سحر الجعارة
إن كانت «بسمة وهبة» لا تعلم أن «عبدالله رشدى» يحترف «تكفير الأقباط» فتلك مصيبة، وإن كانت تعلم فالمصيبة أعظم، لأنها بهذا تكون قد اشتركت معه في تهمة «ازدراء الدين المسيحى»، لأنها استضافته رغم منعه من وزارة الأوقاف من اعتلاء المنابر وهجوم وزير الأوقاف الدكتور «محمد مختار» بنفسه عليه، وتاجرت معه بإشعال الفتنة الطائفية لإحداث «فرقعة إعلامية»!.
أنا أعرف «بسمة» جيدا، وعملت معها منذ أن كانت «محجبة»، والتقيت بزوجها الحالى النائب «علاء عابد» مرة واحدة، وأعرف أنها مرت بظروف عائلية وصحية مؤلمة، وأن طموحها الجارف ورغبتها الجنونية في الشهرة قد أصبحت بمثابة «الثأر» من كل ما عانته.. فقط لتثبت أنها «نجمة» تتجاوز هزائمها الإنسانية ولحظات الانكسار تحت «الأضواء».. لكنها ضربت «كرسى في الكلوب» وهى تحاول التقاط شعاع الشمس لتصل إلى سماء النجومية!.
لم تعد «بسمة» بحاجة إلى «التعاطف» الذي أحيطت به خلال فترة علاجها من مرض السرطان، ولم تعد تلك المرأة التي تبحث عن نفسها وتحاول إثبات وجودها على خريطة الإعلام.. لقد تحولت إلى «مذيعة» تسير على جثث البشر وتحطم العمود الفقرى للوطن.. ربما لأنها «مسنودة» سياسيا وماديا!.
هل أخطأت «بسمة» في اختيار ضيوفها أم موضوعات برنامجها أم فريق الإعداد الذي يرسم خطواتها في حقل الألغام؟.. لا أدرى!.. فكل ما أعرفه أنها ليست مؤهلة للسيطرة على رجال، يحترفون إشعال حرائق «الفتنة الطائفية» مثل «عبدالله رشدى» فتى الأزهر المدلل.. الذي تاجر بتكفير الأقباط وتفنن في الطعن في عقيدتهم.. حتى لفظه الأزهر ولم يعد يصدره للحديث في وسائل الإعلام؟.
وفى كل مرة يكفر رشدى «الأقباط» يحاول تبرير موقفه بأن «الكفر» بمعنى «الانكار».. ثم يعود سريعا إلى الدور المرسوم له فيكتب على الفيسبوك أثناء احتفال الإخوة الأقباط بعيد الميلاد: (بيوت الله في الأرض هي المساجد وليس لله في الأرض بيوت بعد الإسلام سواها غير المساجد ويسمى «دور عبادة» وليس «بيوت الله»)!.. دون أن يراجعه أحد علماء الأزهر أو يحاكمه القانون الذي سن عشرات العقوبات لمن يهدد السلم الاجتماعى ويثير الفتنة الطائفية ويزدرى الديانات السماوية.
يلتزم الأزهر الصمت، ولا تتحرك «النيابة العامة» وهى المحتسب عن المجتمع ضده، رغم أن كلماته كلها تحريض صريح على إهدار قدسية الكنائس وهدمها، وهى التي تستند اليها «التنظيمات الإرهابية» في تفجير الكنائس واغتيال القساوسة.. لقد أصبح «رشدى» مرجعية فقهية للذئاب المنفردة، يعد لهم «القنابل والمولوتوف» ويسلمهم «ذخيرة الفتوى».. لتنفجر في وجوهنا دماء المصلين في الكنائس والمساجد!.
لو خرج صوت واحد من الأزهر يواجه «رشدى» بقول المولى عز وجل: (الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرًا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) الحج- 40، لربما أدرك أن الله قدم «الصوامع والبيع» على المساجد! لكن «ثقافة التكفير» انتشرت وتوغلت، واستوطنت عقول البسطاء الذين غيبهم أمثال «رشدى» لتكفر المبدعين والمفكرين، حتى طالت التفجيرات مسجد «الروضة» ببئر العبد!.
إلى متى يصبر الأقباط على حياة إيقاعها جنائزى، ووطن ينزع منهم «حرية العقيدة» وهو يتغنى بحقوق المواطنة، لقد أغرت «ثقافة التسامح» حزب التكفير بالذم والتشكيك في عقيدة الأقباط ليل نهار.. منتظرين أن يعطيهم كل قبطى الخد الأيسر بعد أن تلقى اللطمة على الخد الأيمن!.
«عبدالله رشدى» حاول تبرير موقفه، بعد الحلقة التي انسحب منها المخرج «مجدي أحمد على» والمفكر «ﺃﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪﻩ ﻣﺎﻫﺮ» بعد أن قال «رشدى»: (أﻳﻮه ﻗﻟﺖ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻦ ﻛﻔﺎﺭ وكلُّ من لَقِيَ اللهَ على غير الإسلامِ فهو كذلك).. فكيف برر موقفه؟.
قال «رشدى» ساخرا ومنكرا معتقدات الأقباط: (أنا لن أدخل الملكوت لأني لم أولد من الماء والروح، وبالتالي لا تكون الكنيسةُ لي أماً ولا يكونُ اللهُ لي أباً، وهذا لا يضايقني، نعم لا أؤمنُ بذلك لكنني أعيشُ مع من يؤمِنُ بذلك، وعيد القيامة مثلاً لدى المسيحيين يكون للاحتفال بكون ابن الله قد قام من الأموات، ورغم ذلك لا يحق لي أن أقول لهم لا تحتفلوا به لأنه يجرح مشاعري ومعتقداتي(!.
يصر «رشدى» على أن يكون نجما على أنقاض الصليب وأشلاء جثث الأقباط.. وكل ما تفعله الدولة لإنصاف الأقباط ينسفه عن عمد!.
يصر على إهدار دم الأقباط، وعلى ذبحهم يوميا بسكين بارد وهو يفتت الوطن على أساس دينى، ويرفع شعار «بعضى يكفر بعضى».. ليحدث شرخا في علاقة المسلم بالمسيحى.. إن طبق الحد على «رشدى» فلابد أن تقطع أيديه وأرجله من خلاف.. وإن طاله القانون لابد أن يعيش في ظلام الزنازين طويلا.. أما أن تركتموه طليقا مسعورا فأنتم «جميعا» شركاء في سفك دماء الأقباط!.
s.gaara@almasryalyoum.com