عبد الاله مجيد
لندن: أصبح المسيحيون البيض أقلية في الولايات المتحدة بعد ان تراجعت نسبتهم من السكان الى أقل من 50 في المئة لأسباب منها الهجرة وتزايد عدد الأشخاص الذين يرفضون الدين عموماً، كما اظهرت دراسة جديدة.
وبحسب الدراسة التي اجراها معهد الأبحاث الدينية العامة في واشنطن، فإن المسيحيين عموماً ما زالوا يشكلون أغلبية كبيرة بنحو 70 في المئة من سكان الولايات المتحدة لكنّ المسيحيين البيض الذين كانوا الفئة المهيمنة في الحياة الدينية للبلاد يشكلون الآن 43 في المئة فقط من السكان. وكان المسيحيون البيض يشكلون نحو 80 في المئة من سكان الولايات المتحدة قبل اربعة عقود.
وشمل التغيير جميع الطوائف المسيحية في الولايات المتحدة ، بما في ذلك حدوث انخفاض حاد في اعداد المنتمين الى مذاهب بروتستانتية كبيرة مثل اللوثرية والمشيخية ، وزيادة نسبة اللاتينيين في الديانة الكاثوليكية وانخفاض عدد الكاثوليك البيض غير اللاتينيين وهبوط اعداد الايفانجليكيين الذين كانوا يعتبرون حتى الآونة الأخيرة محصنين ضد تناقص عددهم.
واثارت الاتجاهات التي رصدتها الدراسة مخاوف بشأن موقع المسيحيين في المجتمع الاميركي وخاصة في صفوف الايفانجليكيين الذين يقلقهم تزايد نسبة الاميركيين الذين لا ينتمون الى أي دين حيث يشكلون الآن نحو ربع السكان.
وتبلغ نسبة الايفانجيلكيين البيض الآن زهاء 17 في المئة من السكان بالمقارنة مع 23 في المئة قبل عشر سنوات، بحسب الدراسة.
شمل الاستطلاع الذي اجراه معهد الابحاث الدينية العامة في اطار دراسته أكثر من 100 الف شخص خلال الفترة الممتدة من بداية 2016 الى بداية 2017.
وكانت احصاءات سابقة وجدت ان الأغلبية البروتستانتية التي كتبت تاريخ الولايات المتحدة تراجعت الى أقل من 50 في المئة منذ حوالي تسع سنوات. وقال مدير معهد الابحاث الدينية العامة روبرت جونز إن زيادة عدد المسيحيين من اصول لاتينية وثبات عدد المسيحيين من الاميركيين السود اسهما في طمس التراجع الحقيقي لعدد المسيحيين البيض.
كما وجدت الدراسة ان اكثر من ثلث الناخبين الجمهوريين يقولون انهم ايفانجيليكيون بيض، وان زهاء ثلاثة ارباعهم يقولون انهم مسيحيون بيض. وبالمقارنة، فإن المسيحيين البيض أصبحوا اقلية بين ناخبي الحزب الديمقراطي متراجعين من 50 في المئة قبل عشر سنوات الى 29 في المئة الآن. ويقول 40 في المئة من الناخبين الديمقراطيين انهم بلا انتماء ديني.
وبين الكاثوليك الاميركيين يقول 55 في المئة انهم بيض بالمقارنة مع 87 في المئة قبل 25 سنة نتيجة تزايد الكاثوليك ذوي الأصول اللاتينية. وهبطت نسبة الكاثوليك من سكان الولايات المتحدة خلال السنوات العشر الماضية من 16 الى 11 في المئة، ونسبة البروتستانتيين عموماً من 18 الى 13 في المئة خلال الفترة نفسها.
اعدّت «إيلاف» هذا التقرير بتصرف عن "الاندبندنت".