!! والشيطان يضل ايضا. فعمل الله مشابه لعمل الشيطان في الضلال.
التأكيد الوحيد للمسلم لضمان الفوز بالجنة و نكاح حور العين هو عن طريق القتال في سبيل الله (الجهاد) والموت أثناء ذلك. يقول القرآن: "ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة ورحمة خير مما يجمعون" آل عمران 157
ملكوت السماء في الكتاب المقدس تختلف عن الجنة في القرآن والإسلام.
ملكوت السماء في المسيحية هو مسرات الروح و مسرات الطهر والنقاء، تسبيح و تقديس وتمجيد الله.
في الإسلام مكافاءة المجاهد المسلم والشهيد هو الأنتقال للجنة للفوز بنكاح 72 من حور العين مع وصيفاتهن، والجنة في الإسلام هي المكان الذي يجلس فيه المسلم على الأرائك ويأكل اللحوم والفواكه ويشرب الخمر ويمارس الجنس مع الحوريات ويشبع نزواته الشاذة بممارسة الجنس مع الغلمان الصغار كاللؤلوء المكنون.
نتسائل: لماذا في الجنة غلمان صغار لا يصدعون ولا ينزفون يخدمون الذكور ويطوفون على المؤمنين الذكور بكؤوس الخمر؟ ولماذا شرب الخمر في الجنة. لماذا لا يستبدل بعصير الفواكه مثلا، الا يكفي المسلم اللبن والعسل؟
لم يذكر القرآن اي مكافأءة للمرأة المؤمنة ولم يذكر أن لها مكان في الجنة. لماذا كل الامتيازات للذكور (المقاتلين)؟
يوصف القرآن وضع المسلمين الجنة بما يلي: " أن المتقيين في جنات ونعيم ... كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون. متكئين على سرر مصفوفة، وزوجناهم بحور عين .... وأمددناهم بفاكهة ولحم طير مما يشتهون .... يتنازعون فيها كاسا لا لغو فيها ولا تاثيم، ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون " آيات من سورة الطور.
كلمات كلها أغواء لأمور حسية ارضية أكل وشرب وجنس. وهذا لا يتوافق مع قدسية المكافاءة التي يعدها الله للمؤمنين به.
رسالة المسلمين الى المسيحيين الغربيين في هذه الايام يقولون فيها:
"هناك ارضية مشتركة بيننا وبينكم، اقبلونا واستمعوا لنا... لكننا لا نعترف بصلب مسيحكم ولا نعترف بكتابكم المقدس لأنه محرف. انهم يهاجرون الى الدول الأوربية المسيحية لكي يغزوها بصمت وبلا سلاح. لكي يتكاثروا هناك وبعد خمسين سنة سيقولون نحن اكثر عددا منكم ونريدها دولة اسلامية تطبق فيها شريعة القرآن واللحم الحلال ويقولون لأهل البلاد الأصليين انتم كفار تعبدون ثلاثة آلهة وتتبعون كتابا محرفا. أنتم يا نصارى ذميين وعليكم ان تدفعوا لنا الجزية، وتنتجون وتخترعون وتصنعون لنا الأدوية وكل شيء ونحن نستخدمها لأنكم خدم لدينا.