وليام بوث*
تنشر شرطة العاصمة في لندن أحدث معدات لمكافحة الإرهاب صممت لإحباط هجمات المركبات وهي عبارة عن شبكة من مسامير مدببة من صلب «التنجستين» تستطيع قوات الأمن فرشها بسرعة مثل سجادة على الطريق. وشبكة الأشواك تلك التي تطلق عليها شرطة العاصمة «تالون» مصممة كي تثقب إطارات السيارات وتمسك بها بينما تعطل الشبكة البلاستيكية الإطارات الأمامية للمركبة، مما يدفع السائق إلى توقف مفاجئ. والفكرة قريبة لأذهان كل من شاهد أفلام سبايدرمان. واستخدمت شرطة العاصمة شبكات «تالون» لأول مرة في استعراض لأفراد قوات البحرية الحاليين والقدامى في وسط لندن يوم الأحد الماضي. البساط الشائك «من المرجح أن يستخدم على نطاق واسع في الأحداث التي تجذب حشوداً كبيرة في لندن».
البساط يستطيع جنديان فحسب نشره في أقل من دقيقة واحدة، وبوسعه أن يوقف شاحنات أثقل من حافلات لندن ذات الطابقين. وأكد متحدث باسم الشرطة أن «السرعة والعدد القليل من الأشخاص المطلوبين في نشر هذه الشبكات الحديدية يعني إمكانية نقل هذه الشبكات بسرعة كبيرة إذا لزم الأمر». والشبكات تعد تطويراً لأشرطة الأشواك التي استعملتها الجيوش وقوات الشرطة على مدار سنوات لإنهاء مطاردة السيارات وحماية نقاط التفتيش من خلال ثقب إطارات السيارات. وذكر بيان للشرطة أن شبكات «تالون» تجعل «المركبة تنزلق في خط مستقيم مما يقلل بكثير المخاطر على التجمعات ويؤدي إلى وقوف محكوم وبعدها يستطيع أفراد الأمن التعامل مع السائق».
والشبكة مصممة لحماية الناس من هجمات المركبات التي انتشرت في أوروبا في الفترة السابقة. وهجمات المركبات من السهل تنفيذها، ولا تتطلب أكثر من الرغبة في القتل والقدرة على القيادة وإمكانية الحصول على سيارة أو شاحنة. والجدير بالذكر أن إرهابياً يقود مركبة قتل أربعة من المارة وفرد أمن على جسر «ويستمنستر» في لندن في مارس الماضي. كما قُتل ثمانية أشخاص بعد أن اقتحم أعضاء في خلية إرهابية بشاحنتهم المستأجرة حشداً من الناس فوق جسر لندن في يونيو الماضي قبل أن يقفزوا خارجين من المركبة، ويطعنوا بعض المحتفلين في منطقة «بوروه ماركت». وأصيب مسن مريض ولقي حتفه لاحقاً بعد أن اصطدم متطرف من الجناح اليميني بسيارته في مجموعة من المصلين المسلمين في يونيو الماضي. والشهر الماضي، دهس يونس أبو يعقوب البالغ من العمر 22 عاماً 14 شخصاً بشاحنة مستأجرة وسط طريق شهير في برشلونة. وفي عام 2016، قتل محمد لحويج بوهلال 86 شخصاً في نيس في فرنسا مستخدماً شاحنة ملغومة قادها بجانب حشد بالقرب من شاطئ البحر في يوم الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي. واقتحم انيس العامري سوقاً مخصصاً لعيد الميلاد بشاحنة في برلين العام الماضي مما أدى إلى مقتل 12 شخصاً.
ويرى «نيك ستالي» رئيس مفتشي شرطة العامة «أن هذا العتاد قادر دون شك على حفظ الأرواح، وهو ليس إلا واحداً من عدد من الإجراءات التي تتخذ لتوفير الحماية للحشود التي تشارك في الأحداث الكبيرة في لندن وطمأنة الأنشطة الاقتصادية والعمال والزائرين مع مضيهم في حياتهم اليومية». وتمت إقامة «حواجز تخفيف آثار المركبات المعادية» عند تسعة جسور في لندن وأهداف سهلة أخرى.
*رئيس مكتب «واشنطن بوست» في لندن.
واشنطن بوست