في شقة واقعة بمدينة 6 أكتوبر، في العاصمة المصرية القاهرة، التقت "العربية.نت" بـ "سامح عيد" (48 سنة)، القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين، وزوجته "عزة عفيفي" (45 سنة) التي كانت كذلك عضواً فيما يسمى بجماعة (الأخوات المسلمات) قبل أن تتخذ قرارها المتوافق مع زوجها بالانشقاق عن الجماعة عقب سنوات من العمل والاعتقاد بالمبادئ الإخوانية لـ "حسن البنا وسيد قطب".
سامح عيد قيادي سابق في جماعة الإخوان_المسلمين من والد تبنى التوجه الناصري، أما عمه فكان شيوعي الهوى. اتسمت عائلته بالانفتاح الاجتماعي وذلك إلى حين "نكسة "67" تأثرت أسرته بالمناخ العام الذي ضج بالشعارات الإسلامية، فانتسب وهو لا يزال طفلا إلى الأزهر، ثم انتقل بعدها إلى التعليم العام، فكانت المرحلة المتوسطة هي بداية صعود نجمه مع جماعة الإخوان المسلمين، ونجح في تجنيد أسرته أيضا في جماعة الإخوان.
تدرج بين رتب التنظيم الـ7 حتى بلغ رتبة (عامل)، ما قبل الأخيرة، وذلك قبل انشقاقه سنة 2000.
ووفقا لما قاله: "خلال هذه الفترة من الزمن، لم أكن أعرف أن هناك أية رتب حتى أخبرت بوصولي رتبة (عامل) والتي طلبوا حينها بيعة خاصة لها ومختلفة والتي تنتهي بجملة، (الإثم لمن نكث)، وأظن أن هناك بيعة أخرى لرتبة نقيب تختتم (بالموت لمن نكث) وأظنها تكون على القرآن والسيف، وأفسر ذلك بأن من أعرفهم ممن وصلوا إلى هذه الرتبة يمتنعوا عن تقديم نقدهم عبر وسائل_الإعلام خلافاً لما في جلساتي الخاصة معهم".
أما الزوجة عفيفي، فهي خريجة كلية التربية اللغة الفرنسية. جاء انضمامها إلى الأخوات_المسلمات وهي في سن (19 عاما)، وخلافا لزوجها نشأت في أسرة محافظة دينيا واجتماعيا حتى كان تجنيدها في الجماعة رسميا منذ السنة الأولى في الجامعة لتتولى هي نفسها مهمة تجنيد مزيد من "الأخوات" و"الزهرات"، واستقطابهن.
كسبت الزوجة عفيفي ثقة التنظيم بعد خطبتها مباشرة من زوجها القيادي في الجماعة، لتبدأ هي الأخرى بالصعود وتولي الإشراف على ما يسمى بـ"الأسر الإخوانية النسائية"، وهي إحدى التقسيمات التنظيمية للجماعة سيرد ذكرها بالتفصيل فيما جاء في حديثنا مع الزوجين والذي كان هاما من حيث تسليط الضوء على كيفية تجنيد الجماعة لأعضائها من الفتيات والشباب، كذلك فيما يتعلق بالبيعة التنظيمية ومعسكرات التدريب وما يوصف بـ(النشيد الوطني) للإخوان المسلمين.
بداية، تحدثت الزوجة والقيادية السابقة فيما يسمى بالأخوات المسلمات عن بداية ارتباطها بزوجها ومعارضتها في بادئ الأمر انشقاقه عن الجماعة: "كنت رافضة بشدة خروجه منهم، وقلت له إنه ليس بعنقك بيعة وأصبحت (سايب) كما ترد باللهجة العامية"، ليستمر بسبب ذلك توتر العلاقة الزوجية بينهما لما يقارب العام، حتى بدأت مضايقات الجماعة لها تمهيداً لعزلها.
وقالت: "يخرب بيتهم، جابوا لي حالة نفسية مارسوا علي أسوأ الأساليب بعد خروجه، ولإبعادي عن التنظيم أوهموني بإلغاء الأسر، بدأت أفكر هل أترك زوجي وعندي طفلان، صرت لا أطيق زوجي ولا أهلي ولا الإخوان أصابتني أزمة نفسية وانهرت غير مصدقة للصدمة، حتى أنهن لم يلقوا السلام علي".
وقالت ضاحكة: "عندما تزوجت شعرت كأني أخذت سيدنا عمر_بن_الخطاب فقط لمعرفتي أنه (أخ) أي من الإخوان. صحيح أن زوجي على خلق كبير إلا أن تصوري عن الإخوان كان مختلفاً. بعد زواجي انكشف لي قناع الإخوان حيث كنت أعيش على الحلم الوردي، أي أننا سنقوم الليل بطوله ونحفظ القرآن، إلا أنني بدأت أرى شباب مدرجات الجامعة، الذين لطالما تحدثوا معنا عن قيام الليل والجهاد خلال زياراتهم لزوجي، يسهرون معا ويقولون النكات ويشاهدون الأفلام لا أكثر".
من جانبه، كشف عيد في الحوار المشترك مع زوجته عن إجراءات البيعة الخاصة وآلياتها، والتي قام بأدائها مع مجموعة أخرى في اليمن، وذلك ما بين العام 1990-1991: "قدمت إلى اليمن الذي لطالما كان معقلا هاماً وخطيراً لجماعة الإخوان. كنت حينها برتبة منتسب متقدم، وأمين اتحاد الطلبة في الجامعة دخلت دورة (عامل) وأخبرت بأنها شكل مختلف".
وأضاف: "تحفظت حينها على طريقة البيعة، حيث لم تكن واضحة فاللائحة الداخلية كانت مقتصرة على ذوي رتبة نقيب ورفضوا أن نطلع عليها، وطبقاً لأدبيات التنظيم فإننا نسلم أمورنا الحيوية للجماعة منها الزواج والعمل والسفر، حيث لا يمكن السفر لأكثر من 20 كلم من دون تبليغ المسؤول المباشر".
ضمت الدورة ما يقارب 50 شخصاً، تناولت عدة جلسات منها أدبيات حسن البنا والخاصة بالتنظيم الخاص، وفقاً للقيادي السابق، إلى جانب المبادئ التنظيمية ومنها الثقة، والتجرد، والطاعة، والمبايعة عليها عقب الانتهاء من الدورة أمام أحد أعضاء مكتب الإرشاد أو مجلس الشورى.
وبحسب عيد: "أدينا حينها قسم البيعة على القرآن بالسمع والطاعة أمام محمد_البحيري من التنظيم الخاص لـ 65، ومسؤول فرع اليمن الذي لا يزال هاربا حتى اليوم. وكان البحيري يخطط أن يكون المرشد العام، وهو سبب توسعه في إعطاء الرتب للمقربين لديه بالأخص من رتبة النقيب".
رتب وتوزيعات سرية
فيما يتعلق بالرتب التنظيمية بداخل التنظيم الخاص، والتي توزع بشكل سري من دون معرفة المنتسبين أنفسهم بها حتى الوصول إلى الرتبة السادسة، كما أفاد القيادي السابق، فتشتمل على 7 رتب ويظل المنتسبون يتأرجحون صعودا وهبوطا، بحسب الأداء والاستجابة، أو فيما سمّاه (التوثيق والتضعيف).
وقال: "البعد التنظيمي في داخل الجماعة معقد، حيث إن كافة الأعضاء ضمن ما يسمى بالأسر الإخوانية المرشد نفسه كان ضمن أسرة إخوانية وعليه أمين، وكان المسؤول عنها محمود عزت".
وأضاف: "أصغر وحدة في الجماعة هي (الأسرة) من 6 أشخاص تليها )الشعبة) من 5 إلى 6 أسر، ثم (المنطقة) وهي عبارة عن عدد من الشعب تليها )المحافظة) والتي تضم عدداً من المناطق تصل إلى 30 منطقة، ويكون فيها مراكز مختلفة، وأخيرا (العاصمة) التابعة للإقليم وتشمل أكثر من منطقة".
إلى ذلك، لعبت الزوجة عفيفي دور التجنيد منذ انخراطها في صفوف الجماعة في المرحلة الجامعية، وكذلك الاعتناء بما يسمى بـ(الزهرات) وهن الفتيات الأصغر سنا.
حول ذلك قالت: "كان دورنا تجنيد الفتيات وكنا نعد تقريرا أسبوعياً، حيث تم في اجتماع صباحي من كل أسبوع استعراضه مع المسؤولة ووضع المقترحات، فيتم تقديم الهدايا_المالية والعينية والمساعدة في مختلف الشؤون الحياتية الاعتيادية ومن ثم يقدم تقريراً للمرحلة التي وصل إليها التجنيد لكل فتاة".
وتابعت: "في المرحلة الجامعية يتم ترقب الفتيات من الفئات المحافظة ويتم الاستدراج بحجة حفظ القران وتعلم التجويد".
وأشارت القيادية السابقة في الجماعة إلى أن تجنيد النساء والفتيات واجتماعات الأخوات المسلمات يبدأ من اللقاء العام بالمسجد، ومن ثم اللقاء في الجامعة بعدها مرحلة الأسرة وهو الالتقاء بالمنزل.
وفيما يتعلق بكواليس الاجتماعات للأسر الإخوانية النسائية، قالت: "لا يوجد في الجلسات حفظ_للقرآن أو تعلم التجويد وإنما تدارس أدبيات التنظيم"، مشيرة إلى تعدد أدوار الأخوات المسلمات ما بين تقديم الهدايا الرمضانية بغرض التجنيد والاستقطاب والمساعدة في الحملات الدعائية خلال الانتخابات والوقوف على اللجان وتوزيع البروشورات: "كنا نتبهدل ولا يقول الإخوان لا يوجد عنف نحن شاركنا كنساء في العنف، وذلك خلال مظاهرات 1991 في الجامعة، ولم ننسحب حتى جاءت توجيهات المسؤولة".
ووفقاً للقيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين الذي تولى إدارة أسر وشعب إخوانية فيلزم على المنتسبين جميعهم من الرجال والنساء الدفع وبصورة منتظمة ما نسبته 7% إلى 8% من الدخل الشهري تسلم للمسؤول المباشر عن الأسرة الإخوانية، ثم إلى مسؤول الشعبة وصولاً إلى المرشد: "وخلال كل تلك المراحل لا يوجد أي ضوابط ورقية للتأكد من حجم الأموال وكنا نكتشف بالصدفة العديد من الاختلاسات المالية."
وحول اجتماعات المنتسبين للجماعة أفاد عيد: "بعقد أعضاء الجماعة لاجتماعات أسبوعية للأسر الإخوانية، وأخرى شهرية تسمى (الكتيبة) وذلك مرة واحدة من كل شهر إلى جانب المعسكرات الصيفية التي عادة ما يتوافد عليها قادة الجماعة: "يتم خلالها بث الحماسة في الشباب والحديث عن الجهاد وإقامة الخلافة الإسلامية".
وفي داخل هذه المعسكرات، يتم تداول الأشعار التراثية لـ "عبد الحكيم عابدين". وأوضح: "كانت تلك بمثابة النشيد_الوطني_للجماعة وكانت كلها تتحدث عن السجون والأخوة في الله وتوزع شرائط خلال المؤتمرات الإخوانية العامة والأندية واجتماعات الكتائب، وكذلك أيضا في الأفراح والزواجات".
وعن مرحلة ما بعد فك الطوق الإخواني قالت الزوجة عزة عفيفي: "بدأت مراجعاتي الشخصية وأصبحت أشاهد الأخلاق الحقيقية للناس بعد الاحتكاك بهم واستبدلت الخمار الطويل وارتديت الطرحة المحرمة لدى الجماعة لدرجة أنهم اتهموني بخلع الحجاب".
تتمة الحوار مع الزوجين القياديين في جماعة الإخوان المسلمين يسلط عليها الضوء خلال المقطع المسجل للمقابلة في حوار "العربية.نت" معهما:
متى كانت استقالتك من التنظيم؟
استقلت من التنظيم عام 2000 بعد مراجعات فكرية استمرت لسنوات كنت قدمت أوراقا بها أوراق في سنة 1999، والتنظيم رفض هذه المراجعات اضطررت للاستقالة المسببة. وكتبت الأسباب في كتاب "أوراق في النقد الذاتي الإخوان المسلمين الحاضر والمستقبل وأعطيت لزوجتي فرصة في إكمال طريقها مع جماعة الإخوان المسلمين دون ضغوط وحرية.
ماذا كانت رتبتك حينها في التنظيم؟
كان هناك 7 رتب في التنظيم (محب، ومؤيد، ومنتظم)، ومنتسب واحد، ومنتسب اثنان، وعامل نشط، ونقيب ثم تغيرت لاحقاً عقب افتضاح موضوع الرتب عام 2013. أنا كنت ضمن رتبة "عامل نشط" التي من ضمنها يكون لك حق في التصويت والترشح داخل مواقع التنظيم أو المحافظة.
يعني ذلك أنك أديت البيعة حينها؟
نعم قدمت البيعة، وهي قسم على السمع والطاعة والالتزام بأسرار الجماعة، وقرأت الآية القرآنية التي تتضمن البيعة تحت الشجرة.
ماذا بخصوص الزوجة؟
أعطيتها حرية الاختيار، تزوجتها وهي عضو في جماعة الإخوان وهي تعلم أنني كذلك وانسحبت بسبب تحفظاتي على ما يوجد في الجماعة. وقلت لها قراري بشكل نقاش حر، وقلت لها لك حرية إكمال الطريق ولكن التنظيم أخرجها.
تضيف الزوجة: "التنظيم رفض استمراري في الجماعة بعد أن خرج زوجي، وبعد هذا كنت حزينة حزناً شديداً جداً، لأنني كنت معتقدة أننا ليس في عنقنا بيعة وسنموت موتة الجاهلية، وأن المجتمع المثالي للإخوان انتهى وخرجت منه وسأجد وحوشاً في العالم المحيط بي، إلا أنني بعد الخروج من تنظيم الإخوان اكتشفت أنني كنت في سجن مع مجموعة من المنافقين الكاذبين ووجدت الناس جميلة جدا ومتدينة جدا التدين الفطري. أريد أن أقول إنني كل لحظة وكل ثانية قضيتها مع جماعة الإخوان نادمة عليها ندما شديدا جدا ضيعت عمري وشبابي. الفترة التي كنت أملك فيها الوقت وذاكرتي تستوعب الكثير قضيتها في كلام "فارغ" لم أستفد منه بأي شيء في الوقت اللي فيه الناس مثل الفل.
ما تخصصك الجامعي؟
تخرجت في كلية التربية لغة الفرنسية، وحاليا أعمل مدرسة للغة الفرنسية، كما لدي دبلوم متعلق بالإعاقة الفكرية.
هل تعتقدين أنك إذا ما انتسبتِ إلى الأخوات المسلمات كان يمكن أن تكوني أكثر نجاحاً في الإطار العملي والمهني؟
بالضبط، كنت أضع لنفسي طريقا مختلفا، لكني أعترض على وصف الأخوات المسلمات، لأنني أرى أنه اسم فقط، ولا أرغب أن يلصق ما يقومون به بالإسلام. هم لا يمثلون الإسلام.
ماذا كان دورك في التنظيم؟
في الجامعة كان الدور الأساسي لنا تقديم تقرير أسبوعي حول ما حصل في القسم. وكم فتاة تم تجنيدها في التنظيم.
وإذا كان هناك بروشورات وأدعية نقوم بتوزيعها، وإذا كان هناك حفلات نقوم بدعوة الفتيات لها، وكذلك كنت أقوم بجمع التبرعات لفلسطين والبوسنة والهرسك، كل هذا كنا نقوم به في الجامعة.
بعد تخرجي في الجامعة تحولت إلى العمل على مستوى المنطقة وهذا مختلف تماما، حيث نعمل على الفئة العمرية الأكبر، وتتمثل في الأمهات، وما يسمى بالزهرات وهن الفتيات الصغيرات، كنا نحفظهم في المساجد القرآن. حتى إننا قمنا بتشكيل فرقة تقوم بالغناء في الأفراح والمناسبات، وذلك حتى يكون الفرح إسلامياً. فالعريس يكون بالزفة. والعروسة إما أن تكون في السيارة أو في البيت، وقلنا يجب أن تفرح العروسة. فقمنا بإنشاء فرقة من الفتيات الصغيرات نعلمهم الغناء ونقوم بطقوس الحناء، وذلك كتطوع مجاناً من دون مقابل مالي، وذلك كي نخترق المجتمع، حتى كان الأساس الإغداق بالهدايا والحقائب الرمضانية.
من حيث الزي ما الذي اعتمده التنظيم لفرع الأخوات المسلمات؟
الزي طبعا عباءة سادة إلى جانب ما يسمى بالخمار، وتكون الألوان الداكنة هي الأساس. الآن رغم عمري انقلبت وأصبحت أرتدي الألوان الأخرى كالفوشيا والأحمر، حيث إن ما ترتديه في فترة الشباب يختلف بعد ذلك في سن النضج، إلا أنني تمردت على كل شيء حتى في شكل اللبس.
ماذا غير العباءة؟
كان هناك "الشربات" (الجوارب) السميكة، والقفازات، والمعصم، والخمار الطويل، بالطبع وفي محافظة دمنهور كان الخمار بخطين هذا هو الوصف، إلا أن النقاب ممنوع، حتى إن الأخوات ممن يرغبن بالنقاب يتم منعهن.
ما السبب في منع النقاب على النساء؟
يجيب الزوج: طبعا اللحية تمنع على الرجال والنقاب كذلك على النساء، بسبب التمييز عن السلفيين، كذلك حرية التحرك، وهذا الاشتراط لم يكن في القرى الصغيرة وذلك للبعد الأمني.
في 2013 وما شاهدناه من مواجهات في جامعة القاهرة دخل النساء في حالة العنف كيف ترين الأدوار التي حاولت الجماعة توظيف النساء فيها؟
عام 1991 أشيع أو وصل خبر بأن أحد الضباط سحب النقاب وشتم النساء، كان وقتها مسؤول المحافظة التنظيمي للجماعة في السجن، وأخذنا منه الإذن بممارسة العنف والانتقام من الجهاز الأمني، فأعطى للشباب في الجماعة وقمنا بكمين للأجهزة الأمنية، وذلك في سنة 1991 حيث قمنا بمظاهرة وهمية كمين في مدينة_دمنهور.
وكان الأصل الاستعداد بالشوم "العصي"، وقمنا بشراء سيارات مليئة بالزلط (الحجارة) ووضعناه في الشوارع المحيطة بالميدان واخترنا ميداناً مركزياً فيه عدد كبير من المدارس والدوائر الحكومية. وحددنا الوقت الساعة الثانية، وهو توقيت خروج الموظفين والطلاب. وقمنا بمظاهرة وهمية حيث تأتي لأجهزة الأمنية ونصطدم معها بالعصي والحجارة، وأن تستمر المظاهرة مدة ساعة و8 دقائق بالضبط. ويتم توريط الأجهزة الأمنية مع عموم الناس في الشارع والخطة تمت بالفعل كما يجب. أصيب حينها 13 رجل أمن عن طريق الضرب بالعصي والحجارة وانسحبنا بسرعة شديدة وقبض على مجموعة كبيرة كلهم لم يكونوا من الجماعة، لأننا كنا على علم بالخطة وانسحبنا بسرعة شديدة في الوقت المحدد والأجهزة الأمنية أوصلت رسالة حادة للإخوان أن هذا تغير في استراتيجية الجماعة، وبعدها قدم التنظيم اعتذارا واعتبروا أن الأمر اتخذ من قبل قياديين في السجن.
ماذا كان دور النساء في هذه المظاهرة؟
كانت المظاهرة وقتها في داخل كلية التربية والأمن كان يحاصر كلية_التربية_والآداب، وقامت المظاهرات وفتحت الجامعة الأبواب الخلفية لخروج الفتيات والطالبات، بحيث يستطيع الأمن القبض على المتظاهرين من جماعة الإخوان، أما والأخوات فتوقفن لحماية الطلبة ومنع الاقتحام والاعتقال، ولم ينسحبن حتى تأكدن من استعداد المتظاهرين بالعصي المزودة بالمسامير ووقفن بالقرب من أبواب الكلية، ووقتها جاءت الأوامر بالانسحاب، ولم يخرجن من الجهات الخلفية وإنما من الأبواب الأمامية حماية لهم، وحينها بدأ رمي الحجارة، وبالطبع تم إغلاق المنافذ على رجال الأمن، وتبهدلت الأخوات حينها، حيث إن الأمن يقوم بضرب المتظاهرين، وطبعا بسبب تعاطف المجتمع مع الإخوان.
كيف ترين إشراك النساء في مثل هذه المظاهرات رغم أن التعاليم الإسلامية والدينية ضد أن تفقد المرأة وقارها وصيانتها؟
هم لا ينظرون إلى هذه الجوانب، ففي انتخابات المجالس البلدية كنا ننزل إلى الشارع ونحتك بالرجال ونسمع ألفاظاً غير مناسبة.
ماذا كنتم كنساء تتدارسون خلال اجتماعاتكم؟
كان بالنسبة لنا كتاب زينب الغزالي ندرسه كثيراً، وهو (أيام من حياتي) وتناول كيف مورس التعذيب عليها. كنا معتقدين بها اعتقاداً غير عادي، وطبعا كتاب (القيادة والجندية) لمصطفى مشهور، ورسائل حسن_البنا المخصصة للمرأة، وتفسير القرآن، وتحديدا فقط سورة (البروج)، كما أن الجلسات لم يكن فيها تعلم التجويد أو قراءة القرآن وحتى دراسة سيرة الرسول نأخذ منها الجانب الحركي فقط.
يضيف الزوج: "المنهج الحركي لمنير الغضبان رجل سوري ويؤسس لأفكار التنظيم من خلال السيرة حتى إن لديه كتاب "الاغتيالات السياسية في السيرة النبوية"، مثلا بيعة العقبة استنتج منها أنهم اختاروا 12 من بين 72 مما يعني شخصاً، وهي السياسة التي اعتمدها التنظيم فقرر شخص واحد لكل 6 أفراد فيما يسمى بالأسرة الإخوانية، ففكرة المنهج الحركي للسيرة النبوية للكاتب منير_الغضبان السوري الإخواني إلى جانب فكرة التنظير من السيرة النبوية للحركة الإخوانية".
كيف كان الاجتماع الشهري؟
كان لنا اجتماع شهري يوم للإفطار نحدد المنزل وتبدأ الأخوات تحضير الطعام ويبدأ اللقاء من العصر وحتى بعد صلاة المغرب. نقرأ #القران ونتدارس في السيرة وقبل صلاة_المغرب نبدأ بذكر ورد (الرابطة) ونمسك بأيادي بعضنا البعض ثم نصلي المغرب ونفطر، وبعد الفطور نذهب إلى المنزل، وفي وقت الجامعة كنا نذهب لصلاة العشاء معا، إلا أنهم بالطبع كانوا خلال الاجتماع يؤكدون على الطاعة ثم الطاعة ثم الطاعة.
هل كان لك رتبة؟
لم أكن حينها على علم بموضوع الرتب في التنظيم، لأن في وقت الجامعة كان هناك لقاءات عامة ولقاءات في الـسر.
كنت مع ابنة خالتي، وكانت في المستوى الثاني. الرتب تؤخذ بحسب مكانة الزوج نفسه في التنظيم، فبعد خطبتي من زوجي سامح بدأت أحضر اللقاءات الصغيرة منها كان مع المهندس رحمة الله عليه #حسام_حميدة ولقاءات #عبدالفتاح_شريف، وهذه لم يكن أي من الأخوات يحضرها، فتم انخراطي في شؤون خاصة إلى أن تزوجت وشاهدتهم عن قرب.
ماذا كنتم ترددون عند اجتماع الرابطة؟
اللهم إن هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك والتقت على طاعتك وتوحدت على نصرة شريعتك فوثق رابطتها وأدم ودها واهدها سبلها واملأها بنورك الذي لا يخبوا وإحياء بمعرفتك، وأمتنا على الشهادة في سبيل الله. وتذكر صور الإخوان في كل أنحاء العالم "أيادي بعضنا مشدودة بعضها ببعض بشكل شديد خلال ترديد الدعاء".