صلاة “تايم سكوير” وتراويحها! - مقالات
أحدث المقالات

صلاة “تايم سكوير” وتراويحها!

صلاة “تايم سكوير” وتراويحها!

بشار جرار – واشنطن

 

وددت لو يسمح المقام كتابة المقال بالعامية. ليست أي عامية وإنما المصرية أو السورية على وجه الخصوص. في خاتمة المقال سأفعل.

دعوني أبدأ “يا سادة يا كرام بعد الصلاة على خير الأنام” (بلغة الحكواتي في حارات دمشق العتيقة) بالتوقيت. مر عليّ في حياتي المهنية صحفي – من إحدى دول “الربيع العربي” – متنطّع في هوسه بالعربية الفصحى لأسباب “دينية آيدولوجية” فترجم تايم سكوير إلى ميدان الوقت! اكتفيت حينها بالتنبيه الشفوي من الناحية التحريرية لكني من الناحية الإدارية أدركت أن المشكلة أكبر من ذلك بكثير. ولذلك موضوع آخر حول ما تسمى “العلامات الحمراء” التي يغفلها صانع القرار في التعامل مع مشاريع الانغلاق والتطرف الكامن ولربما الإرهاب ممن لجأوا إلى الغرب ولعاً أو طمعاً وفي صدورهم غير ما يبدون.

على أي حال، أي صدفة عجيبة حققت ما أراد البعض أن يصوره بـ”الفتح العظيم”! ما العبرة في الزمان والتوقيت؟ ما الغاية أو الرسالة من المكان؟ المكان ذاته قبل عامين وفي عز الخوف والقلق الذي انتاب أمريكا والعالم من كوفيد التاسع عشر؟ تداولت وسائل الأعلام والتواصل الاجتماعي فيديوهات لداعية أمريكي يرتدي خيشا صارخا في المدن الفارغة جراء الطاعون بكلمة “توبوا”. من بين الأماكن التي اختارها ذلك الداعية واسمه فيليب بلير كانت مدينة نيويورك، تحديدا تايم سكوير. يزعم فيليب أنه يوجه رسائله عملاً برؤى وتكليف من السيد المسيح. أكبر الخطايا التي تستدعي التوبة وفقا لفيديوهاته -التي لم يحظرها بعد يوتيوب- هي جريمة الإجهاض وخطيئة مخالفة تعاليم الله وشرائعه بأن الأسرة هي ثمرة زواج ذكر وأنثى.

الداعية فيليب – دام صوته – لديه فيديو مماثل من أمام الكونغرس .. وثمة سيارة متنقلة رابضة هناك على مدار العام يقوم عليها داعون لتوبة الأمة طلبا للرحمة. لا بل ثمة كنيسة على شكل خيمة وتعرف باسم خيمة داوود تربض قبالة الكونغرس في الطريق إلى مسلة واشنطن أيقونة العاصمة من زمن بناتها الماسونيين من الآباء المؤسسين.

الجامع بين هاتين المنطقتين ومنذ زمن باراك حسين أوباما الرئيس الأمريكي الأسبق، هو رائحة الماريجوانا التي بحق تزكم الأنوف. تستفز أكثر ما تستفز السياحة العائلية. فكل الاستعراض بعقود من مكافحة التدخين القسري لدرجة أنك لا تستطيع تدخين سيجارة ولو كانت الكترونية قرب حتى كراجات المدارس والجامعات والمتنزهات العامة، يتم بكل نفاق غض البصر عن رائحة الحشيش الذي توافقت غالبية الديموقراطيين ونسبة ليس بالقليلة من الجمهوريين على تشريعه، لا بل وحث الناس على زراعته والاستثمار فيه. كانت صدمتي كبيرة عندما تابعت فيديو بهذا المضمون لرئيس مجلس النواب الأسبق وأحد صقور الحزب الجمهوري جون بينر.

نعود إلى ميدان الوقت، واقتصر تساؤلي على الرائحة فقط، دعونا من البصريات (الإعلانات المثيرة الشفافة..) ونشاطات بعض النشطاء في المكان ذاته دعما لأجندة اليسار المتطرف بما في ذلك اليسار المنحل من الحزب الديموقراطي، كيف تعامل المنظمون مع هذه الإشكالية؟! رحم الله أبي، كان يحرص على تطبيق تعاليم الرسول في تقديم طبق من “المشاوي” للجيران كل جمعة حتى لا يشتهي جار أو عابر سبيل رائحة الشواء وطعم اللحم وهكذا فعل جيراننا الأكارم في عمّان الحبيبة.

باختصار “تايم سكوير” وتراويح -كما قال الرئيس المصري المخلوع الراحل محمد مرسي- “دونت مكس”! وبالسوري الفصيح: “ما خرطت مشطي” يا مولانا بايدن! إنك وحزبك بعون الله من الخاسرين في نوفمبر المقبل، ولن تنفعك أصوات العرب والمسلمين الأمريكيين الذين صوت بعضهم لصالحك نكاية بترامب فقد ثبتت الرؤية!

*كاتب ومحلل سياسي – مدرب مع برنامج الدبلوماسية العامة في الخارجية الأميركية ..

ميدل لاين نيوز

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث