نيويوركر»: 40 ألف مقاتل من 110 دولة.. لكن هل نقترب من نهاية الصراع مع «داعش»؟ مترجم عنAre We Nearing the Endgame with ISIS?للكاتب Robin Wright - مقالات
أحدث المقالات

نيويوركر»: 40 ألف مقاتل من 110 دولة.. لكن هل نقترب من نهاية الصراع مع «داعش»؟ مترجم عنAre We Nearing the Endgame with ISIS?للكاتب Robin Wright

نيويوركر»: 40 ألف مقاتل من 110 دولة.. لكن هل نقترب من نهاية الصراع مع «داعش»؟  مترجم عنAre We Nearing the Endgame with ISIS?للكاتب Robin Wright

صبري هلال

التقت الصحفية الأمريكية «روبن رايت»، المتابعة لشؤون الشرق الأوسط والكاتبة بمجلة «ذا نيويوركر» الأمريكية، بالدبلوماسي الأمريكي «بريت ماكغورك» في مكتبه بوزارة الخارجية الأمريكية يوم الأربعاء الماضي، لتتحدث معه حول مستقبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وماكغورك هو مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للتحالف الدولي – الذي يضم 72 دولة – لمكافحة تنظيم داعش، وقد عمل في وزارة الخارجية الأمريكية تحت رئاسة كل من جورج دبليو بوش وباراك أوباما، والآن دونالد ترامب.

وفيما يلي أهم ما ورد في المقابلة التي نشرتها مجلة «ذي نيويوركر» بعد تحريرها وتكثيفها.

  • أين يوجد «داعش»؟ وأين يوجد قادته ومقاتلوه؟ إذ تشير تقديرات المخابرات أن ما لا يقل عن 20% من مقاتلي التنظيم قد عادوا إلى بلدانهم الأصلية.. إلى أين يذهب المقاتلون وهم يواجهون الهزيمة؟

جاء 40 ألف مقاتل أجنبي من أكثر من 110 دولة إلى سوريا، منهم من أتى من دول بعيدة مثل الصين. أقام مئات من المقاتلين الأجانب في مدينة الموصل القديمة متحصنين في مبان مدنية، واستطعنا سماعهم من خلال الراديو يتحدثون الصينية والروسية والهولندية والفرنسية.

هل خرج بعض المقاتلين قبل غلق الحدود؟ نعم، لكن هذا صعب للغاية الآن. المقاتلون الأجانب الذين هم في العراق وسوريا سوف يموتون في العراق وسوريا. لقد تم تحرير الموصل، والرقة محاصرة. لقد استطاعت قوات سوريا الديمقراطية – المدعومة من الولايات المتحدة – تطهير نحو 40% من المدينة. يرتكز مقاتلو داعش في بلدات صغيرة على نهر الفرات عند تقاطع الحدود العراقية والسورية. خطط هؤلاء المقاتلون لشن هجمات كبرى على الرقة تستهدف بنيتها التحتية، ثم إرسال مجموعات للقيام بهجمات في باريس وبروكسل، لكنهم لا يمكنهم القيام بذلك بعد الآن.

  • كم عدد مقاتلي داعش الذين لا يزالون نشطين؟ وأين هم؟

يعتقد خبراؤنا أن عدد مقاتلي داعش النشطين تقلص إلى اثني عشر ألف مقاتل، بما في ذلك المحليين والأجانب. إن قوات سوريا الديمقراطية – التي نعمل معها – شجعان بشكل لا يصدق؛ إذ يقومون بتفتيش المباني طابقًا طابقًا، وغرفةً غرفةً، للقضاء على أعضاء داعش.

  • هل أبو بكر البغدادي خليفة تنظيم داعش لا يزال حيًا؟ وما دوره؟

إنه شخص يخشى إظهار وجهه. إنه يتواصل من خلال الأشرطة الصوتية كما لو كنا في التسعينات. نحن لا نعرف إذا ما كان على قيد الحياة أم لا، لكنه لم يعد قائدًا للتنظيم.

  • ما هو دور الجيش الأمريكي بعد انهيار الخلافة؟

قام تحالفنا بتدريب مئة ألف فرد من قوات الأمن العراقية التي انهارت عام 2014 (مع سقوط الموصل)، وقد قاتلوا في معارك تعد من الأصعب منذ الحرب العالمية الثانية. نحن في محادثات مع الحكومة العراقية حول دور التحالف في المستقبل من حيث التدريب وتقديم المشورة. وقد قمنا بالعمل مع القوات المحلية في سوريا كذلك، فأصبحوا الآن يستعيدون مناطقهم. نريد أن نكون قادرين على إبقاء الضغط حتى لا يستطيع تنظيم داعش العودة مرة أخرى.

  • إذًا هل ستستمر الغارات الجوية؟

إذا عثرنا على أحد قادة داعش، فإننا سنحتفظ بهذا الحق. خلال هذه الحملة، تمكنت العمليات التي يدعمها التحالف من تطهير ستين ألف كيلومتر مربع، وتحرير نحو خمسة ملايين مواطنًا. لم تستعِد داعش كيلومترًا واحدًا من تلك الأرض، فنحن نتبع نموذجًا مستدامًا.

إذًا، هل سيعود داعش؟ سيظلون موجودين كخلايا إرهابية صغيرة. نريد التأكد من أن العراقيين قادرون على التعامل مع هذه الخلايا. لكني لا أعتقد أن التنظيم سيكون قادرًا على العودة مجددًا كقوة قادرة على الاستيلاء على منطقة كما كان الحال في عام 2014.

  • بعد 14 عامًا على التدخل الأمريكي في 2003، لا يزال العراق بدون اتفاق سياسي لتقاسم السلطة بين الفصائل الطائفية والعرقية. كيف سيحل العراق قضية بهذا القدر من الأهمية؟

أنا لا أوافق نظرية أن السنة انضموا إلى داعش نتيجة عدم وجود اتفاق سياسي في بغداد. ما حدث هو أن داعش جاء إلى مناطق السنة، وقتل التنظيم كل من لم يوافق على رؤيتهم المشوهة، فكان السنة هم الضحية الأكبر لداعش.

تتبع الحكومة العراقية سياسة اللامركزية، وتمكن سكان كل منطقة من استعادة الحياة إلى مجتمعاتهم. سوف تجري انتخابات في العراق، على الأرجح في مايو (أيار) المقبل. أغلب الانقسامات في المجتمع العراقي الآن لم تعد بين السنة والشيعة، إنما بين الجماعات الشيعية وبعضها، وبين الجماعات السنية وبعضها. في الواقع، لقد ساندت بعض القبائل السنية داعش في 2014، وهو ما سيكون له تأثير على مستقبل هذه المجتمعات.

  • كانت هناك الكثير من عمليات القتل الانتقامية؟

ربما أقل مما توقعناه، ولكن هذا صحيح. من المستحيل الخروج من الحرب دون آثار.

  • رئيس الوزراء حيدر العبادي صرح بأن قوات الحشد الشعبي وأغلب الميليشيات الشيعية لم يُسمح لها بدخول الموصل، لكني رأيت سياراتهم في جميع أنحاء المدينة تحمل أعلامًا عليها كلمات من القرآن. ما مدى خطورة السماح لقوات الحشد الشعبي بدخول الموصل الآن وفي المستقبل؟

نشأ الحشد الشعبي بفتوى من «آية الله العظمى» علي السيستاني (فتوى الجهاد الكفائي) في أسوأ فترات عام 2014، عندما بدت بغداد مهددة بالسقوط.

وقد ثبت أن نحو 80% من الحشد الشعبي منضبطين تمامًا وخاضعين لسيطرة الدولة. تضمنت الـ20% الباقية بعض الميليشيات الشيعية وبعض الجماعات السنية، والتي لم تكن منضبطة تمامًا. ونظرًا للتضاريس الصعبة التي كان يجب تغطيتها خلال حملة تحرير الموصل من أيدي داعش، كان من الضروري اللجوء لقوات الحشد الشعبي. هذه مسألة يجب على الحكومة العراقية فهمها جيدًا.

  • تلعب إيران دورًا متزايدًا في العراق منذ عام 2003. ما تقديرك لنواياهم في المستقبل وقوتهم مقارنة بالولايات المتحدة؟

ترى إيران أن كل ما يحدث في العراق وسوريا هو خاضع لتحكمها، لكن هذا غير صحيح. هل إيران لها تأثير ضخم؟ نعم، يمكنك أن تلقي نظرة على الخريطة وستفهم لماذا. لكن الاختلافات بين المجتمع الشيعي الإيراني ونظيره العراقي عميقة، فرؤية آية الله العظمى السيستاني للدولة المدنية في العراق التي لا يحكمها رجال الدين تختلف تمامًا عن رؤية المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.

حاول الإيرانيون إحداث عدة تغييرات في العراق، لكنهم لم ينجحوا لرفض العراقيين لذلك، مما يؤكد أن إيران ليست مهيمنة على العراق. ليس لدي أي شك في أن العراقين قادرين على تحديد مسارهم.

  • عزز تنظيم القاعدة سيطرته على مدينة إدلب، وهي آخر محافظة خارجة عن سيطرة النظام. ما مدى قلقك حول تصاعد تنظيم القاعدة مع انهيار داعش؟

أنا قلق جدًا بشأن إدلب، خصوصًا بعد سيطرة تنظيم القاعدة على المعابر الحدودية الرئيسية والمناطق المأهولة بالسكان. علينا أن نمنع مقاتلي القاعدة من الدخول أو الخروج من إدلب. سيتوجب علينا العمل مع الأتراك وآخرين من أجل إنهاء وجود تنظيم القاعدة في إدلب.

لا يقوم تنظيم القاعدة حاليًا بالانتشار خارج إدلب، لكنه يعمل جاهدًا لإحكام سيطرته على المدينة.

  • الرقة هي عاصمة الخلافة، من يحكمها بعد هزيمة داعش؟ هل تعود لسيطرة الحكومة مثلما حدث في الموصل؟ أم أنها ستكون مثل برلين أي تتنافس قوى مختلفة للسيطرة على مستقبلها وأرضها؟

الوضع في الرقة أكثر تعقيدًا من الموصل، فيوجد مجلس الرقة المدني في عين موسى شمالي الرقة، ونحن نتعاون معه. يتكون المجلس من مجموعة من السوريين من المنطقة، وقد تعهدوا بإجراء انتخابات في الرقة في موعد أقصاه مايو (أيار) المقبل.

يوجد 50 ألف مدني في الرقة حاليًا، بالإضافة إلى نحو 250 ألف نازح، لذلك فالوضع مختلف تمامًا عن الموصل.

  • هل تستطيع حكومة الأسد استعادة السيطرة على الرقة؟

لم ينقطع التواصل بشكل كامل بين النظام ومناطق المعارضة، فلا يزال النظام يدفع رواتب الموظفين حتى في أشد المناطق مقاومة. لكن السوريين الذين التقيت بهم في تلك المناطق لا يريدون عودة النظام قبل التوصل إلى تسوية للحرب الأهلية بأكملها. لذلك من المتوقع أن يواجه النظام بعض المقاومة إذا ما حاول السيطرة على مناطق المعارضة.

الهدف في المرحلة الحالية هو هزيمة داعش والقضاء على الخلافة، والعمل على تهدئة الحرب الأهلية في الوقت ذاته. وقد توصل الرئيسان الروسي بوتين والأمريكي ترامب إلى اتفاق لوقف إطلاق النار جنوب سوريا، ومر أكثر من أسبوعين ونصف دون أي قتال. أي أن الأولوية في سوريا هي هزيمة داعش وإخماد الحرب الأهلية، ثم وضع الشروط لإجراء نقاشات واقعية من أجل التوصل لتسوية سياسية.

  • ماذا عن مستقبل الجهاد؟

هذه ليست معركة الولايات المتحدة. داعش يمثل تهديدًا على السعودية ومصر والإمارات وجميع حلفائنا المسلمين، وقد وجدنا خلال العام الماضي جدية حقيقية في التصدي لهذه المعركة الأيديولوجية.

عندما بدأنا في 2014، تفوقت دعاية تنظيم داعش الدعاية المناهضة لداعش، وقُدِّرت بأنها تتفوق على الإنترنت على الدعاية المعارضة بستة أضعاف. الآن، هذه النسبة معكوسة، فقد أغلق تويتر مئات الآلاف من الحسابات التابعة لداعش. لم نحصل على دعم الحكومات فحسب، بل حصلنا على دعم القطاع الخاص والمؤسسات الدينية والمجتمع المدني. من أجل إنفاذ القانون، نحتاج إلى معلومات.

عندما نحصل على هاتف أو مفكرة أو جهاز كمبيوتر محمول من ساحة معركة، يمكننا فحص الأسماء والتحقق منها. وقد بنينا الآن قاعدة بيانات تضم 19 ألف اسم من المقاتلين الأجانب التابعين للتنظيم أو حاولوا الانضمام إليه، أو يتعاطفون معه. نحن نقدم هذه المعلومات للدول التي يتواجد فيها التنظيم، وهم يقدمونها للإنتبول.

  • الـ19 ألف مقاتل، منتسب للتنظيم، ومتعاطف معه، هل لا يزالون على قيد الحياة؟ أم أن الكثير منهم قد ماتوا؟

أغلبهم أحياء.

 

ساسة بوست

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث