دان رفيف
النظرة على وجوه المضيفين السعوديين ما كان يمكن لها أن تكون أكثر ابتساما مع ظهور الرئيس الامريكي الجديد ونزوله من درج الطائرة رقم 1 في أمريكا بعد هبوطها في الرياض. لقد بدا السعوديون سعداء، بكل المعاني، بعد أن اعدوا لدونالد ترامب استقبالا رسميا تضمن آلاف اليافطات التي تحمل عبارة «معا ننتصر» والتي علقت على طول الطرق المركزية في العاصمة السعودية.
وسبب الاحتفال: هذه المرة كان وجه ترامب يعلو الاعلان، إلى جانب وجه الملك سلمان، وليس وجه براك اوباما، الذي بسبب موقفه المتصالح تجاه ايران لم يكن محبوبا ـ بل كان مكروها من كثيرين في المملكة.
لقد كان السعوديون سعداء لعودة ترامب لتعزيز التحالفات في الشرق الاوسط: فهو يبيع لهم السلاح، بدلا من أن نطالبهم، مثلما فعلت هيلاري كلينتون كوزيرة للخارجية، ان يغيروا سلوكهم بالنسبة لحقوق الانسان.
ان رجل الاعمال الذي أصبح رئيسا يسعده بشكل طبيعي أن يبشر بصفقات سلاح بقيمة مئات مليارات الدولارات وهكذا يحقق اثنين من اهدافه على الاقل: يعزز قوة السعودية في مواجهة ايران ويدفع إلى الامام بالتصدير الامني الامريكي ـ وهكذا ايضا يثبت بانه ينتج اماكن عمل. وقد تضمن اصدار ضوء اخضر لجزء من صفقات السلاح ازالة الحواجز التي فرضها اوباما: فقد احتج ضمن امور اخرى على الهجمات العسكرية التي نفذتها السعودية في اليمن في الاشهر الاخيرة.
لا يمكن تجاهل توقيت الزيارة: فجولته إلى خارج الولايات المتحدة وهي الاولى منذ تسلم مهام منصبه كفيلة ايضا بان تساعده على صرف الانتباه عن الفضائح التي لا نهاية لها والتي تهز واشنطن.
من جهة اخرى، يسافر ترامب إلى السعودية، إلى اسرائيل، إلى ايطاليا وإلى بلجيكيا مع معظم الشخصيات التي تلعب ادوار النجوم في هذه الفضائح.
فبينما كل كشف في موضوع العلاقة الروسية بالانتخابات في الولايات المتحدة يسيطر على الفور على نشرات الاخبار، سيتعين على ترامب ان يأمل في أن ينجح في ان يسيطر على جولة الاخبار من خلال الاحتفالات التي خطط لها بشكل حريص، فرص الصور مع الابتسامات والالتصاق بالخطابات الرسمية.
في الرياض، حيث سيتمكن ترامب من الحديث إلى قلوب سكان نحو 40 دولة اسلامية، سيحاول أيضا استغلال الفرصة هي يشطب الصورة المناهضة للاسلام التي اتخذها في اثناء الحملة، وخلقت احساسا بان المسلمين هم اعداء امريكا.
روى مسؤولون سعوديون قبل وصول ترامب بأنهم كانوا يعرفون دوما بأن خطابه الانتخابي يستهدف الامريكيين السذج والخائفين.
وما يهم من ناحيتهم هو افعال ترامب ـ وليس اقواله. وصحيح حتى الان، يبدو أنهم راضين منه جدا.
أما في اسرائيل بالذات فالمشاعر تختلف قليلا. ففي المحطة التالية للرئيس سيحاول مضيفوه في القدس ان يتمسكوا بالانطباع الذي كان لهم عندما انتخب: في انه يفضل الطرف الاسرائيلي بشكل قاطع وانه انطلاقا من تصميمه على ان يضع «امريكا اولا»، لا بد سيسمح للاسرائيليين بأن يدافعوا عن انفسهم بكل سبيل يرونه مناسبا.
يحرص رئيس الوزراء نتنياهو على ان يخفي عدم ارتياحه من الرئيس، ولكن اعضاء حكومته يعجبون ويطرحون اسئلة عديدة: فاذا ترامب حقا مؤيدا لاسرائيل فلماذا يطير أولا إلى السعودية؟ ولماذا يتصادق بهذا القدر مع ابو مازن؟ ولماذا يريد أن تجمد اسرائيل البناء في المستوطنات؟ ولماذ يرفض تنفيذ وعده الانتخابي ونقل السفارة إلى القدس؟ ولنقل هذا ببساطة: لقد أحب المسؤولون الاسرائيليون ترامب تماما، في البداية على الاقل. اما الان فلم يعودوا واثقين بذات القدر.
محلل وكاتب أمريكي
يديعوت 2/5/2017
ترجمة القدس العربى