حذَّر تقرير نشرته مجلة نيويورك الأميركية، من أنه مع ارتفاع مستوى درجة حرارة الكوكب 7 درجات عن مستوى درجة الحرارة ما قبل الثورة الصناعية، سيستحيل العيش في أجزاءٍ كبيرة من المناطق التي تقع على خط الاستواء، وسيطهى الجسم البشري حتى الموت في المناطق التي تفوق فيها نسبة الرطوبة 90%، ودرجة حرارتها أكثر من 105 فهرنهايت (40,56 سليسيوس.(
وتحذر المجلة من أن النافذة المناخية التي سمحت باستمرار حياة البشر صارت محدودة للغاية، حتى بمعايير تاريخ كوكب الأرض. وإذا ارتفع مستوى درجة الحرارة 11 أو 12 درجة، سيموت أكثر من نصف سكان الكوكب الموزعين الآن على الأرض بسبب الحرارة المباشرة.
زيادة أكبر قادمة
ومن المؤكد تقريباً أنَّ الحرارة لن تصل لهذه الدرجة خلال القرن الحالي، لكن ستتأثر المناطق المعرضة للخطر بسرعةٍ أكبر من متوسط الزيادة في درجة الحرارة بسبع درجات، والعامل الأساسي هو ما يُسمَّى درجة حرارة الهواء الرطب، وهي طريقة قياس يمكن استخدامها منزلياً عن طريق تسجيل درجة الحرارة على ميزان حرارة ملفوف بجوربٍ مُبلَّل ومعلق في الهواء.
ووفقاً للمجلة الأميركية، فإن درجة حرارة الهواء الرطب تصل في معظم المناطق بحدٍّ أقصى إلى 26 أو 27 درجة مئوية، في حين أنَّ الخط الأحمر فيما يتعلق بدرجة حرارة الهواء الرطب، والذي تتحول عنده المنطقة إلى منطقة غير صالحة للسكن، يصل إلى 35 درجة، وهذا يعني أنَّ تعرض البشر لما يسمى بالإجهاد الحراري أصبح وشيكاً.
تضيف المجلة: "في الحقيقة نحن على وشك الوصول بالفعل إلى هذه المرحلة. فمنذ عام 1980، شهد الكوكب زيادةً في عدد المناطق التي تصل درجة الحرارة فيها إلى مستوى خطير بنحو 50 ضعفاً، وهناك زيادة أكبر قادمة".
مدن غير قابلة للحياة
وتحذر اللجنة الدولية للتغيرات المناخية من أنَّه قريباً سيكون التواجد بالخارج أثناء هذا الوقت من العام غير صحي في معظم أنحاء العالم، ما يعني أن مدناً مثل كراتشي وكولكاتا ستصبح غير قابلة للحياة، وحتى لو حققنا أهداف قمة باريس للمناخ بحصر ارتفاع درجة حرارة الأرض وفقاً للمجلة الأميركية.
وتضيف المجلة: "ستصبح الموجة الأوروبية الحارة التي حدثت عام 2003 وقتلت نحو ألفي شخص في يومٍ واحد مجرد فصل صيفٍ عادي.
أما عند ارتفاع درجة الحرارة بمقدار ست درجات، فطبقاً لتقييم الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، سيصير أي عمل في الصيف، من أي نوع، مستحيلاً في الجزء المنخفض من وادي نهر المسيسيبي، وفقاً للمجلة الأميركية.
وكانت صحيفة الإندبندت البريطانية قد نقلت عن خبراء قولهم، إنًّه يتحتم عليهم البدء في التخفيض السريع بدايةً من عام 2020 على الأكثر".
وقال الباحث في مجال المناخ جوزيف روم في كتابه "climate Change: What Everyone Needs to Know" إنَّ الحرارة في مدينة نيويورك ستتجاوز درجة الحرارة في دولة البحرين الآن، وإنَّ الحرارة في البحرين "ستؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة حتى لدى الأشخاص النائمين".
تُعلق مجلة نيويورك على ذلك: "في الحقيقة، ستكون الكارثة أكثر فظاعة في الشرق الأوسط والخليج، حيث وصلت مؤشرات الحرارة المسجلة في 2015 إلى 163 درجة فهرنهايت. وبعد عدة عقود من الآن، سيصبح أداء فريضة الحج بالنسبة للمليوني مسلم الذين يقومون به كل عام أمراً مستحيلاً جسدياً".
ويختم كاتب المقال في المجلة الأميركية قوله: كل ما قيل سابقاً هو ادعاءاتٌ من أشخاصٍ غير متخصصين، وتميل إلى كونها ذعراً غير عقلاني، تماماً كما نشعر أنا أو أنت".
ويضيف: لكنَّ العديد من العلماء راجحي العقل الذين قابلتهم في الأشهر السابقة، وهم علماءٌ ذوو مصداقية وخبرة بهذا المجال، يميل قلةٌ منهم إلى التهويل، ويعمل العديد منهم كمستشارين في اللجنة الدولية للتغيرات المناخية وينتقدون تحفظها، توصَّل معظمهم إلى هذا الاستنتاج المروع، وهو أنَّه لا يوجد أي برنامج معقول لتقليل الانبعاثات يمكن أن يمنع وحده تلك الكارثة المناخية".
هاف بوست عربي