بعد مذبحة سيناء… الأقصى في خطر - مقالات
أحدث المقالات

بعد مذبحة سيناء… الأقصى في خطر

بعد مذبحة سيناء… الأقصى في خطر

رؤوبين باركو

يتابع الغرب بدهشة عمليات الذبح وقطع الرؤوس والاغتصاب وقتل الأبرياء والمصلين من قبل الحركات الإسلامية الراديكالية. صحيح أن هذه الفظائع ـ مهاجمة المسجد قرب الشيخ زويد في سيناء، تبدو في الغرب مثل لغز محير.
عمليا، الأمر يتعلق بنموذج يميز نشاطات الحركات الإسلامية المتطرفة في العالم ـ بدءا من بوكو حرام وحماس والجهاد الإسلامي والقاعدة وانتهاء بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ـ نموذج يشمل التكفير للمسلمين، أي اعتبارهم كفارا يجب قتلهم.
أيضا الهجوم على المسجد في سيناء يعتبر محاكاة أساسية لـ «الصيغة القديمة الخالدة». في مقال له في بداية الأسبوع شرح المحلل محمد إسماعيل في صحيفة «اليوم السابع» أن «فتاوى الدم» التي حللت الأعمال الفظيعة في المسجد في الشيخ زويد، التي قتل فيها صبرا أكثر 235 مصلٍيا، تضمنها كتاب المفكر الإسلامي سيد قطب، الذي هو من مؤسسي حركة الإخوان المسلمين التي ولدت حماس والحركة الإسلامية في إسرائيل وحركات التكفير الراديكالية الأخرى.
حسب أقوال إسماعيل فإن العملية في سيناء كانت عملية تقليد لأفعال النبي محمد، الذي أمر بتدمير وإحراق مسجد ضرار في قباء قرب المدينة المنورة وتحويله إلى كومة من القمامة، الذي كان يجتمع فيه معارضوه للتآمر من أجل التمرد والكفر والعودة عن الإسلام «الردة».
من وجهة النظر هذه، فإن عقيدة قطب التي تبناها مفكرو الإسلام تتطرق الآن للمساجد، بالأساس التابعة للأوقاف في مصر وسيناء، كمخبأ لأعداء الإسلام يجب إحراقها، حتى لو أن انتقام المصريين والقبائل في سيناء لن يتأخر.
إن نموذج المحاكاة القديم لاحتلال العالم يتم تطبيقه اليوم بدقة قاتلة من قبل التنظيمات الإرهابية الإسلامية في جيوبها المختلفة في أي مكان في إطار «الترهيب والترغيب»، الذي أعد لهذا الهدف (سيطرة الإسلام على العالم). العملية في المسجد الصوفي في شمال سيناء تم تنفيذها على أيدي نشطاء داعش من خلال تطبيق العبر الإسلامية العتيقة. ضمن قيود قدرتهم التنفيذية إزاء أجهزة محاربة الإرهاب التابعة للدول المعادية، يعمل الإسلاميون المتطرفون بمن فيهم أعضاء الحركة الإسلامية في إسرائيل، على محاكاة التراث القديم، وهذا هو الجواب على اللغز. يجب فقط قراءة السيرة النبوية التي تصف كيف قامت خلايا الإعدام بتصفية معارضي النبي محمد بأمر منه، وتم إحضار رؤوسهم المقطوعة، وكيف تم اغتصاب السبايا، وبيع الأطفال كعبيد، وتصفية الخصوم «الخونة» (يهود خيبر) ودفنهم في مقابر جماعية، في حين أن بيوت عبادة الكفار تم تدميرها.
القتل الجماعي في مسجد الشيخ زويد في سيناء، مثلما حدث في مسجد ضرار، تم تنفيذه بسبب كونه مسجد صوفي أحمدي (كافر) «يتعاون» مع السلطات المصرية ـ وهذه وصفة للقتل الجماعي المدعوم من قبل قطر وإيران وتركيا ـ التي يتم في أراضيها تزوير جوازات السفر للفارين من داعش الذين يصلون إلى أوروبا وإلى سيناء. على خلفية عمليات القتل هذه تعتبر ادعاءات رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في إسرائيل، عن تآمر اليهود للمس بالمسجد الأقصى، مضحكة. ولكنها مقلقة أيضا. بالضبط حسب أيديولوجيا رائد صلاح وفظائع زملائه، ربما يقوم هو ورجاله بضرب المسجد الأقصى وقتل المصلين فيه، بزعم أنه يوجد فيه كفار، ومن خلال هذا التلاعب سيحصلون على حرب دينية ضد إسرائيل.

اسرائيل اليوم 30/11/2017

ترجمة القدس العربى

 

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث