التطرف في أوروبا ـ حرب غزة تغذي معاداة السامية - مقالات
أحدث المقالات

التطرف في أوروبا ـ حرب غزة تغذي معاداة السامية

التطرف في أوروبا ـ حرب غزة تغذي معاداة السامية

عززت الحرب بين إسرائيل وحماس منذ 7 أكتوبر 2024، من مشاعر الكراهية والتمييز “معاداة السامية” ضد اليهود داخل أوروبا. وشهدت عدة دول اعتداءات متكررة ومتزايدة ضد اليهود ودور العبادة اليهودية في الفترة من أكتوبر 2023 إلى مارس 2024. شملت تلك الهجمات الاعتداءات الجسدية واللفظية، وأيضاً كتابات ذات مضمون مليء بالكراهية والتهديدات عبر الإنترنت. ويوظف اليمين المتطرف فضلًا عن الجماعات الإسلاموية المتطرفة الأحداث الجارية خاصة المظاهرات ضد إسرائيل لرفع حالة العداء ضد يهود أوروبا.

ماذا يعني معادة السامية؟

معاداة السامية هي الكراهية أو التحيز ضد اليهود كشعب أو دين أو عرق. تتجلى هذه الكراهية بأشكال مختلفة. مثل حرمان اليهود من الحقوق أو الفرص المتاحة للآخرين، والكراهية والمشاعر السلبية تجاه اليهود، مثل الازدراء أو الغضب. وممارسة الأعمال العدوانية ضد اليهود، مثل الاعتداء الجسدي أو التخريب. وأيضًا الخطاب المعادي للسامية، مثل أي كلام أو كتابة تروج للكراهية أو التحيز ضد اليهود.تم تحديد مظهر يعرف باسم ” معاداة السامية الجديدة “. يجادل هذا المفهوم باستغلال الصراع العربي الإسرائيلي من قبل عدد كبير من معادي السامية المختبئين، الذين قد يحاولون الحصول على قوة جذب أو شرعية لخدعهم المعادية للسامية من خلال تصوير أنفسهم على أنهم ينتقدون تصرفات الحكومة الإسرائيلية. وبالمثل، نظرًا لأن دولة إسرائيل بها أغلبية سكانية يهودية، فمن الشائع أن يتجلى الخطاب المعادي للسامية في التعبير عن المشاعر المعادية لإسرائيل، على الرغم من أن هذا ليس هو الحال دائمًا ومثل هذه التعبيرات قد يكون في بعض الأحيان جزءًا من مشاعر معادية للشرق الأوسط.محاربة التطرف في أوروبا ـ إعداد وتدريب الأئمة والحد من التمويل الخارجي

أعداد اليهود في دول أوروبا

يعيش في أوروبا حوالي 1.3 مليون يهودي، وفقًا لتقديرات عام 2020. وهذا يمثل حوالي 0.2٪ من إجمالي سكان أوروبا. يتوزع اليهود بشكل غير متساوٍ في جميع أنحاء أوروبا. فرنسا، أكبر عدد من السكان اليهود في أوروبا، حيث يعيش فيها حوالي 450 ألف يهودي. بريطانيا ثاني أكبر عدد من السكان اليهود في أوروبا، حيث يعيش فيها حوالي 300 ألف يهودي. ألمانيا، ثالث أكبر عدد من السكان اليهود في أوروبا، حيث يعيش فيها حوالي 120 ألف يهودي. أوكرانيا، خامس أكبر عدد من السكان اليهود في أوروبا، حيث يعيش فيها حوالي 43 ألف يهودي. وهناك العديد من العوامل أدت لانخفاض أعداد اليهود في أوروبا منها، الهولوكوست والهجرة وانخفاض معدلات المواليد بين اليهود في أوروبا أقل من معدلات الوفيات. محاربة معاداة السامية في ألمانيا ـ المخاطر والتدابير (ملف)

المجالس اليهودية في دول أوروبا

تأسس المؤتمر اليهودي الأوروبي (EJC) عام 1986. ويقع مقره في بروكسل، وله مكاتب في باريس وستراسبورغ وبرلين وبودابست. وهي هيئة تمثيلية للجاليات اليهودية الأوروبية المنتخبة ديمقراطيا في جميع أنحاء أوروبا. المجلس الثاني لليهود هوالبرلمان اليهودي الأوروبي أو EJP (المعروف سابقًا باسم الاتحاد اليهودي الأوروبي أو EJU ). هو منظمة غير حكومية مقرها في بروكسل هدفها المعلن هو أن تكون “هيكلًا موحدًا لجميع الجاليات والمنظمات اليهودية في جميع أنحاء الغرب والشرق والوسط”. وكذلك إقامة علاقة دائمة مع البرلمان الأوروبي وكذلك البرلمانات الوطنية.”

توجد المجالس اليهودية في جميع أنحاء أوروبا، وتلعب دورًا مهمًا في الحياة اليهودية. وتشمل وظائف هذه المجالس تمثيل الجالية اليهودية أمام الحكومات والمنظمات الأخرى، تقديم الخدمات الاجتماعية والتعليمية والثقافية لليهود، تعزيز العلاقات بين اليهود وغير اليهود. ومن أبرز الأمثلة، مجلس نواب اليهود في بريطانيا، ويمثل حوالي 300 ألف يهودي في المملكة المتحدة. المجلس المركزي لليهود في ألماني، ويمثل حوالي 120 ألف يهودي في ألمانيا. مجلس منظمات اليهود في أوكراني، ويمثل حوالي 43 ألف يهودي في أوكرانيا. وتعمل جميع المجالس اليهودية داخل أوروبا بالتنسيق مع المؤتمر اليهودي الأوروبي، واللجنة اليهودية الأمريكية.

كيف تعمل المجالس اليهودية مع الحكومات؟

تعمل المجالس اليهودية مع حكومات أوروبا على عدة مستويات، منها التمثيل حيث تمثل المجالس اليهودية الجالية اليهودية أمام الحكومات والمنظمات الأخرى. التشاور تتشاور الحكومات مع المجالس اليهودية بشأن القضايا التي تؤثر على اليهود. التعاون، تعمل المجالس اليهودية مع الحكومات على مشاريع مشتركة، مثل مكافحة معاداة السامية وتعزيز التسامح. الضغط، تمارس المجالس اليهودية ضغوطًا على الحكومات لاتخاذ خطوات بشأن قضايا مهمة لليهود.في فرنسا يعمل المجلس الفرنسي للديانة اليهودية مع الحكومة على مكافحة معاداة السامية وتعزيز الأمن في المعابد اليهودية. وفي المملكة المتحدة، يعمل مجلس نواب اليهود مع الحكومة على تعزيز التعليم اليهودي ومكافحة التمييز ضد اليهود. وفي ألمانيا، يعمل المجلس المركزي لليهود مع الحكومة على إحياء ذكرى الهولوكوست وتعزيز التسامح.

اعتداءات على دور العبادة اليهودية في أوروبا

تعرضت دور العبادة اليهودية في أوروبا لعدد متزايد من الهجمات في السنوات الأخيرة. وتشملت هذه الهجمات، تخريب وتدمير أو إتلاف ممتلكات دور العبادة اليهودية. ومهاجمة المصلين في دور العبادة اليهودية. وتشمل بعض الأمثلة على اعتداءات على دور العبادة اليهودية في أوروبا، في عام 2015، تعرضت كنيسة يهودية في كوبنهاغن، الدنمارك، لهجوم مسلح أسفر عن مقتل شخصين. وفي عام 2017، تعرض مسجد يهودي في غوتنبرغ، السويد، لهجوم بقنبلة حارقة. وفي عام 2019، تعرضت كنيسة يهودية في هاله، ألمانيا، لهجوم مسلح أسفر عن مقتل شخصين. وتتمثل دوافع اعتداءات على دور العبادة اليهودية في أوروبا في معاداة السامية، الكراهية أو التحيز ضد اليهود. والتطرف والإرهاب القائم على معتقدات سياسية أو دينية متطرفة

إحصائيات حول الاعتداءات على اليهود

أحصت السلطات الفرنسية منذ 7 أكتوبر 2024 ما يزيد عن 584 بلاغاً عن أعمال معادية للسامية. كشفت وزارة الداخلية الفرنسية في نوفمبر 2024 عن وقوع 501 حالة بين 7 و22 أكتوبر 2024، واعتقال 279 شخصا. وقام مجهولون بتدنيس 85 مقبرة يهودية في مدينة شارلروا ببلجيكا في ديسمبر 2024. اجتمع ممثلوا اليهود في أوروبا في 19 ديسمبر 2024، لبحث حوادث الاعتداءات المتكررة ضد اليهود منذ 7 أكتوبر 2024، وأكدوا على ضرورة مواجهة “التهديد المتزايد ضد اليهود بما في ذلك خطاب الكراهية عبر الإنترنت.

سجلت السلطات في برلين اعتداءات على مؤسسات يهودية أكثر من مرة في أكتوبر ونوفمبر 2024. وكانت هناك محاولة فاشلة لتنفيذ هجوم مسلح على كنيس يهودي برميه بقنابل حارقة خلال أكتوبر 2024. وفي فرنسا وبلجيكا وأسباني اقام أشخاص بتدوين عبارات تهديد وإساءات على جدران المعابد اليهودية. سجلت ألمانيا لوحدها تم الإبلاغ بحدوث 33 حالة من هذا النوع. قالت الجمعية اليهودية الرئيسية في الدنمارك إن الحالات ارتفعت 24 مرة عن متوسطها خلال 2023. أبلغ صندوق أمن المجتمع، الذي يتتبع الحوادث المعادية للسامية في بريطانيا، عن أكثر من 1000 حدث من هذا القبيل.

العلاقات بين المسلمين واليهود في أوروبا

هناك العديد من المنظمات التي تعمل على تعزيز الحوار بين المسلمين واليهود في أوروبا. من المشاريع المشتركة التي يعمل عليها المسلمون واليهود في أوروبا، مشاريع الخدمة الاجتماعية والتعليمية. لا يزال هناك بعض معاداة السامية بين بعض المسلمين في أوروبا. لا يزال هناك بعض الإسلاموفوبيا بين بعض اليهود في أوروبا. يؤدي الصراع في الشرق الأوسط إلى تفاقم التوترات بين المسلمين واليهود في أوروبا. بالرغم من هذه التحديات، هناك العديد من الأشخاص الذين يعملون على تحسين العلاقات بين المسلمين واليهود في أوروبا.وتشمل بعض الطرق لتحسين العلاقات بين المسلمين واليهود في أوروبا: تعزيز الحوار بين الأديان. المشاريع المشتركة، يمكن للمسلمين واليهود العمل معًا في مشاريع مشتركة لتحسين مجتمعاتهم. ومن المهم تعليم المسلمين واليهود عن بعضهم البعض وعن تاريخهم المشترك.

الجماعات الإسلاموية المتطرفة واليهود في أوروبا

وظفت بعض الجماعات الإسلاموية المتطرفة في أوروبا المظاهرات الداعمة لغزة لرفع شعارات ضد اليهود وتعزيز مفاهيم معاداة السامية. تشكل الجماعات المتطرفة تهديدًا كبيرًا لليهود في أوروبا. وتنقسم هذه الجماعات بين الجماعات اليمينية المتطرفة التي تؤمن هذه الجماعات بتفوق البيض ومعاداة السامية. والجماعات الإسلامية المتطرفة، التي تؤمن هذه الجماعات بالجهاد ضد الغرب ومعاداة السامية. تعرضت دور العبادة اليهودية والمؤسسات اليهودية لهجمات من قبل الجماعات المتطرفة. تلقى اليهود تهديدات بالقتل والعنف من قبل الجماعات المتطرفة. تنشر الجماعات المتطرفة خطاب الكراهية ضد اليهود على الإنترنت وفي وسائل الإعلام. وتتخذ العديد من الدول الأوروبية خطوات لمكافحة تهديدات الجماعات المتطرفة لليهود.

اليمين المتطرف واليهود في أوروبا

حاول اليمين المتطرف في عدد من الدول الأوروبية توظيف التظاهرات ضد إسرائيل لرفع حالة العداء ضد السامية. يشهد العديد من الدول الأوروبية صعوداً للأحزاب اليمينية المتطرفة. تتبنى هذه الأحزاب مواقف معادية للهجرة، ومعادية للسامية، وقومية متطرفة. يتعرض اليهود في أوروبا لخطر متزايد من قبل اليمين المتطرف. في عام 2017، قُتل يهودية في هجوم إرهابي في مرسيليا، فرنسا. في عام 2019، هاجم مسلح كنيساً في هاله، ألمانيا، مما أسفر عن مقتل شخصين. في عام 2020، هُددت كنيس في ستوكهولم، السويد، بهجوم بالقنابل. تدين الحكومات الأوروبية معاداة السامية وتتعهد بحماية اليهود. تعمل المنظمات اليهودية على مكافحة معاداة السامية وتعزيز التسامح.

معاداة السامية في الإعلام والانترنت

معاداة السامية هي ظاهرة مقلقة في أوروبا، وتتجلى في وسائل الإعلام والإنترنت بعدة أشكال أبرزها الخطاب التحريضي ونشر رسائل الكراهية والتحريض ضد اليهود على الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي. ونشر معلومات مضللة أو كاذبة عن اليهود وتاريخهم. استخدام الصور النمطية والصور السلبية عن اليهود التي تعزز معاداة السامية. التقليل من شأن الهولوكوست أو إنكار وقوعه. التحريض على العنف ضد اليهود. في عام 2019، نشرت صحيفة ألمانية مقالاً بعنوان “يهود ألمانيا: حان وقت الرحيل”. في عام 2020، تم تداول مقطع فيديو على الإنترنت يُظهر رجلاً يهوديًا يتعرض للضرب في الشارع. في عام 2021، تم نشر رسوم كاريكاتورية معادية للسامية على وسائل التواصل الاجتماعي.

تقييم وقراءة مستقبلية

يواجه اليهود في أوروبا موجة جديدة من معاداة السامية بالتزامن مع الحرب الدائرة في غزة منذ 7 أكتوبر 2024، وذلك يستوجب على الحكومات والمجتمع المدني في أوروبا دعم المجتمع اليهودي وتعزيز شعوره بالأمان، ومكافحة الجرائم ضده.

اكتسبت الأحزاب اليمينية المتطرفة شعبية في جميع أنحاء أوروبا في السنوات الأخيرة. غالبًا ما تكون هذه الأحزاب معادية للسامية، وقد يؤدي صعودها إلى زيادة معاداة السامية، لذلك يجب مضاعفة العمل على مكافحة خطاب الكراهية، كما يتوجب على الحكومات والشركات التقنية العمل على مكافحة خطاب الكراهية على الإنترنت.

الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو مصدر رئيسي لمعاداة السامية في أوروبا. قد يؤدي تفاقم الصراع إلى زيادة معاداة السامية. من المتوقع أن يزداد عدد السكان المسلمين في أوروبا في السنوات القادمة. قد يؤدي هذا إلى زيادة التوترات بين اليهود والمسلمين، مما قد يؤدي إلى زيادة معاداة السامية.

يشعر العديد من اليهود في أوروبا بالخوف وعدم الأمان بسبب معاداة السامية. يفكر العديد من اليهود في الهجرة من أوروبا بسبب معاداة السامية. تُهدد معاداة السامية قيم التسامح والاحترام المتبادل في أوروبا.

تُعد الجماعات اليمينية المتطرفة من أهم مروجي معاداة السامية في أوروبا. سهّل الإنترنت انتشار خطاب الكراهية والمعلومات المضللة المعادية للسامية. تُساهم بعض الأحزاب السياسية في نشر معاداة السامية من خلال خطابها السياسي.

هناك العديد من الجهود المبذولة لمكافحة معاداة السامية في أوروبا. تشمل هذه الجهود التعليم والتشريعات وإنفاذ القانون. لكن هذه الجهود تواجهها الكثير من التحديات، ولابد من تعزيز قيم السلام والتعايش السلمي بين الجميع دون تحيز أو تمييز. تقوم بعض الحكومات الأوروبية بتنفيذ خطط لمكافحة معاداة السامية. تعمل العديد من المنظمات غير الحكومية على مكافحة معاداة السامية. يُمكن للمجتمع المدني لعب دور هام في نشر التوعية حول معاداة السامية.

رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=93207

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ECCI

هوامش

Antisemitism in 2022 – Overview of Antisemitic incidents recorded in the EU

https://bitly.ws/3gG34

Antisemitism is deeply ingrained in European society, says EU official

https://bitly.ws/3gG37

Are Muslim-Jewish Relations Improving in the 21st Century?

https://bitly.ws/3gG3g

European Jewish Congress

https://bitly.ws/3gG3L

المركز الاوروبي

Related

Share

الفئة
علامات البحث