قالت وزيرة الداخلية البريطانية، أمبر راد إن "من المحتمل" أن منفذ هجوم مانشستر لم يكن يعمل بمفرده.
وتشتبه الشرطة في أن سلمان عبيدي قتل 22 شخصا وجرح 64 آخرين،منهم 20 في حالة حرجة، عندما فجر نفسه وسط جمهور حفل موسيقي في مدينة مانشستر ليل الإثنين.
وقد رفعت درجة التأهب ضد خطر الهجمات الإرهابية في بريطانيا إلى اقصاها، الأمر الذي يعني انه ربما ثمة هجمات أخرى وشيكة.
ونشر عدد من عناصر من الجيش لحماية المواقع الحيوية في البلاد.
ووصفت راد الهجوم بأنه "حدث مدمر"، مضيفة " لقد كان أكثر تعقيدا من بعض الهجمات التي شهدناها من قبل، ومن المحتمل إنه لم يعمل ذلك بمفرده".
وقالت راد إنها تتوقع "بالتأكيد" أن يكون رفع درجة مستوى الخطر إلى الدرجة الحرجة إجراءً مؤقتا.
ويعتقد أن سلمان عبيدي الطالب السابق في جامعة سالفورد، وأفيد أنه بعمر 22 عاما ومن مواليد مانشستر لأبوين من أصول ليبية، قد فجر نفسه في موقع إقامة الحفل الموسيقي بعد الساعة العاشرة والنصف مساء بتوقيت لندن الاثنين.
وقال حميد السيد، الذي عمل في برنامج الأمم المتحدة لمكافحة التطرف ويعمل الان في جامعة مانشستر، إن عبيدي "كان على "علاقة سيئة فعلا" مع عائلته.
وأضاف "نقلا عن أحد أصدقاء العائلة إن والدي عبيدي حاولا "إعادته الى جادة الصواب لكنهما فشلا في تحقيق ذلك".
وأكمل أنه "كان سيئا جدا في جامعته وفي تعليمه، ولم يكمل دراسته، وقد حاولا والداه إعادته إلى ليبيا عدة مرات، إذ كان يواجه صعوبات في التكيف مع أسلوب الحياة الأوروبية".
نشر قوات مسلحة
وأعلنت أسماء خمسة من الضحايا بينهم فتاة بعمر ثمانية أعوام، وأخرى بعمر 15 عاما.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن وزير الخارجية البولندي قوله إن اثنين من مواطني بلاده كانوا من بين ضحايا التفجير.
وأوضحت وزيرة الداخلية البريطانية أن المشتبه به كان معروفا "إلى حد ما" للأجهزة الأمنية البريطانية.
وأشير الى أن 400 الى 800 من عديد القوات المسلحة سينشرون في الشوارع في البداية وسيكون ما يصل إلى 3800 عسكريا في الاستعداد متوفرين لنشرهم بسرعة.
وأكدت راد أيضا إلى أنه سيكون هناك تحديث وتنشيط لبرنامج الحكومة لمكافحة التطرف بعد شهر يونيو/حزيران، وهو أمر كان مقررا قبل هجوم الإثنين.
وجاء قرار رفع درجة التأهب الأمني بعد عدم استبعاد المحققين لاحتمال أن يكون سلمان عبيدي جزءا من جماعة.
وقالت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي إن الجنود سيتوزعون لحماية المرافق العامة الرئيسية لدعم عمل الشرطة في حماية الناس، بما فيها قصر بكنغهام ومقر رئاسة الوزراء في داوننغ ستريت والسفارات وقصر ويستمينستر (مقر البرلمان).
وأشارت إلى أن عناصر من الجيش قد يشاهدون في فعاليات أخرى، من أمثال الحفلات الموسيقية، في الأسابيع المقبلة، وسيعملون بتنسيق وتحت إمرة ضباط الشرطة.
وقالت ماي إنها لا تريد أن يشعر الناس بدرجة "حذر مفرطة" مشددة على ضرورة أن يكون "رد الفعل مناسبا ومعقولا".
ولم تصل بريطانيا إلى إعلان درجة الخطر القصوى إلا في مرتين في السابق، ويقرر مثل هذا الإعلان مجموعة من الخبراء الأمنيين من الشرطة والوكالات الأمنية في المركز المشترك لتحليل الإرهاب.
وكانت المرة الأولى التي ترفع فيها بريطانيا مستوى الخطر إلى الدرجة "الحرجة" في عام 2006 خلال عملية واسعة لمنع خطة تفجير طائرات في رحلات عبر المحيط الاطلسي من بريطانيا إلى الولايات المتحدة وكندا بمواد متفجرة سائلة.
وفي السنة التالية، رفع رؤساء الأجهزة الأمنية درجة التأهب مرة ثانية في عملية مطاردة رجال حاولوا تفجير ملهى ليلي في لندن، قبل أن يتوجهوا لمهاجمة مطار غلاسكو.
وتقول شرطة العاصمة البريطانية إنها كثفت حضورها في عموم لندن، بما في ذلك نشر ضباط شرطة متخصصين مدربين على "تشخيص أي مؤشرات تشي بأن شخصا ما قد يكون ذا توجه لعمل عدواني أو ارتكاب جريمة أخرى ... حددت بناء على بحث مكثف في سيكولوجية المجرمين وما يقوض نشاطاتهم".
وقال مارك رولي، مساعد قائد شرطة العاصمة البريطانية والمسؤول عن مكافحة الإرهاب إن التحقيق "يمضي بسرعة ويحقق تقدما جيدا".
وشدد على أن الخط الاساسي في التحقيق ينصب على تحديد إذا ما كان المشتبه به خطط للهجوم بمفرده أم أنه كان جزءا من مجموعة، مشيرا إلى أن ثمة خطوط مهمة في التحقيق ما زالت قيد المتابعة لذا يتم التوصل إلى نتائج نهائية بعد.
- فجر عبيدي نفسه في بهو "مانشستر ارينا" بعد العاشرة والنصف ليلا بتوقيت لندن بوقت قصير الاثنين.
- كان الجمهور بدأ بمغادرة حفل موسيقي للمغنية أمريكية أريانا غراندي.
- قال شهود عيان في موقع الحادث إنهم شاهدوا قطع حديدة صغيرة ومسامير بين الحطام في موقع الانفجار وتحدثوا عن الهلع والارتباك الذي ساد وسط جمهور الحفل.
- يعد هذا التفجير أسوأ هجوم في بريطانيا منذ تفجيرات السابع من يوليو/تموز عام 2005 الذي قتل فيها 52 شخصا على أيدي أربعة انتحاريين فجروا أنفسهم.
- أعلن تنظيم الدولة الإسلامية، عبر قنواته في تطبيق إرسال الرسائل في موقع تيليغرام، مسؤوليته عن الهجوم ولكن لم يتم التحقق من هذا الزعم.