اعداد: المركز الإوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات
عززت الشرطة البريطانية وجودها في لندن وعدد من المدن الكبرى خلال عام 2017 بعد كشفها عن إحباط أكثر من ثلاث عشرة محاولة إرهابية في العامين الماضيين. وتتزامن هذه التطورات الأمنية مع تصاعد المخاوف من انخفاض مستوى التنسيق الأمني مع الأوروبيين بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوربي، و عززت الشرطة البريطانية اجراءاتها في عدد من المراكز الاستراتيجية في لندن تحسبا لهجمات إرهابية أصبحت أكثر من محتملة ، وفقا لتقارير أمنية استخبارتية استند إليها جهاز الشرطة قبل الإعلان عنها ، التقارير التي الإعلان عنها تفيد.
ويقول الباحث في منظمة العفو الدولية، كارتيك راج، إن “المنظمة قلقة للغاية من الإجراءات الجديدة التي تضمنها قانون مكافحة الإرهاب والأمن 2015، فهذه تشريعات وسّعت من صلاحيات أجهزة الأمن، بما فيها سحب الجوازات والمنع المؤقت لعودة المشتبهين إلى بريطانيا.
الاستخبارات البريطانية، تجنيد قيادات اسلاموية متطرفة
أنشأ بكري فستق جماعة “المهاجرون” في بريطانيا، بمباركة جهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية MI6، نقل الكاتب عن جون لوفتوس، ضابط سابق في استخبارات الجيش الأميركي والمدّعي في وزارة العدل الأميركية. ويقول جون لوفتوس :”تجنيد بكري جاء بهدف تسهيل نشاط الإسلاميين في دول البلقان”، وإلى جانب بكري جنّدت الاستخبارات البريطانية في الفترة ذاتها أبو حمزة المصري المحكوم حالياً في قضايا إرهاب في الولايات المتحدة الأميركية.
وتذكر التقارير،أن شودري كان أحد مؤسسي “المهاجرون” إلى جانب بكري. وكان شودري، منخرطاً عن قرب في عملية تدريب بريطانيين إسلاميين وإرسالهم للقتال في الخارج وحركة “المهاجرون” كانت تحظى بمباركة الاستخبارات البريطانية. وحسب المؤرخ مارك كورتيس، قام بكري وفق الترتيب المتّبع بين الاستخبارات و”المهاجرون” بـ تدريب مئات البريطانيين في معسكرات في المملكة المتحدة وفي الولايات المتحدة وارسالهم للقتال في سوريا والعراق ومناطق اخرى. وقبيل تفجيرات لندن عام 2005، كشفت صحيفة “ذي وول ستريت جورنال” نقلاً عن مسؤول رفيع في استخبارات الأمن القومي MI5 أن بكري كان لفترة طويلة مخبراً لدى الأجهزة البريطانية.
ويقول كريسبين بلنت رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم البرلمان البريطاني خلال شهر مارس 2016:[ إن حركات الإسلام السياسي لها الحق في أن تلعب دورا بناء في الشرق الأوسط وأن من مصلحة بريطانيا أن تتيح لتلك الحركات لعب دور بقدر الإمكان]. وكان تقرير جنكينز، الذي صدر في 17 ديسمبر2015،خلص إلى تصنيف “جماعة الإخوان المسلمين” المحظورة، منظمة غير إرهابية، وذلك لعدم كفاية الأدلة التي تدين الجماعة بالتورط في أعمال إرهابية. لكن اعتبار الحظر قيد الدراسة، كما أوصت بوضع أنشطة الإخوان المسلمين على أرضها تحت المراقبة الدقيقة ورفض إصدار تأشيرات دخول لأعضاء الجماعة الذين سبق
لهم إصدار تصريحات متطرفة بشكل عام.
التهديدات الإرهابية ضد بريطانيا
وصف المدير الجديد لوكالة الاستخبارات البريطانية مطلع شهر ديسمبر 2016 حجم التهديدات الإرهابية ضد المملكة بالمتحدة بأنه غير مسبوق. وقال “أليكس يانغر” إن الاستخبارات البريطانية وأجهزة الأمن أحبطت عدد من الهجمات المحتملة. وحذّر” يانغر” من أن “الحروب الهجينة” التي تضم هجمات إلكترونية على الإنترنت وتقويض أنظمة ديمقراطية، باتت ظاهرة خطيرة بشكل متزايد. وأضاف أن التنظيم لديه “هيكل منظم تنظيما جيدا للتخطيط للهجمات الخارجية” وقد اضطلع بالتخطيط لهجمات ضد المملكة المتحدة وحلفائها “حتى من دون اضطراره إلى مغادرة سوريا”.
مجمع الاستخبارات الريطانية : جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية يعرف باسم MI6 يعمل تحت إدارة هيئة المملكة المتحدة المشتركة للاستخباراتUK Joint Intelligente Committe وتعمل بجانبها الاستخبارات الداخلية MI5 وكذلك، مكاتب الإتصالات الحكومية البريطانية GCHQ وموظفي الاستخبارات الدفاعية DIS.
تهديدا داعش الى بريطانيا
نشر تنظيم داعش خلال عام 2015 وكذلك عام 2016 اشرطة فديو احتوت تهديدا من قبل التنظيم باستهداف بريطانيا، إذ أظهر الفيديو لقطات أرشيفية لشوارع ومعالم العاصمة البريطانية لندن لإظهار أن الدور القادم على لندن. وتشير المعلومات إلى أن مقاتلى داعش البريطانيين قد أوكلت إليهم المهمة من قبل عملاء داعش البارزين للعودة إلى بلادهم وتنفيذ الهجوم ونقلت شبكة “سى إن إن” عن مسئول أوروبى رفيع المستوى فى مجال مكافحة الإرهاب قوله إن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن تنظيم داعش يرغب فى ضرب بريطانيا بعدما قام بشن هجمات على باريس فى فرنسا نوفمبر 2015. وكان جدول لتحديد نوع خطر الإرهاب وضعه مركز تحليل الإرهاب المشترك في جهاز MI5، يتضمن خمس درجات لتوصيف هذا الخطر : ضعيف، معتدل، جوهري، وحاد أو خطير، وحرج.
حصلت الاستخبارات البريطانية على وثائق سرية مسربة تحمل ختم “راية الخلافة السوداء” والتي تكشف هويات المقاتلين الأجانب في صفوف داعش، أظهرت الوثائق التي يصل عددها 1736، أن التنظيم نجح في تجنيد مواطنين بريطانين بحسب صحيفة
يذكر تقرير الدفاع الاستراتيجي والأمن في المملكة المتحدة أن الإرهاب هو التهديد رقم واحد للبلاد. واعتبرت الحكومة البريطانية أن الأصولية الإسلامية الناشئة في بريطانيا ربما تكون أكبر خطر يهدد المملكة المتحدة. وتعتقد مصادر استخباراتية بريطانية أن ما لا يقل عن 200 إرهابي مفترض يخططون فعلا لهجمات إرهابية في المملكة المتحدة.ولم تعد القوانين الصارمة لمراقبة الأسلحة في المملكة المتحدة وصعوبة الحصول على أسلحة آلية حتى في السوق السوداء وإجراءات التفتيش الصارمة تفيد كثيرا مع تكرار سيناريو خطر استخدام عمليات الدهس والهجوم العشوائي بالأسلحة البيضاء وهو التكتيك الأكثر إتباعا من قبل الذئب المنفرد.
وتعتبر مناطق الجذب السياحي المزدحمة، وخاصة المساحات المفتوحة الواسعة والمتاخمة للمواقع البارزة، الأكثر احتمالا لاستهدافها في لندن، حيث يصعب تأمينها بشكل كبير ضد مثل هذه الهجمات المباغتة.
بات متوقعا ان اوروبا وبريطانيا خلال عام 2017 سوف تشهد عمليات ارهابية متكررة.
* المركز الاوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات