أزمة الأمم المتحدة - مقالات
أحدث المقالات

أزمة الأمم المتحدة

أزمة الأمم المتحدة

بقلم: سونيتي سينجوبتا

سمع الجميع تقريباً عن الأمم المتحدة. ولكن كم من الناس يعرفون مهمتها الحقيقية، أو كيف تعمل؟ أو لماذا تتعثر المنظمة، بينما يجتمع قادة العالم لبدء جلسة الجمعية العمومية الـ71، من أجل الوفاء بوعد مؤسسيها، وجعل العالم مكاناً أفضل وأكثر أمناً؟ وتم توقيع ميثاق الأمم المتحدة في مؤتمر «سان فرانسيسكو» عام 1945 بقيادة أربع دول هي: بريطانيا والصين والاتحاد السوفييتي السابق، والولايات المتحدة.

وفي عام 1948، نشرت الأمم المتحدة إعلان حقوق الإنسان العالمية. ويتضمن ذلك حق الحرية وعدم الاستعباد، والحق في حرية التعبير، والحق في طلب اللجوء إلى دول أخرى فراراً من الاضطهاد. وعلى الرغم من ذلك، لا يزال كثير من الحقوق المعلنة، مثل التعليم وتساوي أجور الأعمال المتساوية، دون تحقيق. وفي كل خريف، تصبح الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للأمم المتحدة منصة يلقي فيها الرؤساء ورؤساء الوزراء خطابات يمكن أن تكون حماسية أو مبتذلة، ويمكن أن تكون طويلة وغير متسقة، وتنطوي على شتائم، كذلك الخطاب الذي أدلى به معمر القذافي، الزعيم الليبي السابق، في عام 2009.

وخلال بقية الجلسة، تتحول الجمعية العامة إلى ساحة للمباريات الدبلوماسية الرمزية بين الفوز والخسران. ويتم تقديم مئات من القرارات سنوياً. وفي حين أن بعضها يلقى قدراً كبيراً من الاهتمام، كذلك الذي تم تمريره في عام 1975 والذي ساوى بين الصهيونية والعنصرية، فإنها لا تكون ملزمة قانونياً؛ لأن الجمعية مسؤولة عن اتخاذ بعض قرارات الموازنة!

ومن حيث المبدأ، للدول، صغيرة أو كبيرة، غنية أو فقيرة، أصوات متساوية في الجمعية العامة، حيث يكون لكل دولة صوت واحد، غير أن القوة الحقيقية تكمن في مكان آخر. فمجلس الأمن الدولي،٫٫٫ الذي يضم 15 عضواً فقط هو الذراع الأقوى للأمم المتحدة. ويمكنه فرض عقوبات، كما فعل بحق إيران بسبب برنامجها النووي، ويجيز التدخل العسكري، كما فعل ضد ليبيا في عام 2011. ويرى المنتقدون أيضاً أنه الجزء الأكثر إثارة للجدل في المنظمة، فأعضاؤه الخمسة الدائمون هم الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية: الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وروسيا. وأما الدول العشر الأخرى فيتم انتخابها لفترة عامين فقط، ويتم ترك المقاعد لمناطق أخرى مختلفة من العالم. ويمكن لكل عضو من الأعضاء الخمسة الدائمين أن يعترض بحق النقض «الفيتو» على أي إجراء، واعتادت الدول استخدام هذه الصلاحية لحماية نفسها أو حلفائها. ومنذ عام 1990 استخدمت الولايات المتحدة حق «الفيتو» 16 مرة، معظمها يتعلق بالعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية. وفعلت روسيا ذلك 13 مرة، أربع مرات منها بشأن سوريا.

ومن المفترض أن مهمة مجلس الأمن هي الحفاظ على السلام الدولي. بيد أن قدرته على فعل ذلك باتت تخضع لقيود شديدة في السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى الانقسامات العميقة بين روسيا والغرب.

وكشفت السنوات العشر التي شغل فيها الأمين العام الحالي للأمم المتحدة «بان كي مون» حدود سلطة هذا المنصب. فعلى سبيل المثال، تم إقناع «بان» على مدار عامين متتاليين بالإبقاء على دول قوية خارج قائمة الدول التي قتلت وأعاقت قواتها المسلحة أطفالاً.

ومنذ عام 1946، تولى 8 أشخاص منصب الأمين العام. وجميعهم كانوا رجالاً، وأياً كان من سيخلف «بان» في الأول من يناير المقبل، فإنه سيرث منظمة تواجه مهمة صعبة تتمثل في إظهار ملائمتها في عالم يواجه تحديات لم تكن متصورة قبل 70 عاماً مضت. وفيما يلي بعض الأسئلة التي ستقرر ما إذا كان تأثير المنظمة سيتقلص أم سيزيد:

- هل يمكن أن يتخذ مجلس الأمن إجراءات بحق الدول التي تنتهك القوانين الإنسانية الدولية؟ وهل يمكن أن تتجاوز الدول الأعضاء مصالحها الضيقة لتجد سبلاً لإنهاء «بلوى الحرب»؟

- هل يمكن إصلاح عمليات حفظ السلام بحيث تضمن حماية المدنيين؟

- هل يمكن أن تقنع الأمم المتحدة الدول بابتكار أساليب جديدة للتعامل مع واقع الهجرة الجماعية؟

- هل يمكن للأمين العام أن يقنع الدول بالحفاظ على وعودها وكبح انبعاثات الكربون، ومساعدة الدول التي تعاني تبعات التغير المناخي؟

نيويورك تايمز

نقلا عن صحيفة الاتحاد

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث