ارتكبوا جريمة الصلاة - مقالات
أحدث المقالات

ارتكبوا جريمة الصلاة

ارتكبوا جريمة الصلاة

كريمة كمال

لم ينته المشهد بعد.. أقباط «الفرن» صلوا فى الشارع ليلة عيد العذراء.. لكن المشهد مستمر بالضرورة فى المنيا لكن من الممكن أيضا أن يكون فى أى مكان آخر.. هل هذه هى أول مرة يطارد الأمن المصلين من الأقباط وتعتقلهم الشرطة والجريمة هى الصلاة؟

لا ليست أول مرة ولن تكون الأخيرة، القائمة تطول، لكن تفوز المنيا بمركز الصدارة فى تكرار الحالات، هل تريدون أن تعرفوا لماذا؟ راجعوا تصريحات مسؤولى الدولة فى المنيا وقراراتهم.. قال اللواء «عصام البديوى»، محافظ المنيا، إن هناك شكلا من أشكال العلاقة المتوترة غير الطيبة بين المسلمين والأقباط فى بعض المناطق بالمحافظة، لكنه عاد ليؤكد أنها محدودة وبسيطة، لكنه قال إنها خلافات اجتماعية تؤدى لظهور ما يسمى (الفتنة الطائفية) رغم أنها ليست طائفية، واصفا ما يحدث بأن بعض المسيحيين يقومون بشراء منزل للصلاة فيتجمع مجموعة من المسلمين ويقولون لهم (لو سمحتم البيت ده غير مرخص ومحتاج ترخيص للصلاة فيه)، وتابع سيادة المحافظ معترفا: لا أنكر أن هناك أنواعا من التأخير فى الاستجابة لهذا الطلب بسبب الظروف الاجتماعية، مشددا على أنه «من حق أى شخص أن يؤدى الصلاة كما يرى وفى المكان الذى يرتئيه لنفسه».

لا أعتقد أن كلام المحافظ يتطلب أى تعليق منى، وسأترك لكم مهمة هذا التعليق لكننى أسأل المحافظ: هل من حق أى مواطن أن يسأل مواطنا آخر عما يفعله، أم أن هذا من حق الدولة وحدها؟ ولن أسأله عما فعلته الدولة فالأخبار التى تم تداولها من داخل القرية كافية، حيث قام الأمن بمنع الأقباط من الصلاة مما اضطرهم للصلاة فى الشارع كما تم منع الكاهن من الوصول لهم، وصرح العميد محمد صلاح بأن بعض الأقباط يصطحبون أحد القساوسة يوم الأحد من كل أسبوع لمحاولة إقامة الشعائر الدينية بمنزل غير مرخص للصلاة، موضحا أن أجهزة الأمن تدخلت بناء على اعتراض المسلمين لهم ومنعهم.. وإذا كان المحافظ قد اعترف بتأخر طلب الترخيص لأسباب اجتماعية كما عبر، فالمسألة فى النهاية لا تحتاج إلى تفسير فالوضع كما عبروا عنه كاف جدا لموقف الدولة من هذا الذى يجرى ويتكرر من قرية إلى أخرى.. هل يتوقف الأمر عند هذا التفسير؟ ربما.. هل يمتد إلى التفسير الذى تبناه آخرون أكثر علما بالأمور من أن المعركة لا تتوقف عند التمييز الذى تأصل بل هى تمتد لتكون معركة تكسير عظام يمارسها أمن المنيا مع أسقف المنيا الأنبا مكاريوس لتجرئه على فضح تعنتهم فى كل الأحداث الطائفية التى وقعت؟ ربما.. هل صارت المنيا إدارة داعشية ذات سيادة؟ إن الصورة الفوتوغرافية التى تصدرت الإنترنت والتى حملت عنوان الأب الكاهن والأمن والتى توضح صورة اصطفاف الأمن لسد الطريق على الكاهن حتى لا يصل لإقامة الصلاة كافية لتبنى كل التفسيرات السابقة معا وليس أحدها فقط.

الأمن قام بتحرير محضر للأقباط، وسواء تم القبض على عدد منهم أم لا فقد عُوملوا كمجرمين لأنهم أرادوا الصلاة.. وأنا أسأل سيادة المحافظ، ممثل الدولة: لماذا لم يبادر بمنح الترخيص لهذا المنزل لإقامة الصلاة بدلا من أن يصرح رئيس المدينة «لا توجد كنيسة» وكأنما يقرر وضعا أبديا يرضيه، وبدلا من التمسح فى الظروف الاجتماعية؟

الكنائس فى هذه القرى لا تعدو أن تكون بيتا ريفيا من الطوب اللبن وتمثل احتياجا أساسيا للقروى البسيط كما قال المفكر القبطى «كمال زاخر» فى بوست له.. وهو ما دفع هؤلاء الأقباط إلى إرسال استغاثة لرئيس الجمهورية، وأنا من جانبى أسأل السيد رئيس الجمهورية: ما الذى يحتاجه المواطن المصرى القبطى أكثر: أكبر كنيسة فى العاصمة الإدارية أم بيت من الطوب اللبن فى كل قرى مصر ليصلى فيه؟ هل يحتاج القبطى إلى مبنى يتباهى به أم بيوت لله تسكنها العدالة.

المصرى اليوم 

 

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث