الإخوان المسلمون في ألمانيا ـ الواجهات ومصادر التمويل(2) - مقالات
أحدث المقالات

الإخوان المسلمون في ألمانيا ـ الواجهات ومصادر التمويل(2)

الإخوان المسلمون في ألمانيا ـ الواجهات ومصادر التمويل(2)

تحذر الاستخبارات الألمانية دوما في تقاريرها السنوية من مخاطر الإسلام السياسي بكل أطيافه وخاصة الإخوان المسلمين. واتخذت الحكومة الألمانية، الاستخبارات الداخلية، إجراءات جديدة للحد من نفوذ وأنشطة الإخوان في المانيا، خاصة عندما يكون الحديث عن التمويل ومصادر التمويل الخارجية وواجهات عمل الجماعة، والتي كثيرا ماوصفتها بأنها تمثل تهديدا لأمن ألمانيا.

إبراهيم الزيات

أكدت الاستخبارات الداخلية الألمانية فضلاً عن عدة تقارير، أن “إبراهيم الزيات” هو أحد قيادات الإخوان في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين والمسؤول عن التمويل المالي لجماعة الإخوان في أوروبا وفي ألمانيا. ويتمتع “الزيات” بعلاقات قوية بمنظمة “الإغاثة الإسلامية” الأمر الذي يفسر حجم التمويلات الضخمة التي تتلقاها الجماعة من المنظمة والتي يحوطها مزيد من علامات الاستفهام، غير أن ظهور اسم “الزيات” يجعل الأمر يبدو منطقياً ومفهوماً. ما دفع المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا في 18 سبتمبر 2022 إلى تجريد “إبراهيم الزيات ” (وزير مالية الإخوان المسلمين) من جميع مناصبه.

منظمة الإغاثة الإسلامية

صرحت الحكومة الألمانية أن هناك “صلات وروابط وثيقة” بين منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا وتنظيم الإخوان المسلمين وأوقفت تمويلها. وكتب نائب رئيس البرلمان الأوروبي “نيكولا بير” إلى المفوضية الأوروبية إنه من غير المقبول أن تتلقى الإغاثة الإسلامية تمويلاً إذا كانت لها صلات بجماعة الإخوان المسلمين. و”يجب ألا تقع الأموال الأوروبية في أيدي المنظمات المسؤولة عن معاداة السامية أو أي كراهية أخرى”. كما توقفت الولايات المتحدة وهولندا عن تمويل المؤسسة الخيرية وتنفي الإغاثة الإسلامية علاقتها بجماعة الإخوان المسلمين في 3 أغسطس 2022.

طالبت العديد من الإحزاب الألمانية داخل البرلمان الألماني في 11 أبريل 2022 بتجفيف التمويل الألماني لجمعية “إنسان” الخاضعة لرقابة هيئة حماية الدستور والمدرجة ضمن “الجمعيات المقربة من الإخوان”. وتلقت الجمعية تمويلاً حكومياً يبلغ نصف مليون يورو في الفترة بين 2010 و2020 و(116) ألف يورو من الأموال الحكومية في 2021 كما مولت ولاية “برلين” مشروعاً للجمعية بمبلغ قدره (165) ألف يورو بين عامي 2020 و2021.

مراكز إخوانية في برلين IKEZ، BFmF ، ZMD

يتمتع أعضاء منظمة إنسان بصلات شخصية مع مركز الثقافة والتعليم الإسلامي في برلين (IKEZ) ، والذي يعتبر وفقاً لتقرير الحماية الدستورية لعام 2017 في برلين مكاناً لاجتماع أنصار حماس في برلين في 9 أبريل 2021. ويتلقى “BFmF” (مركز اجتماعات وتدريب النساء المسلمات) ومقره في “كولونيا ” أموالاً عامة من مصادر مختلفة ويتم دعمه سياسياً على نطاق واسع، ويقول مؤسس “BFmF” أثناء حصوله على جائزة في عام 2011 ، أن منظمته قريبة من المجلس المركزي للمسلمين أو ” Zentralrat der Muslime ZMD “.

“Europe Trust” الأداة المالية للإخوان المسلمين

تمثل مؤسسة “Europe Trust” الأداة المالية الرئيسية للإخوان المسلمين في أوروبا ويصنف أعضاء “Europe Trust” في ألمانيا علىى أنهم من أتباع ما يسمى بـ “الطيف الإسلامي” – وهي جماعات من الإسلام السياسي تلتزم بالقانون ظاهرياً ولكنها تهدف إلى تأسيس مجتمع مواز من خلال اختراق مؤسسات المجتمع بدلاً من “الجهاد” لتحقيق أهدافها في 20ديسمبر 2021.

تملك “Europe Trust” هيكلا يشبه المافيا” وسط صعوبات في رصد تعاملاتها المالية وتتخذ منظمة “Europe Trust” من العمل الخيري والتنموي في أوروبا ستاراً لجمع التبرعات وتوفير الموارد لصالح اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا. تمتلك “Europe Trust” أصولاً عقارية تزيد قيمتها على (8.5) مليون جنيه إسترليني وترسل إيرادات الإيجار من ممتلكاتها إلى شبكة غير رسمية من المنظمات المرتبطة بالإخوان في جميع أنحاء القارة الأوروبية لا سيما ألمانيا. 

التمويل الخارجي 

تمول بعض القوى الإقليمية تنظيم الإخوان المسلمين في ألمانيا عبر تمويل المساحد المرتبطة بتنظيم الإخوان المسلمين، ففي 25 سبتمبر 2022 تم الكشف عن تمويل خارجي مسجد ومركز ” دار السلام” المرتبط بتنظيم الإخوان المسلمين. وتتلقى “خلايا سرية” تابعة لجماعة الإخوان المسلمين تمويلات تركية وقطرية وتمارس عملها لخلق مجتمع مواز وتهديد للديمقراطية في ألمانيا. وتعد الاستخبارات الألمانية أنشطة الجماعة المالية هي الأخطر بين جميع المنظمات المتطرفة وبات من المتوقع أن يعمل البرلمان الألماني مع هيئة حماية الدستور للتعامل باكثر صرامة مع منابع ومصادر تمويل جماعة الإخوان المسلمين.

تلقى فرع الإغاثة الإسلامية في ألمانيا وفقا لنظام الشفافية المالية للمفوضية الأوروبية أكثر من نصف مليون يورو دعماً في عام 2019 من ميزانية الاتحاد الأوروبي. وفي عام 2018 دفعت المفوضية (400) ألف يورو لمنظمة الإغاثة الإسلامية العالمية و (340) ألف يورو لفرعها التابع للإغاثة الإسلامية في ألمانيا في 28 يوليو 2022. وحصل فرع المنظمة في ألمانيا على دعم لمشروعاته من الأموال العامة بقيمة (6.13) مليون يورو خلال الفترة من عام 2011 حتى عام 2015 وبحسب البيانات، تحصلت المنظمة على هذه الأموال على نحو أساسي من وزارة الخارجية الألمانية.

تلقت الجمعيات والمراكز الإسلامية التابعة للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين ما يقرب من (80) مليون يورو في شكل تمويلات من الحكومات الأوروبية وقد حققت هذه الجماعات درجات متفاوتة من النجاح بما في ذلك إقامة علاقات عمل مع أعضاء البرلمان الأوروبي وكبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي. وأثارت المكانة التي اكتسبتها تنظيم الإخوان المسلمين من قبل مسئولي الاتحاد الأوروبي تساؤلات حول التأثير الذي قد تخلفه هذه الجماعات على المجتمع المدني في أوروبا وألمانيا.

تحول حي “ويدينج” وهو حي سابق للطبقة العاملة في برلين – بمساعدة الخلايا السرية للتنظيم إلى معقل للإسلام السياسي ونقطة ساخنة للمتطرفين و يُعرف الحي الآن بمجتمع صغير مليء بالمساجد والمتاجر المرتبطة بالإخوان المسلمين والمراكز الثقافية الإسلامية والجمعيات في 20 ديسمبر 2021.

مشاريع قوانين

ناقش البرلمان الألماني مشروع قانون استهدف رصد مصادر تمويل منظمات “الإسلام السياسي” وعلى رأسها تنظيم الإخوان المسلمون وتتبع الأنشطة المتعلقة بالتنظيم. كما فرض رقابة مشددة حول مصادر التمويل وتجفيف مصادره في ألمانيا في 22 أبريل 2022 . ودعت هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية في ولاية تورينغن الألمانية) إلى تعزيز دعم الدولة للاتحادات الإسلامية والمساجد في ألمانيا في إطار مكافحة التطرف الإسلاموي وتضييق الخناق على مصادر تمويل الإخوان المسلمين في 3 فبراير 2021.

التقييم

تزايدت المخاوف الألمانية من تدفق المبالغ المالية الكبيرة من المملكة المتحدة لإنشاء معاقل لتنظيم الإخوان المسلمين في برلين ومن  أنشطة الإخوان  داخل كونها تحولت مصدر تهديد للمجتمعات الألمانية.

حصلت جماعات الإخوان في ألمانيا على التمويل الخارجي  ولسنوات طويلة مما ساعد على نشر الأيديولوجية المتطرفة بين الجاليات المسلمة لتحقيق مكاسب سياسية.

لا تزال بعض الولايات الألمانية تمول جمعيات الإخوان بالرغم من التحقيقات الاستخباراتية والبرلمانية التي قدرت مراراً وتكراراً أن المنظمات التابعة للإخوان المسلمين قد ألحقت الضرر بالأمن والتماسك الاجتماعي. ويبدو ان السلطات المعنية مازالت تحتاج إلى شواهد واثباتات علاقة الإخوان بتلك المنظمات والتي كثيرا ماتكون واجهات ينشط خلفها الإخوان.

تشير نتائج التحقيقات حول تمويل الإخوان بأن التنظيم ليس منظمة واحدة مركزية لكنه شبكة من الفروع المختلفة منفصلة عن بعضها البعض ومرتبطه بأنماط أيديولوجية تعارض الديمقراطية والقيم الغربية. بذلت الحكومة الألمانية والبرلمان جهود إيجابية في الحد من أنشطة الجماعة ومصادر تمويلها، من خلال مشاريع قرارات مستمرة والأستماع الى شهادات الاستخبارات الداخلية وتوصيات عدد من الخبراء والباحثين في ألمانيا، وهذا يعني ان جماعة الإخوان بالفعل خسرت الكثير من قدراتها في ألمانيا.

رابط مختصر ..  https://www.europarabct.com/?p=84186

* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

الهوامش

European governments accused of giving almost €80m to Muslim Brotherhood-linked groups
https://bit.ly/3CmTPzs

Why is Europe ignoring the threats of Muslim Brotherhood?
https://bit.ly/3RkUV2R

Allianz für die Muslimbrüder: Katar kofinanziert bekannte Berliner Moschee
https://bit.ly/3UOGYgK

مسؤول في الاستخبارات الألمانية يدعو لدعم الجمعيات الإسلامية
https://bit.ly/3SrHSOq

Die Welt reports Islamists appointed to the Berlin Commission on Anti-Muslim Racism
https://bit.ly/3E4Abtc

المركز الاوروبي

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث